أحيقار/ أبو - نينو - داري - "حاملاً لختم سنحاريب ملك آشور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحيقار/ أبو - نينو - داري - "حاملاً لختم سنحاريب ملك آشور

    ​​​​​​أحيقار/ أبو - نينو - داري - "حاملاً لختم سنحاريب ملك آشور"( )
    في أوائل القرن العشرين عُثِرَ على النص الآرامي لقصة أحيقار وحكمته في جزيرة الفيلة بمصر( ). في مقارباتنا للمشرق في الألف الأول ق.م، لا سيما الصراع الآشوري/ الآرامي، كنا نعلم أن تحت طبقة الحروب والمماحكات السياسية هناك الفعل الشعبي والاجتماعي الذي لا يبالي كثيراً بتلك الصراعات، خصوصاً إذا كانت بين أرومات ديمغرافية متقاربة وذات أصل واحد. الالتحام والتفاعل يفعل فعله دونما قرارٍ رسمي، حتى إنَّ هذا الأمر نجده في تلك الحقبة بضياع التمييز تماماً بين آشوري أو بابلي أو كلدي آرامي وحتى عربي.
    كانت تلك الحاضنة الاجتماعية الأساسية في حضارة المشرق؛ وعلى الرغم من الجبروت الآشوري احتلت الآرامية آنذاك لغة عالم الوثائق والكتابة واللسان. ونقارب كثيراً وجود أسماء آرامية في الوثائق الآشورية؛ فليس من باب الاستغراب أنْ يتخذَ ملوك آشور وزراءَ وكتّاباً من الآراميين، أليس أحيقار نفسه آرامياً على حد قول سهيل قاشا، أو على الأقل من المتضلعين من الآرامية؟ كذلك سنجد نصوصاً آشورية رفدت إليها نصوصٌ آرامية.
    "جيمس بريستيد" في مؤلفه "العصور القديمة" تحدث عن التاجر الآرامي الذي إذا وجد لوحاً مكتوباً بالمسمارية تناول قلمه وعلق عليه بالآرامية. حتى إنَّهُ اكُتشف في محفوظات الملك آشور بني بعل ألواحاً كثيرة نقشت عليها الحواشي الآرامية إلى جانب النص الآشوري.
    ذكرنا أنَّ أحيقار عاش زمن الملكين سنحاريب وأسر حدون فيكون التاريخ تقريباً 669 -704 ق.م. وهي مدة الحاكمَين في آشور. ومختصر القصة هنا: أنَّ هذا كان مستشاراً للملك سنحاريب لم ينجب أولاداً مع أنه تزوج من عدة نساء. وذات يوم أتاه صوت الرب( ) فقال له: خذ "نادان" ابن أختك واجعله وريثك، علّمه علمك ولقنه حكمتك.
    كًبُر نادان على العلم والمعرفة والحكمة، شاخَ أحيقار، والملك أسر حدون يريد منه أن يختار من يخلفه مستشاراً له، فيختار نادان ويوافق الملك.( )
    غدر ابن الأخت بخاله وسبب له مشكلات عند الملك فهرب إلى مصر، ثم عاد وانتقم من ابنه أخته. الذي اعتقد أنَّ قصة أحيقار كُتبت في الأصل بالآشورية، ثم دُوِّنَت بالآرامية.
    المعطيات تشير إلى انتقال هذه القصة إلى العالم القديم آنذاك، ويُعتقد أنَّ "ديموقريطس" الفيلسوف الفينيقي الأصل، واليوناني اللغة، نقلها إلى اليونان. ويُعتَقَدُ حسب الدراسات والمتابعات أنَّ نصَّ أحيقار كُتب قبل وفاة الملك أسر حدون عام 669 ق.م.

    تاريخ المشرق 2023. بشار خليف
يعمل...
X