برعوثا كاهن كلداني بابلي من عبدة الإله مردوخ ورد اسمه في المصادر اللاتينية بلفظ Berossos، وجاء الاسم في معجم الحضارات السامية Berosa، وأصل الاسم في البابلية هو بل أصر usur Bel ويعني يابعل (مردوخ) احم!»
لا يعرف تاريخ ولادته ووفاته على نحو دقيق. ولكن يبدو أنه كان شاباً إبان سنوات حكم الاسكندر في بابل (٣٣١ ۳۲٣/٣٢٤ ق.م)، وعاصر أنطيوخوس الأول Antiochos I أي عاش في النصف الثاني من القرن الرابع والنصف الأول من الثالث ق.م.
تعود شهرته إلى مصنفه عن تاريخ بلاد بابل المعروف باسم : «البابليات» Babyloniaca وكذلك باسم الكلديات» Kaldaica صنفه باللغة اليونانية في مطلع عهد أنطيوخوس الأول بين ۱۷۹ ۲۷۲ ق.م، وأهداه إليه. وقد تأثر به أنطيوخوس الأول، فحسن معاملته مع كهنة بابل ، واهتم بترميم المعابد في البلاد.
وثم نقلها الكتاب والمؤرخون الكلاسيكيون بوليستور Polyhistor وأوسيبيوس Eusebios ويوسيفوس Josephus وغيرهم يقع مصنف تاريخ بابل في مقتطفات ثلاثة كتب: الأول: يبحث في بدايات الحياة البشرية والخليقة، ويتضمن وصفاً للبيئة الجغرافية والنباتات في بلاد بابل.
*الثاني: يعرض أسماء الملوك العشرة الأوائل قبل الطوفان متسلسلة، ثم يروي خبر الطوفان يورد بعدها أسماء ستة وثمانين من الملوك الذين حكموا بعد الطوفان فالسلالات التاريخية التالية حتى عهد الإمبراطور نبوخذ نصر.
*الثالث: عرض فيه للملوك الذين حكموا بعد نبوخذ نصر حتى غزو الاسكندر المقدوني للبلاد، وفيه يذكر سنوات حكم كل منهم وأهم الأحداث التاريخية فيها. كما ترد فيه معلومات فلكية عن القمر خاصة. لا تخلو معلومات المصنف من بعض الاضطراب والأخطاء، ولكنها منظومة ببراعة، وتتصف بتوافق كثير منها مع ما جاء في المصادر المسمارية والكلاسيكية، ولاسيما قوائم أسماء الملوك. كما تعكس سعة علمه في مجال علم الفلك، وقد استفاد اليونانيون منه في ذلك العلم. وقد لخص ذلك المصنف الملك يوبا الموريتاني Juba (نسبة إلى الاسم القديم لشمالي إفريقية) في جزأين ونقل عنهما المؤرخان ایلیان Aelian و تاتيان Tatian من مؤرخي القرن الثاني الميلادي وتواترت عملية النقل والاقتباس منه في العصور اللاحقة وبقي كتاب البابليات من أبرز المصادر المباشرة عن تاريخ بلاد بابل في مطلع العصر السلوقي. انتقل برعوثا في أواخر حياته - لأسباب مجهولة - من بابل إلى جزيرة كوس اليونانية (شمال شرقي جزيرة كريت)، ويرجح أنه مات فيها.
بقلم الدكتور فاروق إسماعيل
#امير_علي مؤسسة اورنمو للثقافة والتراث Ur Nammu Foundation for Culture and Heritage
لا يعرف تاريخ ولادته ووفاته على نحو دقيق. ولكن يبدو أنه كان شاباً إبان سنوات حكم الاسكندر في بابل (٣٣١ ۳۲٣/٣٢٤ ق.م)، وعاصر أنطيوخوس الأول Antiochos I أي عاش في النصف الثاني من القرن الرابع والنصف الأول من الثالث ق.م.
تعود شهرته إلى مصنفه عن تاريخ بلاد بابل المعروف باسم : «البابليات» Babyloniaca وكذلك باسم الكلديات» Kaldaica صنفه باللغة اليونانية في مطلع عهد أنطيوخوس الأول بين ۱۷۹ ۲۷۲ ق.م، وأهداه إليه. وقد تأثر به أنطيوخوس الأول، فحسن معاملته مع كهنة بابل ، واهتم بترميم المعابد في البلاد.
وثم نقلها الكتاب والمؤرخون الكلاسيكيون بوليستور Polyhistor وأوسيبيوس Eusebios ويوسيفوس Josephus وغيرهم يقع مصنف تاريخ بابل في مقتطفات ثلاثة كتب: الأول: يبحث في بدايات الحياة البشرية والخليقة، ويتضمن وصفاً للبيئة الجغرافية والنباتات في بلاد بابل.
*الثاني: يعرض أسماء الملوك العشرة الأوائل قبل الطوفان متسلسلة، ثم يروي خبر الطوفان يورد بعدها أسماء ستة وثمانين من الملوك الذين حكموا بعد الطوفان فالسلالات التاريخية التالية حتى عهد الإمبراطور نبوخذ نصر.
*الثالث: عرض فيه للملوك الذين حكموا بعد نبوخذ نصر حتى غزو الاسكندر المقدوني للبلاد، وفيه يذكر سنوات حكم كل منهم وأهم الأحداث التاريخية فيها. كما ترد فيه معلومات فلكية عن القمر خاصة. لا تخلو معلومات المصنف من بعض الاضطراب والأخطاء، ولكنها منظومة ببراعة، وتتصف بتوافق كثير منها مع ما جاء في المصادر المسمارية والكلاسيكية، ولاسيما قوائم أسماء الملوك. كما تعكس سعة علمه في مجال علم الفلك، وقد استفاد اليونانيون منه في ذلك العلم. وقد لخص ذلك المصنف الملك يوبا الموريتاني Juba (نسبة إلى الاسم القديم لشمالي إفريقية) في جزأين ونقل عنهما المؤرخان ایلیان Aelian و تاتيان Tatian من مؤرخي القرن الثاني الميلادي وتواترت عملية النقل والاقتباس منه في العصور اللاحقة وبقي كتاب البابليات من أبرز المصادر المباشرة عن تاريخ بلاد بابل في مطلع العصر السلوقي. انتقل برعوثا في أواخر حياته - لأسباب مجهولة - من بابل إلى جزيرة كوس اليونانية (شمال شرقي جزيرة كريت)، ويرجح أنه مات فيها.
بقلم الدكتور فاروق إسماعيل
#امير_علي مؤسسة اورنمو للثقافة والتراث Ur Nammu Foundation for Culture and Heritage