قصة قصيرة i الحضور الطيفي !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة قصيرة i الحضور الطيفي !!

    قصة قصيرة i الحضور الطيفي !!
    لم تكن حياته معها هى التجربة الأساسية الطويلة المُدة في حياته كلها ؛ ولكنها كانت التجربة الأكثر حَفراً والأكثر تأثيراً . ولم يكن هو التجربة الأولى في حياتها قبل إفتراقها عنه وإرتباطها بزوجها الجديد ؛ ولكنه أيضاً كان الحياة الأكثر حَفراً في الحياة التي عاشتها بعده ، وقد تأكد كلاهما من وقائع أحداث حياتهما التي أعقبت الحياة المشتركة لهما ؛ أن كل منهما موجوداً بأكثر مما يستطيع إخفائه فيما يصنع ؛ وقد تَعجب كل منهما من أن هذا الأثر الفاعل ؛ لم يتلاشى بالنسيان ؛ ولكنه حاضر بالتذكر وكأن كل منهما قد أصبح " جِين " إضافي من جِينات وجوده ومن جينات وجود الآخر ؛ وأنه الجِين الحاكم لكل ما يفعل !! .

    لفترة أصبحت محاولة نِسيانها بالنسبة له ؛ هدفاً يعيش له ، فقد كان حُضورها " يَكٌرِف" كل علاقة له بأنثى أخرى ، وكان طَعمُها هو الغالب في َوَجباته كلها وكان رائحة عَرقها المُغطى برائحة ما كانت تضع من عُطور ؛ حاضراً بلطف وكان غير مختفياً وسط ما كانت تضع من عِطر وكان يملأ أنفه ؛ حين كان يتشمم رائحة أي أنثى مُصاحبة له .

    وعندما يأس من محاولات نِسيانها ؛ استسلم لحضورها الطيفي الحاضر واستسلم لمشاركة طَيفها في عِلاقاته الأنثوية وأصبحت عِلاقاته في الشكل الذي إستسلم إليه : علاقة ثلاثية ؛ هو وهى والأنثى الأخرى !! .

    كانت أعظم آثارها فيه ؛ أنه كلما تذكرها : تفَتحت فيه "زَهرة الشَهوة " وتماسكت قُدرته حتى الإنتصاب الصَلب ؛ فيظل بفضل تذكرها موجوداَ في عالم الذكورة وإشباع ورداته ؛ بما يجَعلها مُستمرة في النضارة على قيد الحياة .

    ولما كان حُضورها الطَيفي شريكاً حاضراً ؛ في كل علاقاته الأنثوية بعدها وكانت " إستحلاماته كلها معها هى ؛ كما كان مجونه كله فيما سبق معها ؛ وكان يداعبها بأنها " شهوة روحة " لم يكن يمل الجنس معها حين كان يرافقها بدون زواج وحين كان زواجهما القصير الذي فضاه معاً حتى لا يقتل أحدهما الآخر من كثافة حضوره في حياة الآخر ؛ ورغم إبتعادهما ظلت كذلك هى "شهوة روحه" والأتون المنصهر الذي يذيب البرود من خياله ويخلص جسده من كسله ومن تراخيه .
    كانت تتجسد في "إحتلامه" ؛ حتى تصير كتلة جسد حاضرة وليست " طيف خيال" وكانت هذه هى معجزتها الحاضرة وخلودها الدائم في حياته .
    أخذ حضورها الطيفي يتعمق ويتجسد أكثر ؛ ليس في مشاركاته الشهوانية التي ترد على خاطره ؛ بل أصبحت وكأنها " جِِنية " تتجسد له ؛ ثم أصبحت تتداخل في أفكاره وكأنها "لوثة " تأتيه ؛ ثم ملك عليه حضورها الطيفي ؛ ليجعله يستدعي كل حياتهما معاً ليعيشها بدلا من واقعه .

    سعي إليها ؛ وقد وجدها هى أيضا مُحتاجة إليه ؛ فقد كان حضوره الطيفي يعذبها ويطغي على حضور زوجها وكان حضوره الطيفي يقتل واقع زوجها الذي أصبحت تحبه ولا تستطيع أن تخونه ؛ لا في الخيانة السريرية ولا بالخيانة التخيلية التي يجبرها حضوره الطيفي على الإغواء بها .

    ولما خَلص إلى أنه لكي يقتل حُضورها الطيفي في حياته وحضوره الطيفي في حياتها ؛ فلابد أن يَستحضرها في حياته ويسترجعا يوماً من حياتهما ويسترجعا كيف يعيشا واقع أيامهما ؛ فتتوارى الأطياف التي يصدرها كل منهما للآخر ؛ ولم تمانع ولكنها اشترطت عليه أن لا يَذهبا إلى المدى الذي تصبح لقاءاتهما : لقاءات في الفِراش ؛ وأن هذا هو الحل لكي يقَتل كل منهما الحضور الطيفي الشريك في الحياة مع الشريك الآخر ؛ فيخلص لكل منهم حياته ولا يعيشوا لحظات التأثم بالحضور الطاغي لكل منهما على الشريك الواقعي للآخر .

    في لقائهما الأول العَفيف الذي إتفقا عليه ؛ بعد توقف لقاءات الشهوة الواقعية قبل زواجها والتي استمرت تتم بعد إنفصالهما ؛ واستمرار لقاءات الشهوة التي يحل فيها كل منهما مكان شريك الآخر والتي استمرت لفترة طويلة حتى بعد كشف زوجها لها منذ ليلة دخلتهما الأولى ؛ فقد استمر طيفه حاضراً في مضاجعات زوجها لها وقد كانت حريصة على ألا يصدر منها ما يستشعر منه زوجها أن "طيف الآخر" هو من يمارس مع زوجته لحظات شهوتها وهما معاً في السرير ؛ وقد قال لها صاحب الطيف الزائر صادقا :
    - "لقد بحثت عنك في كل ليال البرد التي كنت أحتاج فيها إلى دفء روح . لقد بحثت عنك في كل لقاء مع سيدة غيرك ؛ ولكني لم أجد الأنثى التي كنت أجدها فيك . ولهذا فقد توقفت عن مضاجعة أي أنثى ؛ وعدت أنت واحتللت مكانك السابق في كل تخيلاتي ؛ ماذا أفعل ومازال طيفك يزورني في أحلامي ؛ يدغدغني حتى الفرح ؛ ثم يعتصرني حتى يأخذ عسلي الأبيض ولا يترك ليٌ منه أثراً ، تأتيني يدك حانية : تعجنني وتعجن دقيقي في ماء ولبن ؛ وتقرصني " شُمَيٌسيات " صغيرة ؛ تعطيها لروحي ؛ لتوزعها عليٌ مرة أخرى حين أجوع إليك " .

    -- " بعد زواجي من زوجي ؛ فقد نطقت باسمك في أول جِماع ليّ معه ؛ كان يعرف قصتنا ، ولقد صفعني وتوقف عن المُضاجعة حين لفظت بإسمك في لحظة الشهوة ، وقلت له لحظتها وأنا أبكي من الخجل : "سامحني " لن تتكرر فقد كان أيضاً زوجي وأنت تعرف حياتي وحياته معاً . وحايلته حتى إنتهى غضبه بعد أن أغرقته شهوتي وإثارتي الناعمة له حتى بلعته هو ولهفته عليٌ وحمتني لحظات جوعه وقد إقترب ؛ من إستمرار ثورة غضبه ؛ ولم يستطع مغالبة جموح شهوته . ولكنه صمم على الإنتقام منك ؛ وقد أتاك ليسُبك ويشاكلك ويَضربك ؛ حتى يتركك مُكسرًا ولكنك قد نجوت منه ولا أعرف كيف ؟ ".

    - " قال ليٌ زوجك وفي مواجهة مسموعة من آخرين أقصى كلمات من الكراهية سمعتها في حياتي ؛ قالها وهو صادق في التعبير ؛ كانت كراهية لكل حياتي ولكل ما أقول وما أفعل .
    لا أذكر أني إنزعجت من أي إهانة وجهت ليٌ في حياتي قدر إنزعاجي من هذه الإهانات التي ترصدني " زوجك " لكي يلقيها في وجهي ؛ كانت صدمتي في أنه قد كشف ليٌ أنني مازلت حاضراً في حياتك وهكذا أكون حاضراً في حياته ؛ وأن ما أحياه أنا سراً من وجود طَيفك في حياتي ؛ تعيشينه أنت علناً في وجود " طيفي الحاضر " في حياتك ؛ وقد عرف به ؛ ويتألم منه . وعندما هجم عليٌ وهو في قمة الغضب وهو يسدد لكماته ويصيح مكرراً :
    " يا كلب يا أبن الكلب " ؛ كنت لا أتحاشى لكماته بقدر ما كنت أتحاشى الفضيحة التي كانت تحدثها صيحاته ، وقد أضاع عليه فرط غضبه دقة تصويبات لكماته ؛ وهكذا نجوت منه ولم يصيبني إلا القليل من لكماته ؛ حتى أنقذني المتجمهرون حولنا من بين يديه ".

    استمرت لقاءاتهما التي حاولا فيها ترويض أطيافهما التي تغزوا حياة الآخر ؛ ولكن ما كان يحدث بعد اللقاءات العفيفة التي تمت أنها قد حفزت أكثر الحضور الطيفي الطاغي والجميل لكلا الطيفين في حياة الآخر ؛ بما كان يتم فيها من صداقة وإنسجام كان يُفتقد في الحياة الواقعية التي يعيشاها : هى مع زوجها وأعباء الحياة المشتركة ؛ وهو بحياة وحدته إلا من أنثى عابرة . وبعد ذلك إتفقا على لقاء يتم كلما أراد أحدهما أن يُحَيد حياة الحضور الطيفي للآخر ؛ أو لو أراد أن يقتله مؤقتاً ؛ فيتم لقاء
    " فراش" بينهما ينهك فيه " الحضور الطيفي" للآخر ؛ فينشغل عن التدخل في حياة الواقع لكل منهما .

    محمد الصباغ
يعمل...
X