قبلة للشّاعر عزّام سعيد عيسى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قبلة للشّاعر عزّام سعيد عيسى

    ظَلمـتْ عـُذرةُ القصـيدةَ تاريخاً فشـابتْ شـفاهُها العـذراءُ
    قيـسُ ليلى ، وقيـسُ لبنى ، جميـلٌ وبثينـاهُ ، كلهـمْ جُبناءُ
    أوهمونا بالحـبّ عفّـاً بريئـاً ... فنمتْ في صدورنا الصحراءُ
    فانقضى العمرُ عروةُ بنُ حزامٍ ... يتصبّى ، وتشتكي عفراءُ
    قال عنها ؛ رضابكِ الخمرُ صِرفاً ... أيّ خمرٍ وأنت منهُ بَـراءُ
    وأنـا هـا هنـا أصـحّـحُ تاريـخَ الأغـاني وليـرْوِهِ الفقهاءُ
    ...............
    قبلةٌ منكِ فالفضـاءُ مُضـاءُ ... بمصـابيحَ ما لهـا أمـداءُ
    شفّني السّكرُ إذْ تلاقتْ شفاهٌ ... بشفاهٍ وأطبقَ الإصغاءُ
    فالنـدى بالندى مذابٌ وعالٍ ..... جريـانُ العبيـر والإرواءُ
    أيُّ حـربٍ أريدُ أخرجُ منها ..... بســلامٍ فلا يجيب القضاءُ
    أيّ مـسٍّ أريدُ أنزعُ مِنـهُ النفسَ قسـراً فتصطلي الأعضاءُ
    فيصير العناقُ أحلى وأشهى ... وتذوبُ الأوقاتُ والأشياءُ
    فكأنّي أنا الـرّجال جَميعـاً ..... والغِوى أنتِ كلّـهُ والنّساءُ
    ................
    يا عناقاً نمـا كرقصِ سماحٍ .... تـتسامى في خطوهِ الأخطاءُ
    أو طبولُ الإفريق دُقَّتْ بعزمٍ يومَ للشمسِ في القلوبِ استواءُ
    أو فتـاةٌ هِـنديةٌ من بـَهارٍ ....... وحـياءٍ والـمـِهرجانُ غِـناءُ
    لحبيـبٍ بضـمّهـا يـتـلـوّى ....... منعتـْهُ عن جيدها الكبرياءُ
    أو على الخيلِ فارسٌ عربيٌّ ساعةَ النصرِ لمْ تسعْهُ السماءُ
    .............
    قبلةٌ لا ولا قصـيدةُ حبٍّ .... وصـفهـا إن ظلمتَـها عصـماءُ
    جلجلَ الشّـعرُ في الفـؤاد وجـلاّه على هَـدأةِ الفم الإلقاءُ
    مسرحٌ للشعور في مجتناهُ .... يتماهى الجمهور والشّعراءُ
    ..............
    يا شـفاهاً من العقيـقِ تشـهّى الشـهدُ فيها لو أنهُ لمياءُ
    بدأتْ سكرةُ العيون اخضراراً انتشى الصمتُ واسْتُـثِـيرَ الفناءُ
    وتعالـت حـرارةُ النبـضِ وقداً ...... وتلالـتْ مجامرٌ زرقـاءُ
    وحـوارٌ مـن جُـلّنـارٍ مُـثـارٍ ........ يـدهُ فـي جراحنـا بيضـاءُ
    رسمَ الشـّوق والأماني عِذاباً .... فتلاشى العذابُ والإعيـاءُ
    هكذا تُرسـمُ الخواتمُ رسـماً مخمليـّاً والصائغون اشـتهاءُ
    أينَ منْ خاتم المراشـف قيدٌ ... أُرهِـقتْ فيهِ بُنْصـُرٌ بلـهـاءُ
    ........
    هكذا أفهم العنـاق ؛ كمونٌ ... طاقـةٌ سـِقطُ زَنـدها كهرباءُ
    سِيمِياءُ الشفاهِ وهْيَ تَـلاقى ... ما على فرطِ ذَوبها كيمياءُ
    فيزياءُ الوجودِ رشفةُ ثغرٍ ... فإذا في العروق تجري الدماءُ
    قبلـةٌ رعشـةٌ وميـضٌ بريـقٌ ... دورانٌ تـوهّـجٌ فانـطـفــاءُ
    لكـأنّي من قبلُ لمْ أقتطفْهـا ... إنّ في اللثم كالقريض هراءُ
    .........
    كمْ غررنا بقوله حين نادى ... (( الغواني يغرهنَّ الثناءُ ))
    (( نظرةٌ فابتسـامةٌ فســلامٌ ... فكـلامٌ فمـوعدٌ فَـلِـقاءٌ ))
    كلّ ما قاله الأميـرُ هُـراءٌ ... لخّـصَ الحـبَّ قُـبلـةٌ شـهّاءُ
    هيَ تفّـاحةُ الخطـيئةِ فيهـا ... أوقعـتْ آدم الـتّقى حـوّاءُ
    ....................... عزام سعيد عيسى ـ حماه ـ أرزة الضيعة
يعمل...
X