انتهاء أعمال البعثة الأثرية المشتركة السورية الإيطالية في تل السمهانة باللاذقية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ ايام انتهاء أعمال البعثة الأثرية السورية - الإيطالية المشتركة للموسم الأول في موقع "تل السمهانة" في محافظة اللاذقية ، قرية "البصة" بعد توقف أعمال التنقيب فيه منذ عام 2018 والتي أظهرت وجود سويات أثريّة تعود لعصور مختلفة
و كانت اعمال التنقيب تلك قد بدأت بتاريخ 2024/4/8..
.
وبينت المديرية أن "تل السمهانة"، المسجل لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف كتل أثري، يعتبر من المواقع المهمة على الساحل السوري، حيث بدأ العمل فيه منذ ما يقارب العشر سنوات، موضحةً أن الأعمال السابقة تضمنت إجراء بعض الأسبار الأثرية التي بيّنت أهمية الاستيطان في التل منذ عصر البرونز الوسيط.
وتمثلت أعمال البعثة لهذا الموسم بإعداد المخطط الطبوغرافي، وإجراء مسوحات حول التل بهدف معرفة حدوده، وكذلك تم تنظيف الأسبار السابقة، وتوثيقها والقيام بأسبار جديدة بهدف توضيح التسلسل الطبقي والفترات التاريخية التي تعاقبت على التل.
وأظهرت نتائج الأعمال والدراسات الأولية تنوعاً واضحاً، وكشفت عن وجود استيطان بشري مرتبط بعدة ملحقات خدمية تشهد على الاستغلال الزراعي للسهل المجاور القريب من "نهر الكبير الشمالي"، ويعود هذا الاستيطان لفترة الألف الثاني قبل الميلاد “البرونز الوسيط والحديث”.
.
كما أسفرت نتائج التنقيب في هذه التلّة الهامّة عن بقايا بعض الجدران والأرضيات السكنيّة الأثريّة التي تعود لحقبة الألف الثاني قبل الميلاد (العصر البرونزي). إضافةً إلى مكتشفات على مستوى السطح تعود للفترة البيزنطيّة، وبعض اللُقى والكسر الفخاريّة وجرار التخزين والأدوات المستعملة في الحياة اليومية.
.
ويعتبر "تل السمهانة" المسجل لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف كتل أثري،من المواقع الأثريّة الهامّة على الساحل السوري، كونه يقع بالقرب من مصبّ "نهر الكبير الشمالي" وساحل البحر في الغرب. ففيه يلتقي التاريخ والحضارة مع جمال الطبيعة ما يزيد من أهميّته. .
.
وكانت أعمال التنقيب قد بدأت فيه منذ 2014 واستمرت لغاية 2018 حيث تم الكشف من خلالها عن مجموعة من السويات الأثرية..
والتي يعود بعضها للفترة البيزنطية في القرن الخامس والسادس الميلادي وهي عبارة عن أساسات لمعصرة نبيذ،
أما السوية الثانية التي تم الكشف عنها تعود لفترة البرونز الوسيط مع مدفن عائلي صغير تحت أرضية السكن
بالإضافة إلى سوية عبارة عن جدران وبناء يعود إلى فترة البرونز الحديث.
.
يذكر أن مشاركة البعثة الإيطالية مع الجانب السوري في عمليات التنقيب تمت من خلال التعاون الحاصل بين وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف مع الجانب الإيطالي لتشكيل بعثة مشتركة لبدء العمل بالموقع المذكور، وقد بدأت أعمال البعثة المشتركة في 8 نيسان الماضي واستمرت لمدة 20 يوماً وهي المرة الأولى التي تشارك بها بعثة إيطالية في أعمال التنقيب.
.
وتكمن أهمية التل بقربه من مصب "نهر الكبير الشمالي" بحوالي 800 متر بالإضافة إلى قربه من ساحل البحر وارتفاعه مما شكل أهمية كبيرة له، ، كما يعد التل الأول الذي تم العمل به في جنوب مركز مدينة اللاذقية..
.
الجدير ذكره أنّ الأعمال بالتنقيب في هذا الموقع كانت قد بدأت فعليّاً منذ عام /٢٠١٥/ من قِبَل البعثة الوطنيّة السوريّة الأثرّيّة، واستمرت لغاية /٢٠١٨/.
واستؤنف العمل بعدها مع البعثة السورية – الإيطالية المشتركة.
.
وشارك في الأعمال فريق وطني إلى جانب الفريق الإيطالي، إضافةً إلى بعض طلاب قسم الأثار من جامعة دمشق، الأمر الذي ساهم في تبادل الخبرات وتدريب الطلاب على التقنيات الحديثة في أعمال التنقيب والتوثيق وإعادة التأهيل
.
تجدر الإشارة إلى أن العام الماضي بدأت بعثة سورية – تشيكية بأعمال التنقيب في موقع تل الشامية بريف اللاذقية والذي اكتُشف فيه خلال أعمال التنقيب السابقة على شبكة من الجدران التي تشكل عمارة لمنازل ومنشآت ومدافن منحوتة في الصخر تعود لفترات زمنية قديمة ومنها العصر البرونزي الحديث.
.................................................. .......
وزارة الثقافة
المديرية العامة للاثار والمتاحف