ما علاقة بكتيريا الأمعاء بالعمى الوراثي؟
أشخاص يخضعون لفحوص العين (رويترز)
نُشر: 15:29-26 فبراير 2024 م ـ 16 شَعبان 1445 هـ
TT
20كشفت دراسة بريطانية أن فقدان البصر الناتج عن الإصابة ببعض أمراض العين الوراثية قد يكون ناجماً عن بكتيريا الأمعاء. وأوضحت نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، في دورية «سيل» بكلية لندن الجامعية، أنه من المحتمل قابلية هذا الأمر للعلاج بمضادات الميكروبات.
وتحتوي الأمعاء على تريليونات من البكتيريا النافعة التي تلعب دوراً مهماً في عملية الهضم وتحفيز جهاز المناعة وحماية الجسم من العدوى.
ومع ذلك، فإن بعض أنواع بكتيريا الأمعاء يمكن أن تكون ضارة، وترتبط بمشكلات صحية مثل عدوى الأمعاء والتهابات القولون.
وخلال الدراسة، استكشف الباحثون علاقة بكتيريا الأمعاء بالعمى الوراثي، وهو فقدان البصر الناجم عن حالة وراثية، تنتقل من الآباء إلى الأبناء عبر الجينات، وتؤثر في أجزاء من العين، بما في ذلك القرنية والعدسة والقزحية والشبكية والعصب البصري.
وعثر الباحثون، في دراسة أُجريت على الفئران، على بكتيريا الأمعاء داخل المناطق المتضررة من العيون التي تعاني فقدان البصر بسبب طفرة جينية.
وتحدث الطفرة في جين يسمى (CBR1) في شبكية العين، مسؤول عن طبقة رقيقة من الخلايا الموجودة في الجزء الخلفي من العين، تعمل بمثابة حاجز لتنظيم ما يتدفق داخل العين وخارجها.
ويرتبط حدوث طفرة في هذا الجين بالإصابة بمرض وراثي في العين مثل داء ليبر الخلقي، والتهاب الشبكية الصباغي.
بالإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون أن هذا الجين هو مفتاح التحكم في سلامة الجهاز الهضمي، وهي أول ملاحظة من نوعها على الإطلاق، إذ إن هذا الجين يحارب مسببات الأمراض والبكتيريا الضارة عن طريق تنظيم ما يمر بين الأمعاء وبقية الجسم.
وذكروا أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن حدوث طفرة في هذا الجين قد يُضعف دفاعات الجسم، ممّا يسمح للبكتيريا الضارة باختراق الحواجز بين شبكية العين والأمعاء، والوصول إلى العين، والتسبب في العمى.
والأهم، اكتشاف الباحثين أن علاج هذه البكتيريا بمضادات الميكروبات، مثل المضادات الحيوية، كان قادراً على منع فقدان البصر لدى الفئران، على الرغم من أنه لم يبنِ حواجز الخلايا المتضررة في العين من جديد.
وتُعد أمراض العيون الوراثية السبب الرئيسي للعمى لدى الأشخاص في سن العمل بالمملكة المتحدة. وقد يختلف ظهور المرض من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة البلوغ، ولكنَّ التدهور لا رجعة فيه، وله آثار مدى الحياة. وحتى الآن، ركّز تطوير العلاجات بشكل كبير على العلاجات الجينية.
وأشار الباحثون إلى إفادة نتائج الدراسة بأن مجرد استخدام مضادات الميكروبات قد يساعد على منع تدهور أمراض العيون المرتبطة بجين (CRB1)، وسيواصل الفريق أبحاثه لمعرفة ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على البشر أيضاً.
أشخاص يخضعون لفحوص العين (رويترز)
- القاهرة: محمد السيد علي
نُشر: 15:29-26 فبراير 2024 م ـ 16 شَعبان 1445 هـ
TT
20كشفت دراسة بريطانية أن فقدان البصر الناتج عن الإصابة ببعض أمراض العين الوراثية قد يكون ناجماً عن بكتيريا الأمعاء. وأوضحت نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، في دورية «سيل» بكلية لندن الجامعية، أنه من المحتمل قابلية هذا الأمر للعلاج بمضادات الميكروبات.
وتحتوي الأمعاء على تريليونات من البكتيريا النافعة التي تلعب دوراً مهماً في عملية الهضم وتحفيز جهاز المناعة وحماية الجسم من العدوى.
ومع ذلك، فإن بعض أنواع بكتيريا الأمعاء يمكن أن تكون ضارة، وترتبط بمشكلات صحية مثل عدوى الأمعاء والتهابات القولون.
وخلال الدراسة، استكشف الباحثون علاقة بكتيريا الأمعاء بالعمى الوراثي، وهو فقدان البصر الناجم عن حالة وراثية، تنتقل من الآباء إلى الأبناء عبر الجينات، وتؤثر في أجزاء من العين، بما في ذلك القرنية والعدسة والقزحية والشبكية والعصب البصري.
وعثر الباحثون، في دراسة أُجريت على الفئران، على بكتيريا الأمعاء داخل المناطق المتضررة من العيون التي تعاني فقدان البصر بسبب طفرة جينية.
وتحدث الطفرة في جين يسمى (CBR1) في شبكية العين، مسؤول عن طبقة رقيقة من الخلايا الموجودة في الجزء الخلفي من العين، تعمل بمثابة حاجز لتنظيم ما يتدفق داخل العين وخارجها.
ويرتبط حدوث طفرة في هذا الجين بالإصابة بمرض وراثي في العين مثل داء ليبر الخلقي، والتهاب الشبكية الصباغي.
بالإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون أن هذا الجين هو مفتاح التحكم في سلامة الجهاز الهضمي، وهي أول ملاحظة من نوعها على الإطلاق، إذ إن هذا الجين يحارب مسببات الأمراض والبكتيريا الضارة عن طريق تنظيم ما يمر بين الأمعاء وبقية الجسم.
وذكروا أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن حدوث طفرة في هذا الجين قد يُضعف دفاعات الجسم، ممّا يسمح للبكتيريا الضارة باختراق الحواجز بين شبكية العين والأمعاء، والوصول إلى العين، والتسبب في العمى.
والأهم، اكتشاف الباحثين أن علاج هذه البكتيريا بمضادات الميكروبات، مثل المضادات الحيوية، كان قادراً على منع فقدان البصر لدى الفئران، على الرغم من أنه لم يبنِ حواجز الخلايا المتضررة في العين من جديد.
وتُعد أمراض العيون الوراثية السبب الرئيسي للعمى لدى الأشخاص في سن العمل بالمملكة المتحدة. وقد يختلف ظهور المرض من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة البلوغ، ولكنَّ التدهور لا رجعة فيه، وله آثار مدى الحياة. وحتى الآن، ركّز تطوير العلاجات بشكل كبير على العلاجات الجينية.
وأشار الباحثون إلى إفادة نتائج الدراسة بأن مجرد استخدام مضادات الميكروبات قد يساعد على منع تدهور أمراض العيون المرتبطة بجين (CRB1)، وسيواصل الفريق أبحاثه لمعرفة ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على البشر أيضاً.