مسيرة الطبيب المبدع: عدنان البرش. أشهر جراحي غزة.المتوفي بسجون إسرائيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسيرة الطبيب المبدع: عدنان البرش. أشهر جراحي غزة.المتوفي بسجون إسرائيل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٤٠٥٠٧-٢٣٠١٢٦_Chrome.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	47.7 كيلوبايت 
الهوية:	208734
    من هو الطبيب عدنان البرش أشهر جراحي غزة الذي توفي في أحد سجون إسرائيل؟

    وتتهم إسرائيل حركة حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية وتقول إن عملياتها العسكرية في المستشفيات تأتي بسبب وجود مقاتلين فيها. وتنفي حركة حماس والطواقم الطبية في غزة هذه الاتهامات.

    تحدثنا إلى مراسل بي بي سي في غزة عدنان البرش، الذي يحمل نفس الاسم أيضا، وروى لنا بعض المواقف الناتجة عن تشابه اسمه مع اسم الطبيب الفلسطيني الراحل.

    يقول مراسلنا، الموجود حاليا في الدوحة: "كان الناس يخلطون بيننا، إذ نحمل نفس الاسم. أحياناً كان يتصل عليّ مرضاه والمراجعون في عيادته، يسألونني 'كيفك دكتور، شو أخبارك؟' فأخبرهم بأنّي لست أنا عدنان البرش الدكتور، أنا عدنان الصحفي، ثم أتصل به وأقول له مازحاً 'يا عمّي غيّر رقمك أو غيّر المهنة'".

    ويضيف: "حتّى في بعض المرات، كانت تأتي دعوات الأفراح الخاصة به من أصدقائه، إلى منزلي، والعكس كذلك. ودائماً ما كان يناديني "أبو شريك"، أي أننا شركاء في الاسم".

    ويتابع قائلا: "عدنان ابن عمّي وصديقي المقرب، ظلّ يمارس عمله كطبيب وكرئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء، لكنه ترك المستشفى مرغماً عندما دخلت القوات الإسرائيلية إليه، وأجبرتهم على النزوح إلى الشمال".

    ويضيف: "ظن العديد أنني أنا من توفيت بعدما انتشر خبر وفاة الطبيب البرش، وتلقيت العديد من المكالمات من الأصدقاء والأقارب".

    وتتهم إسرائيل حركة حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية وتقول إن عملياتها العسكرية في المستشفيات تأتي بسبب وجود مقاتلين فيها. وتنفي حركة حماس والطواقم الطبية في غزة هذه الاتهامات.

    تحدثنا إلى مراسل بي بي سي في غزة عدنان البرش، الذي يحمل نفس الاسم أيضا، وروى لنا بعض المواقف الناتجة عن تشابه اسمه مع اسم الطبيب الفلسطيني الراحل.

    يقول مراسلنا، الموجود حاليا في الدوحة: "كان الناس يخلطون بيننا، إذ نحمل نفس الاسم. أحياناً كان يتصل عليّ مرضاه والمراجعون في عيادته، يسألونني 'كيفك دكتور، شو أخبارك؟' فأخبرهم بأنّي لست أنا عدنان البرش الدكتور، أنا عدنان الصحفي، ثم أتصل به وأقول له مازحاً 'يا عمّي غيّر رقمك أو غيّر المهنة'".

    ويضيف: "حتّى في بعض المرات، كانت تأتي دعوات الأفراح الخاصة به من أصدقائه، إلى منزلي، والعكس كذلك. ودائماً ما كان يناديني "أبو شريك"، أي أننا شركاء في الاسم".

    ويتابع قائلا: "عدنان ابن عمّي وصديقي المقرب، ظلّ يمارس عمله كطبيب وكرئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء، لكنه ترك المستشفى مرغماً عندما دخلت القوات الإسرائيلية إليه، وأجبرتهم على النزوح إلى الشمال".

    ويضيف: "ظن العديد أنني أنا من توفيت بعدما انتشر خبر وفاة الطبيب البرش، وتلقيت العديد من المكالمات من الأصدقاء والأقارب".

    وتتهم إسرائيل حركة حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية وتقول إن عملياتها العسكرية في المستشفيات تأتي بسبب وجود مقاتلين فيها. وتنفي حركة حماس والطواقم الطبية في غزة هذه الاتهامات.

    تحدثنا إلى مراسل بي بي سي في غزة عدنان البرش، الذي يحمل نفس الاسم أيضا، وروى لنا بعض المواقف الناتجة عن تشابه اسمه مع اسم الطبيب الفلسطيني الراحل.

    يقول مراسلنا، الموجود حاليا في الدوحة: "كان الناس يخلطون بيننا، إذ نحمل نفس الاسم. أحياناً كان يتصل عليّ مرضاه والمراجعون في عيادته، يسألونني 'كيفك دكتور، شو أخبارك؟' فأخبرهم بأنّي لست أنا عدنان البرش الدكتور، أنا عدنان الصحفي، ثم أتصل به وأقول له مازحاً 'يا عمّي غيّر رقمك أو غيّر المهنة'".

    ويضيف: "حتّى في بعض المرات، كانت تأتي دعوات الأفراح الخاصة به من أصدقائه، إلى منزلي، والعكس كذلك. ودائماً ما كان يناديني "أبو شريك"، أي أننا شركاء في الاسم".

    ويتابع قائلا: "عدنان ابن عمّي وصديقي المقرب، ظلّ يمارس عمله كطبيب وكرئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء، لكنه ترك المستشفى مرغماً عندما دخلت القوات الإسرائيلية إليه، وأجبرتهم على النزوح إلى الشمال".

    ويضيف: "ظن العديد أنني أنا من توفيت بعدما انتشر خبر وفاة الطبيب البرش، وتلقيت العديد من المكالمات من الأصدقاء والأقارب".
    عدنان البرش أشهر جراحي غزة الذي توفي في أحد سجون إسرائيل؟ عدنان البرش

    لينا الشوابكة:
    ,بي بي سي عربي - عمّان 3 مايو/ أيار 2024م أعلنت هيئتان فلسطينيتان وفاة الطبيب الفلسطيني البارز عدنان البرش في أحد السجون الإسرائيلية، وحملتا إسرائيل المسؤولية عن وفاته. وقالت "هيئة شؤون الأسرى" و"نادي الأسير الفلسطيني"، في بيان مشترك، إن رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بغزة، الطبيب عدنان البرش، توفي في سجن عوفر الإسرائيلي، بعد أكثر من أربعة أشهر من اعتقاله أثناء عمله مع مجموعة من الأطباء في مستشفى العودة، شمالي غزة. وقالت الهيئتان إن وفاته تعد "عملية اغتيال متعمدة"، وإن جثمانه لا يزال محتجزا في سجن إسرائيلي. وأصدرت مصلحة السجون الإسرائيلية بيانا في 19 أبريل/نيسان قالت فيه إن سجينا محتجزا لأسباب تتعلق بالأمن القومي توفي في سجن عوفر، لكنها لم تقدم تفاصيل عن سبب الوفاة، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
    وأكد متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية أن البيان يشير إلى الطبيب عدنان البرش، وقال إنه يجري التحقيق في الواقعة، وفقا لرويترز.

  • #2
    من هو الطبيب عدنان البرش؟:

    حصل البرش على شهادة الثانوية العامة من مدرسة حليمة السعدية في غزة. ثم سافر إلى رومانيا حيث نال شهادة البكالوريوس في كلية الطب بجامعة يانش. وحصل أيضاً على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الأزهر في غزة.

    عاد البرش بعد ذلك من رومانيا، لكن مسيرته التعليمية لم تتوقف، فقد تواصل في تخصص جراحة العظام والمفاصل، وحصل على البورد الأردني والبورد الفلسطيني، ثم نال الزمالة البريطانية في جراحة الكسور المعقدة في لندن.

    صنع البرش سمعة كبيرة في الوطن العربي، وتولى رئاسة قسم العظام بمستشفى الشفاء، وظل أحد أعمدته الطبية.

    في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتشر مقطع فيديو يُوثّق لحظة إصابة الدكتور عدنان البرش أثناء إجرائه عملية في المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة.

    وشوهد البرش، وهو غارق في دمائه بعد إصابته جراء قصف إسرائيلي استهدف المستشفى، وقد جرت عملية علاجه وسط الظلام، بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفى.

    تعليق


    • #3
      حصار فاقتحام فاعتقال:
      يقول مراسل بي بي سي عدنان البرش: "ظلّ الطبيب البرش مصراً على استكمال العمل، وذهب للعمل إلى المستشفى الإندونيسي، ثم دخلت القوات الإسرائيلية وأجبرتهم على الخروج بالقوة واضطُّر إلى إخلاء المستشفى ثانيةً. ثم عمل بعدها في مستشفى العودة في بيت لاهيا، إلى أن اقتحمت القوات الإسرائيلية هذا المستشفى أيضاً، ثم اعتقل عدنان في ديسمبر/كانون أول الماضي، وبقي في السجن، وبحسب كل روايات جمعيات الأسرى، فقد تعرض لتعذيبٍ قاسٍ جداً وقُتل على إثره".

      منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، وابن عم الطبيب عدنان البرش، تحدث أيضا لبي بي سي عربي قائلا: "كنا نتواصل مع مراكز حقوق الإنسان والمحامين لنطمئن على الدكتور عدنان الذي انقطعت أخباره منذ لحظة اعتقاله، والخبر الوحيد الذي تلقيناه كان 'خبره'".

      ويضيف: "كانت القوات الإسرائيلية تمنع أي شكل من أشكال التواصل مع الدكتور عدنان، ولم يُسمح لنا حتى بإحضار المحامين إلى السجن. ويتابع: "خمسة شهور من التعذيب، ولا نعلم عنه شيء، إلا من خلال بعض الذين خرجوا من الاعتقال وقالوا إنه لم يبق من الأطباء في التحقيق، إلا الدكتور عدنان".

      ويتابع منير البرش قائلا: "لو أخذ منه المحققون ما يريدون، لكان قد أُطلق سراحه. لكن عدنان شخص عنيد في الحق وهذا هو عهدنا به وبصموده". وأضاف منير أن الجهات الإسرائيلية لا تزال تحتجز جثمان البرش حتى الآن.
      التعليق على الصورة،يقع مستشفى العودة في جباليا شمالي قطاع غزة
      وفيما يخص لحظة اعتقال الدكتور عدنان البرش، يقول الدكتور منير الذي كان موجوداً معه في هذه اللحظات: "تم حصاره في المستشفى الإندونيسي لكنه تمكن من الخروج يوم الهدنة، وبقي على رأس عمله حتى اللحظة الأخيرة. ثم انتقل إلى مستشفى كمال عدوان للعمل، ثم إلى مستشفى العودة، وتم حصاره واعتقاله هناك".

      ويتابع: "كان الجيش الإسرائيلي يصرخ بأعلى صوته من أمام المستشفى: إذا لم تنزل، سوف نهدم المستشفى على رأسك"، بحسب الطبيب منير.

      ويقول الطبيب منير: "البرش هو الطبيب الوحيد الذي بقي في التحقيق كل هذه المدة، وهذا يدل على أنه كان تحت التعذيب طيلة هذه الفترة. كان هناك تركيز عليه من بين الأطباء، بسبب تهديدهم (الجيش الإسرائيلي) له لأكثر من مرة، وكأنه مطلوب بشكل مباشر".

      ويتابع قائلا: "آخر كلماته كانت أن أوصانا بعائلته وأولاده وزوجته، لأن منزلهم هُدم إثر القصف، وعائلته الآن تُقيم في إحدى المدارس".

      تعليق


      • #4

        ردة فعل مواقع التواصل الاجتماعي:
        تصدر اسم عدنان البرش قائمة الأعلى بحثاً على منصة "إكس" بعد خبر وفاته. ونعى العديد من المستخدمين الطبيب وأشادوا بإصراره على العمل في ظل الظروف الصعبة المحيطة به.
        وكان آخر ما نشره الطبيب عدنان البرش عبر حسابه على منصة "إكس" صورة للطبيب غسان أبو ستة - وهو أحد الناجين من "مجزرة المعمداني"، وكتب عليها: نموت واقفين ولن نركع.. ومثل ما حكيت.. ما يبقى في الوادي إلا حجارتو... واحنا حجارتو
        .......
        وكتبت منار: "غزة حزينة جداً اليوم، وفلسطين تبكي فخرها و جراحها و مداويها فقدت فلسطين اليوم أمهر أطبائها، الدكتور عدنان البرش ابن مخيم جباليا، الذي تم تعذيبه حتى ارتقائه داخل سجون الاحتلال بعد اقتياده مكبلاً من المستشفى وهو على قيد عمله، عشت بطلاً ومت بطلاً وعلى الله أجرك يا دكتور.
        ...........
        تقول هدى نعيم: "جاء خبر مقتل الدكتور عدنان البرش في السجون الاسرائيلية كالصاعقة. ذلك الطبيب المميز وصديق والدي وزميله.. مؤلم جدا هذا الفقد! وخسارة كبيرة".
        ............

        أعداد قتلى القطاع الصحي في ارتفاع:


        أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن "قتل الطبيب عدنان البرش في السجون الإسرائيلية رفع حصيلة قتلى القطاع الصحي في غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 496 قتيلاً".

        وأضافت الوزارة في بيان صحفي أن حصيلة الجرحى بين العاملين في القطاع الصحي بلغت 1500، بينما ارتفع عدد الأسرى منهم إلى 309.

        وأشارت الوزارة إلى أن "قتل الطبيب البرش لن يكون الجريمة الأخيرة في ظل تكتيم كامل حول حالة الأسرى في السجون، خصوصاً من اعتقلوا من قطاع غزة".

        وطالبت الوزارة في بيانها "المجتمع الدولي والمنظمات الصحية والحقوقية بالتدخل وحماية الأسرى في السجون من التعذيب والإرهاب والقتل"، على وصف البيان.

        تعليق


        • #5
          عدنان البرش:
          طبيب عظام فلسطيني
          عدنان أحمد عطيه البرش (17 سبتمبر 197419 أبريل 2024) جراح عظام فلسطيني ورئيس قسم العظام في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة،[4] ورئيس الدائرة الطبية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.[5][6] حياته:

          الحرب على غزة 2023–2024:


          تعرض لإصابة خلال تواجده في المستشفى الإندونيسي.[7]

          اعتقله الجيش الإسرائيلي في شهر يناير 2024، خلال تواجده في مستشفى العودة كما اعتقل ممن كانوا برفقته من مقدمي خدمة صحية ومرضى ونازحين.

          أعلنت هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني في 2 مايو 2024، استشهاد معتقلين من غزة من بينهم الطبيب البرش.[7][8][9]

          وفقًا للمعلومات لدى الهيئة العامة للشؤون المدنية، استشهد البرش في سجن عوفر بتاريخ 19 أبريل 2024.

          لا يزال جثمانه محتجزًا في السّجون الإسرائيلية.

          تعليق


          • #6
            عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي:
            3 مايو/ أيار 2024
            الدكتور عدنان البرش، أشهر جراحي غزة، وحاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الأزهر، وعاشق للرياضة وكرة القدم. وبعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي وفاته في سجن عوفر، يستذكر الفلسطينيون بقاءه على رأس عمله في مشافي غزة تحت وطأة الحرب

            يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة.

            تعليق


            • #7
              عدنان البرش الشهيد الأسير.. رحلة أبرز أطباء غزة بين مستشفياتها وسجون الاحتلال:

              الدكتور عدنان البرش (مواقع التواصل)
              أمين حبلا
              3/5/2024
              انتهت رحلة الدكتور عدنان البرش مع المعطف الأبيض الناصع، بعد أن حولته أشلاء المرضى ويوميات العلاج إلى خارطة حمراء للألم الممتد في شغاف غزة منذ السابع أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم انتهت رحلته في الحياة سجينا معذبا في واحد من أعتى وأقسى سجون العالم في إسرائيل.

              كانت الأشهر السبعة المنصرمة، من حياة غزة، ترجمان حياة البرش، فقد ظل دائما في قلب العاصفة، وفي عمق التحديات، كما ظل روح "الشفاء" التي تنتقل من مستشفى إلى آخر، ومبضع الطبيب الذي يرمم ما أبقت نيران العدوان الإسرائيلي من أنفاس بالية، وأجساد ممزقة.

              وقد مر حوالي 14 يوما منذ استشهاد البرش، قبل أن تعلن أمس هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيان عن رحيل الرجل الذي ارتبط اسمه "بالشفاء" و"العودة" وصنع في خمسينيته المفعمة بالنضال والتميز العلمي، واحدة من أبرز قصص الامتياز الفلسطيني في الحياة والموت

              أدينا الرسالة والأجر على الله:
              أخذ عدنان كتاب الأمانة بقوة، منذ أن افتر ثغر الأيام في بيت والديه عن يوم بهيج، اختارت فيه الأقدار أن تزف إلى أسرة البرش طفلها الوديع عدنان أحمد عطية البرش، فقد كان يوم 17 سبتمبر/أيلول 1974، مختلفا في إشراقته عن يوم 19 أبريل/نيسان 2024، وبينهما ما بين فرحة الميلاد، وفجيعة الموت
              وبين الميلاد والرحيل، صنع عدنان قصة كفاحه العلمي والمهني وجهاده المستمر من أجل الحياة في مواجهة عدوان ماحق يقتلع بالدم واللهب كل ما يمت للحياة بصلة.
              في مسيرة بين الزهور والأشواك، حصل الشهيد على الإعدادية من مدرسة الفالوجا، والثانوية من مدرسة حليمة السعدية، ثم طارت به أشواق المعرفة، وحصاد التميز، إلى رومانيا حيث نال شهادة البكالوريوس في كلية الطب بجامعة يانش.
              عاد البرش بعد ذلك من رومانيا، لكن مسيرته التعليمية لم تتوقف، فقد تواصل في تخصص جراحة العظام والمفاصل، وحصل على البورد الأردني والبورد الفلسطيني، ثم نال الزمالة البريطانية في جراحة الكسور المعقدة في لندن.
              وقد صنعت للبرش مهارته ودقته في الجراحة سمعة كبيرة في عموم فلسطين، فتولى رئاسة قسم العظام بمستشفى الشفاء، وظل أحد أعمدته الطبية المرموقة، ومن هناك من مستشفى الشفاء بدأت شهرته تملأ الآفاق

              رباط في "الشفاء" ومقاومة في "العودة":

              كان السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023م أحد أيام المداومة التلقائية للشهيد البرش في مستشفى الشفاء، لكنها مداومة طالت أكثر من شهر، حيث رابط في المستشفى الذي استهدفه العدوان الإسرائيلي بأقسى فظائع الانتقام والدمار.

              وخلال مداومته المفتوحة في الشفاء، واجه البرش الموت العاري والألم الحارق، ليكون الملاك الأبيض الذي يخفف طوفان الألم الذي لا حد له، لكن قسوة الاحتلال كانت أشد. ففي 16 نوفمبر/تشرين الثاني وبعد أسبوع من الحصار المطبق، اقتحمت القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي، ودمرت ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية، وأجبرت من كان فيه من طواقم ونازحين على الرحيل، بعد أن عاثت فيه قتلا وفتكا واعتقالا.

              واتجه الجميع جنوبا، ولكن البرش ولى وجهه شطر الشمال، رافضا أن يغادر مناطق الشمال التي عرفها وعرفته سلما وحربا، والحال أنها اليوم أحوج ما تكون لأياد حانية ماهرة كيديه، كما أن عائلته ما زالت هي الأخرى مرابطة صامدة في الشمال ترفض أن تغادر.

              بكى البرش لمغادرته للشفاء، والحيلولة بينه وبين رسالته الإنسانية الرائعة، وطبع على ذاكرة الأيام عبارته الشهيرة "أدينا الرسالة وأجرنا على الله" وذلك في مقابلة له مع قناة الجزيرة.

              كانت أهوال الصدمة -وهو يغادر مستشفى الشمال- تأخذ بتلابيب البرش، الجثث الملقاة في الطرقات، والبنايات المدمرة، والمناطق التي نسفت بالكامل، ولكنه كان يكابد تلك الأهوال بصبر وصمود وعزم على المواصلة.


              نهاية الرحلة بسجون الاحتلال


              ومن الشفاء انطلق الرجل إلى مستشفى كمال عدوان، لينضم بعد فترة وجيزة إلى المصابين الذين كان يعالجهم، بعد إصابته بجراح جراء قصف إسرائيل أهوج.

              ولم تطل الإقامة في مستشفى كمال عدوان، حتى اضطر للمغادرة إلى مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ولتكون تلك آخر رحلاته مع المعطف والمراهم، فقد اعتقلته هناك الاحتلال الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول الماضي ونقلته إلى سجن عوفر حيث قضى الأسابيع الشهور الأخيرة من حياته تحت آلة تعذيب لا سقف لحنقها على صناع الحياة في غزة وفق ما يقول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

              وبين أطوار الرباط في المستشفيات، والنزوح إلى الشمال، عكس الجنوب الذي اضطر مئات الآلاف من عبور الألم فرارا إليه من شمال ملتهب، وأخيرا في ظلمة السجن وآلام التعذيب، صنع البرش في 7 أشهر قصة كفاح ونضال وتميز مهني، لعلاج أعقد حالات الإصابة، بوسائل أقرب إلى العدم إن لم تكن هي العدم ذاته.



              وكما كان اعتقال البرش صادما، فقد كان إعلان وفاته فاجعا للغزيين وللفلسطينيين وللإنسانية بشكل عام، حيث قضى هذا العقل الطبي نحبه تحت سياط عذاب مستمر -كما يقول مقربوه- وأخفيت وفاته أكثر من أسبوعين، وما زالت جثته بيد قتلته.

              وفي بريد الراحلين وسجلات الذكرى، طفق الغزيون -الذين خبروه عن قرب معالجا ومداويا ومواسيا- يدونون مشاهد ومواقف وقيما ونضالات طرزت رحلة البرش في الإبداع الطبي والامتياز المهني وشرف الحياة والشهادة.

              المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي.

              تعليق

              يعمل...
              X