،"البيوفيليا" تعني الميل الفطري للطبيعة والشعور بالارتباط نحوها.
Article information
- Author,ايمي توماس
- Role,بي بي سي
- 4 مايو/ أيار 2024م
التواصل مع الطبيعة أثناء العطلة لا يجعلك تشعر بمزيد من الراحة والانتعاش فحسب، بل يسهم في تعزيز شعورك بالسعادة عند العودة إلى منزلك مرة أخرى.
مشيت فوق صخور وشجيرات الغار الجبلية، في صباح يوم ربيعي مشمس، ذاهبا إلى محمية أراضي كونيتيكت المشجرة، لا أسمع سوى زقزقة طيور القرقف وطيور أبو الحناء فضلا عن حفيف أوراق شجر البلوط الجافة تحت أقدامي.
ويقول ريغان ستايسي، معالج لراغبي الاستجمام في الغابات ومرشدي في الرحلة: "نحن نتغلغل داخل الغابة".
تألف جدول أعمال رحلتنا من الاستجمام في الغابات، وهو نشاط تقدمه الكثير من المنتجعات والفنادق، وحتى المتاحف، للنزلاء، ففي ظل اجتياح التكنولوجيا والضجيج والتشتت مختلف مناحي الحياة في العالم، ازداد الاهتمام بالطبيعة، كما أفعل الآن واستجيب لهذا النداء.
أشعر دوما بالهدوء والسلام وسط الطبيعة، وهو ما دفعني إلى السؤال عن سبب ذلك الشعور، وتوصلت إلى أن السبب يكمن فيما يعرف بـ "البيوفيليا"، والتي تعني الميل الفطري للطبيعة والشعور بالارتباط نحوها.
شاعت تلك الرغبة في التفاعل مع جميع أشكال الحياة الطبيعية بفضل كتاب إدوارد أو ويلسون الذي صدر عام 1984 بعنوان "بيوفيليا"، وتتلخص النظرية في أن تطورنا ككائنات حية في الطبيعة، يجعلها المكان الذي نشعر فيه بأكبر قدر من الراحة والارتباط.
وعلى الرغم من كوني أحب الركض في الحديقة أو التنزه سيرا على الأقدام في الجبال، إلا أن هذه النزهة في الغابات تختلف بالنسبة لي.
ويقول ستايسي: "في كثير من الأحيان عندما نمارس الرياضة، لا تركز أذهاننا على تفاصيل المكان الذي نوجد فيه في ذلك الوقت، فلدينا هدف معين أو نحاول الحفاظ على وتيرة معينة".
ويضيف: "لا يتعلق الأمر بالضرورة بأن تركز في المكان الذي توجد فيه"، وعلى الرغم من ذلك فإن الاستجمام في الغابات أمر مختلف، فهو يجعل خطوات الشخص أبطأ على نحو يتيح التركيز على البيئة المحيطة وملاحظة كل التفاصيل والإحساس بها، فالاستجمام في الغابات يجعلك "مرهف الحس تجاه كل ما يحيط بك، ويوجهك".
مفتاح البيوفيليا هو أن تكون حاضرا في اللحظة وتفتح حواسك على ما هو يحيط بك.
تعليق