تويت
Taha Krewi مع Mahmoud Salem
١٩ أغسطس، 2021 م ·
التاسع عشر من أغسطس، اليوم العالمي للتصوير
في أيامنا هذه لم يعد أحد لا يحمل كاميرا بيده أو جيبه، ولم يعد أحد لا يلتقط الصور بشكل أو آخر .. بل الأكثر من ذلك ستجد أن معظمنا أصبحنا نحمل معنا الكاميرا ولا نحمل معنا قلم لنكتب به.
قد يكون هذا مؤشر لأهمية الصورة، ومكانتها في عالمنا اليوم، وأهمية التعبير والتواصل بين البشر وإعتبار أن التصوير والصورة، هما الأداة الأولى، التي نثق بها والتي نخبر بها عن ما يدور حولنا من أحداث، أو لنوثق بها لحظات تاريخية، أو حتى لنُري بها الآخرين ما حولنا من جمال، ولنقرأ من خلالها الأشياء، فأصبحت الكاميرا التي تنتج الصورة الفوتوغرافية بأشكالها المختلفة وصور الفيدو بأشكاله المختلفة، الوسيلة البديلة عن الصحيفة وما تنقله لنا من أخبار وتقارير ومقالات صحفية ووثائقية وحتى إعلانات ودعايات، وكذلك بديلة عن الكتاب، والنص المقروء، سواء كانت قصة أو رواية أو حتى عن معلومات متنوعة أو علمية، من خلال تدرج طبيعي عبر سنوات طويلة مر بها النص المقروء إلى مسلسلات وأفلام وعروض وبرامج مرئية، التي أصبحت شيئاٌ فشيئاً لاتعتمد على التلفزيون أو حتى السينما بمفهومهما التقليدي، بالذات مع ظهور الإنترنت والتقنيات الرقمية.
قد نستعمل الصورة اليوم في أبسط الأمور المرتبطة بأدق جزئيات وتفاصيل حياتنا اليومية، فلم نعد نلجاء للكتابة أو القراءة حتى عند البحث عن المعلومة وبتنا نلتقط الصور لتقوم التطبيقات بإخبارنا عن ما نبحث عنه من معلومات سواء كان ذلك من بين صور لمنتجات، أو صور لنصوص حتى، تحولها الكاميرا وعبر التطبيقات إلى مجرد صورة تتعامل معها الآلة وتقنيات الإلتقاط والتعرف البصري OCR، وصولاً إلى أمور أكثر تعقيداً من مشاهد أو صور للكتابة لتترجمها إلى معلومات وبيانات وأخبارنا بنتائج قد لا نكتفي بأن تكون على شكل نصوص، بل قد تكون على شكل غزير من الصور الفوتوغرافية الثابتة والصور المتحركة (الفيديو).
قد لا يكون اليوم 19 أغسطس/ آب/ أوت، لدى الكثير من الناس، أكثر من أنه يوم عادي مثل باقي أيام العام، وقد يعلم القلة منهم أنه إكتسب إسم اليوم العالمي، كالكثير من أيام العام الأخرى، ولكنه قد خصص كيوم عالمي للتصوير، ولا تزيد رمزية هذا اليوم عن رمزية أي يوم أخر بالنسبة لهم، على الرغم من أن اليوم قد يكون اليوم الذي غير وجه العالم إلى الآبد من خلال التصوير الفوتوغرافي، الذي سيتحول إلى الطريقة والأداة الأكثر إنتشاراً للتعبير وللوصول للمعلومة.
اليوم كل شيء أصبح يعتمد على الصورة، في كل شيء من حولنا، وكل ذلك بفضل ظهور الصورة والتصوير، وبالتأكيد لاننسى من يحملون على عاتقهم إلتقاط الصور، بالدرجة الأولى المصور.
اليوم بعد مرور 182 عاماً من ظهور الصورة في حياتنا بشكل حقيقي وملموس، علينا أن نعترف بأن إختراع التصوير قد يكون الحدث، ذات الأهمية الأكبر، وقد يكون أهم حتى من إختراع الطباعة .
طـﮧ ڪريوي Taha Krewi
الخميس 19 أغسطس/ آب/ أوت 2021 م.