منقول:
الجاسوس الذي أنجح هجوم بيرل هاربر.
في 7 كانون الأول/ديسمبر 1941، كتم العالم أنفاسه عند سماعه لخبر الهجوم الياباني على الولايات المتحدة الأميركية، الذي تناقلته وسائل الإعلام. ففي حدود الساعة الثامنة صباحاً من ذلك اليوم، تعرضت قاعدة بيرل هاربر الأميركية بهاواي لموجتي قصف جوي قادتها 353 طائرة يابانية، أسفرت عن تخريب وتدمير عدد من السفن الحربية ومقتل ما يزيد عن 2300 أميركي. وبسبب هذا الهجوم، اتخذت الحرب العالمية الثانية منحىً جديداً حيث دخلت الولايات المتحدة الحرب بشكل رسمي ليبدأ بذلك العد العكسي لهزيمة دول المحور.
فحلم مهاجمة قاعدة بيرل هاربر اصبح حقيقة بالنسبة لليابانيين بفضل جاسوس يدعى تاكيو يوشيكاوا قاد مهمة محفوفة بالمخاطر منتحلاً هوية مزورة لتزويد بلاده بمعلومات حساسة عن الأميركيين.
وعام 1933، أنهى يوشيكاوا دراسته بأكاديمية البحرية اليابانية لينظم لفريق السفينة الحربية أساما. وبسبب مشاكل صحية، أجبر على مغادرة طاقم "أساما" لينضم بحلول عام 1937 للمخابرات البحرية. وفي الأشهر التالية، قرأ يوشيكاوا عن البحرية الأميركية وسفنها واكتسب معلومات عنها.
وعام 1940، التحق بالسلك الدبلوماسي الياباني عقب اجتيازه لاختبار الإنجليزية ليلفت بذلك نظر المخابرات البحرية ومسؤولي الخارجية اليابانية، الذين كانوا على علم بخبرته وإلمامه بالكثير من المعلومات عن البحرية الأميركية، فقرروا بناءً على ذلك إرساله في واحدة من أهم وأخطر المهمات الاستخباراتية خلال الفترة التي سبقت انتقال الحرب العالمية الثانية للمحيط الهادئ.
وأواخر آذار/مارس 1940، أرسل يوشيكاوا نحو جزيرة أواهو بهاواي ليشغل منصب نائب القنصل الياباني، ناغاو كيتا، بمدينة هونولولو. وخلال هذه المهمة السرية، حصل على اسم مستعار تمثل في تاداشي موريمورا وكلّف بمراقبة تحركات البحرية الأميركية بالمنطقة وجمع معلومات عن قاعدة بيرل هاربر ونقلها لليابان انطلاقاً من المراسلات السرية للسفارة.عدد من السفن الأميركية المدمرة بقاعدة بيرل هاربر
وأثناء فترة عمله كنائب قنصل بلاده، حصل يوشيكاوا على مرتب قدّر بنحو 600 دولار استغله لإتمام مهمته على أحسن وجه، فعمد لاستئجار عدد من الطائرات السياحية للقيام بجولات فوق جزيرة أواهو وقرب قاعدة بيرل هاربر والتقاط صور لها. كما استغل منصبه ودوره بالجزيرة ليتظاهر بممارسة هواية الغوص واستكشاف الأعماق، والتي لم تكن سوى حيلة لتضليل الأميركيين. واتجه حينها للسباحة والغوص قرب بيرل هابر بهدف جمع معلومات إضافية عنها.
كذلك ارتاد مطعماً يابانياً بالجزيرة واستغل تليسكوباً موجوداً بأعلاه لمراقبة قاعدة بيرل هاربر وتحركات السفن الموجودة بها. وقد نقل الجاسوس الياباني المعلومات انطلاقاً من سفارة بلاده بهونولولو اعتماداً على الشفرة السرية purple والتي تمكن الأميركيون من فكها. ولم يعر الأميركيون أي اهتمام لتقارير السفارة اليابانية بهونولولو بسبب كثرة المراسلات التجارية والاقتصادية الصادرة عنها.
وخلال الساعات التي سبقت هجوم بيرل هاربر، نقل يوشيكاوا آخر تقاريره، والتي كان نصها كالآتي: "السفن الراسية بالميناء، 9 بوارج، 3 طرادات صنف ب، 3 سفن مخصصة لنقل الطائرات المائية، 17 مدمرة إضافة لأربعة طرادات صنف ب و3 مدمرات بصدد دخول الميناء. جميع حاملات الطائرات والطرادات الثقيلة خارج الميناء. لا وجود لأي تحرك مشبوه أو تغيير مرتقب لتركيبة القوات".
ونقلت هذه الرسالة السرية للأميرال الياباني، إسوروكو ياماماتو، قبل أن تقع في حدود الساعة الواحدة وعشرين دقيقة ليلاً في يد الأميرال شويتشي ناجومو، قائد حاملة الطائرات اليابانية أكاجي، والتي لعبت دوراً هاماً في هجوم بيرل .
وبفضل المعلومات التي قدمها، جعل يوشيكاوا هجوم بيرل هاربر ممكناً. وألقت السلطات الأميركية القبض عليه إلا أنها فشلت في إدانته بالتجسس بسبب قيامه بإتلاف جميع الوثائق، التي كانت بحوزته، ليعود لوطنه في آب/أغسطس 1942 ضمن عملية تبادل دبلوماسيين بين الأميركيين واليابانيين.
ومع نهاية الحرب وهزيمة اليابان، اختبأ يوشيكاوا لسنوات خوفاً من تتبعه قضائياً قبل أن يظهر مجدداً مع نهاية التواجد الأميركي في بلاده.
الجاسوس الذي أنجح هجوم بيرل هاربر.
في 7 كانون الأول/ديسمبر 1941، كتم العالم أنفاسه عند سماعه لخبر الهجوم الياباني على الولايات المتحدة الأميركية، الذي تناقلته وسائل الإعلام. ففي حدود الساعة الثامنة صباحاً من ذلك اليوم، تعرضت قاعدة بيرل هاربر الأميركية بهاواي لموجتي قصف جوي قادتها 353 طائرة يابانية، أسفرت عن تخريب وتدمير عدد من السفن الحربية ومقتل ما يزيد عن 2300 أميركي. وبسبب هذا الهجوم، اتخذت الحرب العالمية الثانية منحىً جديداً حيث دخلت الولايات المتحدة الحرب بشكل رسمي ليبدأ بذلك العد العكسي لهزيمة دول المحور.
فحلم مهاجمة قاعدة بيرل هاربر اصبح حقيقة بالنسبة لليابانيين بفضل جاسوس يدعى تاكيو يوشيكاوا قاد مهمة محفوفة بالمخاطر منتحلاً هوية مزورة لتزويد بلاده بمعلومات حساسة عن الأميركيين.
وعام 1933، أنهى يوشيكاوا دراسته بأكاديمية البحرية اليابانية لينظم لفريق السفينة الحربية أساما. وبسبب مشاكل صحية، أجبر على مغادرة طاقم "أساما" لينضم بحلول عام 1937 للمخابرات البحرية. وفي الأشهر التالية، قرأ يوشيكاوا عن البحرية الأميركية وسفنها واكتسب معلومات عنها.
وعام 1940، التحق بالسلك الدبلوماسي الياباني عقب اجتيازه لاختبار الإنجليزية ليلفت بذلك نظر المخابرات البحرية ومسؤولي الخارجية اليابانية، الذين كانوا على علم بخبرته وإلمامه بالكثير من المعلومات عن البحرية الأميركية، فقرروا بناءً على ذلك إرساله في واحدة من أهم وأخطر المهمات الاستخباراتية خلال الفترة التي سبقت انتقال الحرب العالمية الثانية للمحيط الهادئ.
وأواخر آذار/مارس 1940، أرسل يوشيكاوا نحو جزيرة أواهو بهاواي ليشغل منصب نائب القنصل الياباني، ناغاو كيتا، بمدينة هونولولو. وخلال هذه المهمة السرية، حصل على اسم مستعار تمثل في تاداشي موريمورا وكلّف بمراقبة تحركات البحرية الأميركية بالمنطقة وجمع معلومات عن قاعدة بيرل هاربر ونقلها لليابان انطلاقاً من المراسلات السرية للسفارة.عدد من السفن الأميركية المدمرة بقاعدة بيرل هاربر
وأثناء فترة عمله كنائب قنصل بلاده، حصل يوشيكاوا على مرتب قدّر بنحو 600 دولار استغله لإتمام مهمته على أحسن وجه، فعمد لاستئجار عدد من الطائرات السياحية للقيام بجولات فوق جزيرة أواهو وقرب قاعدة بيرل هاربر والتقاط صور لها. كما استغل منصبه ودوره بالجزيرة ليتظاهر بممارسة هواية الغوص واستكشاف الأعماق، والتي لم تكن سوى حيلة لتضليل الأميركيين. واتجه حينها للسباحة والغوص قرب بيرل هابر بهدف جمع معلومات إضافية عنها.
كذلك ارتاد مطعماً يابانياً بالجزيرة واستغل تليسكوباً موجوداً بأعلاه لمراقبة قاعدة بيرل هاربر وتحركات السفن الموجودة بها. وقد نقل الجاسوس الياباني المعلومات انطلاقاً من سفارة بلاده بهونولولو اعتماداً على الشفرة السرية purple والتي تمكن الأميركيون من فكها. ولم يعر الأميركيون أي اهتمام لتقارير السفارة اليابانية بهونولولو بسبب كثرة المراسلات التجارية والاقتصادية الصادرة عنها.
وخلال الساعات التي سبقت هجوم بيرل هاربر، نقل يوشيكاوا آخر تقاريره، والتي كان نصها كالآتي: "السفن الراسية بالميناء، 9 بوارج، 3 طرادات صنف ب، 3 سفن مخصصة لنقل الطائرات المائية، 17 مدمرة إضافة لأربعة طرادات صنف ب و3 مدمرات بصدد دخول الميناء. جميع حاملات الطائرات والطرادات الثقيلة خارج الميناء. لا وجود لأي تحرك مشبوه أو تغيير مرتقب لتركيبة القوات".
ونقلت هذه الرسالة السرية للأميرال الياباني، إسوروكو ياماماتو، قبل أن تقع في حدود الساعة الواحدة وعشرين دقيقة ليلاً في يد الأميرال شويتشي ناجومو، قائد حاملة الطائرات اليابانية أكاجي، والتي لعبت دوراً هاماً في هجوم بيرل .
وبفضل المعلومات التي قدمها، جعل يوشيكاوا هجوم بيرل هاربر ممكناً. وألقت السلطات الأميركية القبض عليه إلا أنها فشلت في إدانته بالتجسس بسبب قيامه بإتلاف جميع الوثائق، التي كانت بحوزته، ليعود لوطنه في آب/أغسطس 1942 ضمن عملية تبادل دبلوماسيين بين الأميركيين واليابانيين.
ومع نهاية الحرب وهزيمة اليابان، اختبأ يوشيكاوا لسنوات خوفاً من تتبعه قضائياً قبل أن يظهر مجدداً مع نهاية التواجد الأميركي في بلاده.