الحذر المصري من الفاعلية الآشورية ظهر في محاولة دعم التحالف الشامي ضد آشور في معركة قرقر الثانية، الآشوريون كانوا ينظرون إلى مصر كياناً على وشك الانهيار؛ لهذا استطاع الملك تجلات فلاصر الثالث أن يستخدمَ عرب فلسطين وسيناء في مواجهة المصريين. عام 732 ق.م، يعين شيخ إحدى القبائل العربية جنوبي غزة في منصب خاص: "خفير بوابة مصر"، ثم يتقدم إلى دلتا مصر.
كان قدر العرب هناك أن يكونوا وسيطاً مهماً ليشهدوا المواجهة المصرية الآشورية. يذكر "ريدفورد"، أنَّ مصر أيضاً حافظت على قبائل سكان "عربة"، ليس فقط من أجل تشغيل مناجم المواد الخام في مناطقهم ولكن من أجل السيطرة على تجارة البخور.
الاستقرار العربي كان مركزاً حول موقع تل ماسوس، من قبل عامو- ليك، هذه التسمية حرّفها الإخباريون العرب إلى العماليق.
نلحظ اهتمام أسر حدون بالدعم المصري لتمردات المدن الشامية كصيدا وصور، وهذا ما جعل العين الآشورية حمراء على مصر. وعمد هنا إلى تأسيس عديد من القواعد في الجنوب ضد مصر، كما استولى على جنوب النقب وأقام حاميات عسكرية تمتد من رفح حتى بئر السبع. بعد اثنا عشر عاماً من اعتلاء أسر حدون العرش الآشوري. كانت قوات آشور تتحرك بحرية في شمال سيناء، أما الموالون من العرب لمصر فتشير الأحداث إلى اعتقال شيخ عربي قُيد بالأغلال وأرسل إلى آشور. وباستقراء منهج أسر حدون يتضح أنه كان يميل إلى ضم مصر للفاعلية الآشورية. فقد أشارت إحدى الوثائق إلى هجوم قوات آشور عبر شمال سيناء فرُدت على أعقابها، وكان ذلك مطلع ربيع 674 ق.م "في شهر أدارو، في اليوم الخامس انهزم الجيش الآشوري في معركة دموية أمام أعتاب مصر". لم ييأس أسر حدون، فها هو في معبد حران عام 671 ق.م يصلي ويضع تاجين فوق رأسه، إشارةً إلى ضم التاج المصري إلى رأس آشور. والكسوف الشمسي آنذاك في تموز أشار إلى أن الفألَ سيء لإعلان الحرب. مع هذا هجمت آشور حتى رفح. تحدثت الوثائق عن أراضٍ رهيبة عبرها بجيشه، والثعابين ذات الرأسين، والكائنات الخضراء الطائرة التي توجب أن يتغلب عليها. تلقى جيش آشور العون من القبائل العربية المحلية، جيش آشور في دلتا مصر، جُرِحَ ملك مصر "طاهركا" خمس مرات، وهرب فاحتُلَّت مدينة "منف"، وأُسِرَت عائلة الملك المصري أيضاً. في السنة التي تلت أعاد ملك مصر الهجوم واستعاد "منف"، الوقت وقت آشور بني بعل ابن اسر حدون، في 666 عادت آشور إلى مصر، ووصل جيشها إلى النوبة جنوباً، سقطت "طيبة" ونُهبت. وفي 663 ق.م عاد جيش آشور إلى بلاده، ومصر تبعت عرش نينوى. وفي قلعة "منف" بقيت حامية آشورية. الحرب العيلامية- الآشورية أدت فيما بعد إلى طرد الحامية الآشورية من مصر.
تاريخ المشرق. 2023. بشار خليف
كان قدر العرب هناك أن يكونوا وسيطاً مهماً ليشهدوا المواجهة المصرية الآشورية. يذكر "ريدفورد"، أنَّ مصر أيضاً حافظت على قبائل سكان "عربة"، ليس فقط من أجل تشغيل مناجم المواد الخام في مناطقهم ولكن من أجل السيطرة على تجارة البخور.
الاستقرار العربي كان مركزاً حول موقع تل ماسوس، من قبل عامو- ليك، هذه التسمية حرّفها الإخباريون العرب إلى العماليق.
نلحظ اهتمام أسر حدون بالدعم المصري لتمردات المدن الشامية كصيدا وصور، وهذا ما جعل العين الآشورية حمراء على مصر. وعمد هنا إلى تأسيس عديد من القواعد في الجنوب ضد مصر، كما استولى على جنوب النقب وأقام حاميات عسكرية تمتد من رفح حتى بئر السبع. بعد اثنا عشر عاماً من اعتلاء أسر حدون العرش الآشوري. كانت قوات آشور تتحرك بحرية في شمال سيناء، أما الموالون من العرب لمصر فتشير الأحداث إلى اعتقال شيخ عربي قُيد بالأغلال وأرسل إلى آشور. وباستقراء منهج أسر حدون يتضح أنه كان يميل إلى ضم مصر للفاعلية الآشورية. فقد أشارت إحدى الوثائق إلى هجوم قوات آشور عبر شمال سيناء فرُدت على أعقابها، وكان ذلك مطلع ربيع 674 ق.م "في شهر أدارو، في اليوم الخامس انهزم الجيش الآشوري في معركة دموية أمام أعتاب مصر". لم ييأس أسر حدون، فها هو في معبد حران عام 671 ق.م يصلي ويضع تاجين فوق رأسه، إشارةً إلى ضم التاج المصري إلى رأس آشور. والكسوف الشمسي آنذاك في تموز أشار إلى أن الفألَ سيء لإعلان الحرب. مع هذا هجمت آشور حتى رفح. تحدثت الوثائق عن أراضٍ رهيبة عبرها بجيشه، والثعابين ذات الرأسين، والكائنات الخضراء الطائرة التي توجب أن يتغلب عليها. تلقى جيش آشور العون من القبائل العربية المحلية، جيش آشور في دلتا مصر، جُرِحَ ملك مصر "طاهركا" خمس مرات، وهرب فاحتُلَّت مدينة "منف"، وأُسِرَت عائلة الملك المصري أيضاً. في السنة التي تلت أعاد ملك مصر الهجوم واستعاد "منف"، الوقت وقت آشور بني بعل ابن اسر حدون، في 666 عادت آشور إلى مصر، ووصل جيشها إلى النوبة جنوباً، سقطت "طيبة" ونُهبت. وفي 663 ق.م عاد جيش آشور إلى بلاده، ومصر تبعت عرش نينوى. وفي قلعة "منف" بقيت حامية آشورية. الحرب العيلامية- الآشورية أدت فيما بعد إلى طرد الحامية الآشورية من مصر.
تاريخ المشرق. 2023. بشار خليف