Hazim Yahya
١٤ فبراير ٢٠٢١ ·
نقد فني لفنان ناقد فوتوغرافي مقتدر
خليل الطيار
احدى معالم جماليات الفوتغراف قدرته على سرد مالم لم تعبر عنه مفردات الصورة . فهي تبتعد عن واقعها نحو تأسيس واقع اخر تغادر فيه انتمائها المكاني والزماني
فالصورة لا تستهدف حاضرها الذي لا يترك منه اثرا الا بحدود القراءة السطحية لتوثيق التقاط ، وسرعان ما يتحرك مبتعدا لانشاء مضامين جديدة اكثر قدرة على البوح عما يختفي منه .
فالنقطة الذهبية في هذه العمل النموذج والتي هيمنت على مساحة الصورة ، لم تعد توثيقا لتلك المرأة الشاردة التي تحولت الى كتلة اسى سوداء تركت منها عيون تشيع عشرات الاسئلة لانتظار مجهول
فكم من امهاتنا انتظرن بوجل وترقب مشوب بالقلق اولادهن وقد رحلوا الى جبهات القتال
وتحولن بهذا الارتكاز والتشكيل المثلث الى جبل من صبر ارتكز على آجر من تاريخ قوي سيبقى مسندا قويا لجبال صبر اخرى ستأتي انتظاراتهم يوما ...
واحسب ان المصور المبدع حازم يحيى تعمد الاعتناء بدقة بالتوزيع الكتلي ليخلق معادل توازنات تستنهض قيمة منجزه، فترك عدستة تستغل على النقطة الذهبية ليشتت انظارنا عن ذلك التردد والحيرة من نداءات الابناء لتتخلى كتلة الاسى عن هذا الانتظار فهو نداء سيبقى هشا لن يصمد امام هذا العناد والصبر على الانتظار ، وكم هي رائعة تلك المقاربة اللونية التي انتصرت فيها الكتلة الذهبية السوداء باشراقة قوتها ، ضد بياض مشتت لنداء لم ينجح في زحزحة المواقف !
عمل يستحق ان يدرس كعمل فوتغرافي يعد انموذجا للتعلم