الخميس، 7 نوفمبر 2019
حازم باك المصور الفوتوغرافي الرائد بقلم : ا.د. ابراهيم خليل العلاف
حازم باك المصور الفوتوغرافي الرائد بقلم : ا.د. ابراهيم خليل العلاف
حازم باك المصور الفوتوغرافي الرائد
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
عندما تحدثت عن التصوير الفوتوغرافي في الموصل قلت ان التصوير الفوتوغرافي في العراق ولد موصليا وكانت ولادته على اثنين من الفوتوغرافيين الموصليين هما نعوم الصائغ جد الكاتب والاديب والصحفي المرحوم يوسف الصائغ والياس سنبل جد المصور الفوتوغرافي حازم باك .
واليوم اتحدث لكم عن المصور الفوتوغرافي والكاتب المرحوم حازم باك والذي ظل بالرغم من سكنه في بغداد على صلة وثيقة بمدينته الموصل حتى انه وقبيل وفاته رحمه الله اقام معرضا شخصيا له على قاعة الاعلام الداخلي في الموصل بين 8 و15 شباط سنة 1987 .وقد كان للجمعية العراقية للتصوير فرع نينوى ورئيسها الاستاذ نور الدين حسين شيخ المصورين الفوتوغرافيين الموصليين الدور الرئيس في اقامة هذا المعرض ، وتهيئة مستلزماته وسبل إنجاحه.
وحازم باك بشهادة عدد من الفوتوغرافيين العالميين كان مدرسة قائمة بذاتها في ميدان التصوير الفوتوغرافي فهو يستند الى ارث فوتوغرافي موصلي عمره اكثر من سنة نما وازدهر بفضل الاباء الدومنيكان الذين اهتموا منذ اواخر القرن التاسع عشر بالتصوير الفوتوغرافي وقد رأيت في ارشيفهم في كنيسة اللاتين منذ السبعينات من القرن الماضي اي القرن العشرين البومات عديدة تتضمن الصور الفوتوغرافية التي ارخت لجوانب مهمة من تاريخ الموصل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي .
وأعود الى حازم باك المصور الفوتوغرافي الكبير لاقول انه من مواليد مدينة الموصل سنة 1936 وهو ابن نعوم عبد المسيح باك وكان مركبا للاسنان مشهورا في الموصل .. أكمل حازم باك الاعدادية وغادر الموصل الى بغداد ليعمل في الصحافة.وحازم باك كان مصورا صحفيا عمل في اغلب الصحف والمجلات البغدادية من الخمسينات من القرن الماضي . ومن الصحف التي عمل فيها جريدة (الجمهورية ) البغدادية التي صدرت بعد قيام ثورة 14 من تموز سنة 1958 وقد تضمنت الاعداد الاولى من الجريدة صورا للمصور الكبير حازم باك .
كان للاستاذ حازم باك رحمه الله ستوديو خاص به في بغداد هو (ستديو باك ) .. كان ستديو باك للتصوير الملون وموقعه في شارع العلوية ساحة كهرمانة في بغداد يعد طفرة كبيرة في عالم الاستوديوهات في العراق حيث كان يضم أكبر صالة للتصوير الداخلي مزودة باجهزة الإنارة والخلفيات الحديثة
وقد تخصص هذا الاستوديو بالتصوير الداخلي او ما يسمى البورتريت كما انتج ستديو باك ولاول مرة في تاريخ التصوير الفوتوغرافي في العراق اول مجموعة من السلايدات السياحية الملونة وفي سنة 1972 عين حازم باك رئيسا لقسم التصوير في جريدة (الثورة ) البغدادية وفي سنة 1974 وثق حرب تشرين او حرب اكتوبر سنة 1973 ومعارك الجولان من خلال اصداره صورا ارخت لذلك الحدث ومشاركة الجيش العراقي من خلال اصداره كراسا مصورا عن هذه الحرب التي تعد الحرب الثالثة بين الدول العربية واسرائيل .
وفي سنة 1977 تفرغ الاستاذ حازم باك لتأسيس وادارة مختبر لتحميض الصور الملونة التي دخلت العراق لاول مرة .
الاستاذ حازم باك حصل على شهادات تخصصية في التصوير الفوتوغرافي وذلك في التصوير الفوتوغرافي بالاسود والابيض وبالملون في كل من المانيا وسويسا وايطاليا وانكلترا من خلال العديد من الدورات التي انتسب اليها واجتاز العديد من الامتحانات الفنية التي اهلته ليكون مصورا فوتوغرافيا عالميا شأنه في هذا شأن المرحوم الاستاذ مراد الداغستاني .
اقام الاستاذ حازم باك اول معرض شخصي له في مدينته الموصل وكان حريصا على ذلك وقد افتتح المعرض سنة 1987 وشارك ايضا في معارض عديدة مع زملاءه داخل العراق وخارجه ومن هذه المعارض معرض عن الحياة العراقية اقيم في المانيا ومعرض عن المانيا اقيم في العراق وبعض المدن العراقية منها بغداد والموصل والبصرة ومن الطريف ان اشير الى هذا المعرض اقامه مع زميليه الفنان الفوتوغرافي الكبير الاستاذ مراد الداغستاني والمصور الفوتوغرافي الكبير الاستاذ احمد القباني .
ومما يلحظ على اعمال الاستاذ حازم باك انه كان حريصا على توثيق المناسبات والاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية العراقية خلال فترة تزيد على الثلاثين سنة وكان يعمل مصورا صحفيا ولم يكتف بما كان يقدمه من اعمال فوتوغرافية بل كان يكتب المقالات والدراسات التي تتنال التصوير الفوتوغرافي ونحتاج الى وقت طويل لجرد المقالات التي كتها في الصحف والمجلات العراقية والعربية وقد اطلعت على العديد من مقالاته ومنها التي كان ينشرها قبل وفاته في مجلة ( المصور العربي) .
الاستاذ حازم باك من كان من مؤسسي الجمعية العراقية للتصوير وكان عضوا في هيئة تجرير في مجلة (المصور العربي ) .
الف عددا من الكتب وقسم منها للاسف لايزال مخطوطا حسب علمي وادعو من هنا الى ان تتولى الجمعية العراقية للتصوير طبعها .فمن الكتب التي اصدرها كتابه (التصوير بالالوان ) وكتابه ( التحميض والطبع بالاسود والابيض ) وكتاب ( تحميض السلايدات الملونة ) ولديه من الكتب التي لاتزال مخطوطة كتاب ( الازياء الشعبية العراقية المصورة ) وكتاب ( الصور الصحفية في الخمسينات ) .
كانت للاستاذ حازم باك اراء وافكار في التصوير الفوتوغرافي وكان يقول عن صوره الفوتوغرافية انها تجمع بين القوة والبساطة ويقول انه كمصور صحفي مر بتجارب ولمدة تزيد على الثلاثين سنة وذلك عندما عمل مصورا فوتوغرافيا متفرغا في جريدة ( الشعب ) البغدادية لصاحبها الصحفي الموصلي يحيى قاسم .ثم عمل بعدها في صحف اخرى وقد تركت الصحافة على اسلوبه بصمات واضحة واتسمت لوحاته الصحفية التي ترون بعضها الى جانب هذا الكلام بما سماه هو القوة والبساطة فأغلب الصور التي كان يلتقطها تبتعد عن الصور السريالية وهي صور تحبذها الصحف خاصة تلك الصور التي تقتنص اللحظات المناسبة لتصوير اللقطة .
ويضيف الاستاذ حازم باك ليوضح فلسفته في التصوير الفوتوغرافي انه كان يضع نصب عينيه (وزن الصورة ) و( توزيع الاثقال ) في جوانبها حيثما يستطيع الى ذلك سبيلا مع انه يعرف بأن الفترة الزمنية المتاحة للمصور الفوتوغرافي عند اقتناص اللقطة المناسبة قد لاتكون طويلة .
كان يحبذ التصوير بالاسود والابيض ويرى ان هذه الصور تعطي المشاهد الانطباع بالقوة والبساطة والعفوية معا ويقول ان بعض صوره قد ظهرت اتعطي الوانا غير الاسود او قريبة منه او مرادفة له ويعود ذلك الى انه طبع تلك الصور على ورق ملون والهدف هو اعطاء الوان او (تونات ) اخرى تضفي على الصور التغيير الفني الذي يقصده .
كان الاستاذ حازم باك والذي توفي رحمة الله عليه من اساطين المصورين الفوتوغرافيين العراقيين ترك بصمة في سجل التصوير الفوتوغرافي لابد ان تذكر وتدرس للاضافات الفنية التي قدمها الى مدرسة التصوير الفوتوغرافي العراقي .
الاستاذ حازم باك تميز بإلتقاط الصور من الحياة العراقية العامة ؛ فلقد صور الفتيات العراقيات ، والشيوخ، والاهوار ، وطاق كسرى ، وبناء القوارب ، وحاملات الجرار وصوره متداولة ، وجميلة توثق لحالات إنسانية وتراثية غاية في الجمال
.اصيب بمرض السكر و توفي بالجلطة القلبية عن عمر ناهز ال65 سنة يوم 18 كانون الثاني سنة 2001 رحمة الله عليه وجزاه خيرا .ترك ارثا فوتوغرافيا رائعا يذكرنا به وبنشاطه الصحفي الفوتوغرافي
.اصيب بمرض السكر و توفي بالجلطة القلبية عن عمر ناهز ال65 سنة يوم 18 كانون الثاني سنة 2001 رحمة الله عليه وجزاه خيرا .