مدينة "الشيخ مسكين"... مدينة النبي "أيوب"
-------------------------------------------------------
"سمسكين" "سامساكين"، "اشمسكين"، أسماء عديدة ومتنوعة لمدينة علاقتها بالتاريخ وثيقة وقوية، وهو الأمر الذي يبدو جلياً وواضحاً بما تحتويه من أوابد وآثار تعود لمختلف الأزمنة والعصور، إنها المدينة التي تعاقبت عليها حقب كثيرة وانتهى بها المطاف لتحمل اسم مدينة "الشيخ مسكين".
.
هي إحدى مدن حوران ومن أهم مناطقها، حيث تعتبر مدينة "الشيخ مسكين" رابع أكبر مدن حوران بعد "درعا" و"نوى" و"الصنمين"..
وهي عقدة مواصلات هامة تربط عدد من المحافظات السورية بالمنطقة الجنوبية (دمشق، والسويداء، والقنيطرة). فهي تتوسط سهل حوران ومحافظة درعا (التي تتبع لها إداريا)، وهي أيضا نقطة الوصل بين 《نوى، وازرع، وابطع، وداعل، والصنمين》.
ترتفع عن سطح البحر حوالي 800 م،
.
شهدت مدينة "الشيخ مسكين" ازدهاراً واسعاً خلال العهدين اليوناني والروماني، الأمر الذي تدل عليه بعض الكتابات الموجودة على بعض الحجارة وكذلك بقايا الكنيسة التي يرجح أنها تعود للعهد الروماني،
.
ومما زاد في أهمية المدينة أنها كانت محطة للقوافل التجارية في فترة ما قبل الإسلام، وكذلك الأمر في العهد الإسلامي ومن ثم العهد العثماني حيث كانت مدينة "الشيخ مسكين" من أكبر المراكز الإدارية في منطقة سهل "حوران".
.
اما بالنسبة للجذور التاريخية لاسم مدينة "الشيخ مسكين" فهناك روايات عديدة، منها ما يقول:
☆ أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى "الشيخ الأبرص"، وهو النبي "أيوب" عليه السلام، الذي كان يتجول بينها وبين المناطق المجاورة من أجل رعي الأغنام، وهذه الرواية نجدها في (تاريخ الفراعنة 1400 ق.م)، وكذلك في (تاريخ الأنبياء)، وفي (الموسوعة الإسكندرانية للأب "اساناسيو")،
☆ ومن الروايات أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى رجل من الأنصار، عرف بين الناس "بالشيخ المسكين"، نظراً للهيئة التي كانت يظهر فيها بين الناس، وقد مات هذا الرجل ودفن في المنطقة التي عرفت تكريماً له "بالشيخ مسكين".
.
تقع "الشيخ مسكين" على محور خط "دمشق درعا" وهي تبعد عن "درعا" ما يقارب 26 كم، وعن "دمشق" حوالي 80 كم، ويمر منها طريق الحج ما بين "جبل حوران" شرقاً، و"الجولان" غرباً، و"دمشق" شمالاً، و"الأردن" جنوباً..
.
يمر فيها واديان، "وادي أبو اللبن" القادم من "جبل حوران"، و"وادي الهرير" القادم من "جبل الشيخ"،
وتحيط بها مجموعة من القرى المهدمة منها ما يقع على "وادي أبو اللبن"، مثل "الرعافة"، ومنها ما يقع على "وادي الهرير" مثل "حصن ميش" المعروف حالياً "بتل حمد"، حيث ينتهي معظمها إلى السدود المقامة على اطراف المدينة (سد الشيخ مسكين الشمالي وسد الشيخ مسكين الجنوبي)، والتي تعتبر مخزون مائي هام لهذه المنطقة الزراعية.
كما يوجد على "وادي الهرير" مجموعة من الطواحين المائية مثل طاحونة "حليمة" وطاحونة "اللاقح" و"الغزلانية"،
.
أما عن حدود المدينة فهي عقدة مواصلات مهمة،
▪︎فمن الغرب تحدها مدينة "نوى"،
▪︎ومن الشرق مدينة "ازرع"،
▪︎ومن الجنوب بلدة "ابطع"،
▪︎ومن الشمال عدة مناطق مثل "الفقيع" و"محجة"،
وبشكل عام تعتبر مدينة "الشيخ مسكين" نقطة وصل بين أربع محافظات هي "السويداء" و"درعا" و"القنيطرة" و"دمشق".
.
بلغ عدد السكان حوالي 35760 نسمة، وذلك عدا سكان المناطق التابعة للمدينة مثل "الدلي" و"السحيلية" و"الفقيع"..
.
تعمل الغالبية العظمى من السكان في الوظائف الحكومية وهناك قسم يعمل بالزراعة، ونسبة ضئيلة في المغترب ولا سيما دول الخليج العربي،
تشتهر المدينة بزراعة الحبوب مثل القمح والشعير والمزروعات الصيفية والكروم واللوزيات وأشجار الزيتون، أما بالنسبة للثروة الحيوانية فهي تهتم بتربية الأبقار، و الأغنام، والماعز،
كما تهتم بخلايا النحل، و مداجن إنتاج الفروج.
.
تمتاز أراضي المدينة بأنها سهلية منبسطة صالحة في أغلبها للزراعة، أما المناخ فهو معتدل ويبلغ معدل الأمطار السنوي في المنطقة ما بين 274-350مم.
يوجد لدى مجلس المدينة منطقة صناعية وحرفية وهي قيد الانجاز، ويوجد لدى المدينة مسلخ مؤلف من صالتين لتخديم القصابين، ويوجد مركز هاتف آلي، ووحدة مياه، ووحدة إرشادية، ومركز ثقافي، ويوجد قسم كهرباء، ونادٍ رياضي، ووحدة إطفاء مزودة بسيارتين ،ويوجد مركز رعاية أولية ومستوصف صحي.
.
معظم المنازل السكنية في المدينة هي من البيتون المسلح الحديث والقديم، ويوجد عدد من الفيلات الطابقية، وعدد من المنازل المبنية من الحجر القديم، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي للمدينة "1050"هكتاراً، .
.
يوجد في المدينة "10" مدارس ابتدائية، و"3" مدارس تعليم أساسي، وثانوية فنية، وثانوية تجارية، وثانوية عامة للبنين، وثانوية عامة للبنات، وثانوية آلات زراعية، ويوجد "3" روضات أطفال، ومدرستان للتعليم الخاص.
.
تحتوي مدينة "الشيخ مسكين" العديد من المعالم الهامة مثل:
▪︎ "البلدة القديمة" وهي عبارة عن بيوت حجرية مهدمة
▪︎و"الجامع العمري" الذي يعود تاريخه إلى ما بعد العصر العباسي، وهو مبني من الحجر البازلتي الأزرق القديم،
▪︎ومن المعالم أيضاً "قناة فرعون" التي تمر من الجهة الشرقية للمدينة وهي قناة مهدمة تعود إلى عهد "الفراعنة" حيث كانوا يسحبون الماء فيها من نبع "السريا" باتجاه مشاتيهم في "الأردن".
.
تضم مدينة "الشيخ مسكين" عدداً كبيراً من المثقفين وأصحاب الشهادات العلمية، ويوجد فيها عدد من الشعراء المشهورين على مستوى المحافظة والقطر.