خبراء: لا بد من تشديد الرقابة على المسلسلات المروجة للعنف ضد المرأة
أهمية الرقابة على سيناريو العمل قبل التنفيذ لتفادي ظهور مشاهد العنف التي تعكس الصورة السلبية للمرأة في المجتمع.
السبت 2024/05/04
ShareWhatsAppTwitterFacebook
نموذج يفاقم العنف ضد النساء
بيروت - أجمع خبراء ومهنيون وأكاديميون على “أهمية الرقابة على سيناريو العمل الدرامي قبل البدء بالتنفيذ لتفادي ظهور مشاهد العنف التي تعكس الصورة السلبية للمرأة في المجتمع العربي، وضرورة وضع معايير واضحة حفاظا على المبادئ والتقاليد التي يتميز بها المجتمع وعدم تشجيع الأعمال الدرامية التي تتضمن العنف من خلال التكريم للحد من إنتاج مسلسلات تروج للعنف بمختلف أشكاله”.
كان ذلك خلال ندوة نظمتها منذ أيام “الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال” بالشراكة مع “الملتقى العربي لكلية الإعلام واللغات التطبيقية” بعنوان “الدراما العربية والعنف ضد المرأة”.
وتطرق المحاضرون إلى أن المسلسلات الدرامية تتضمن أشكالا عديدة من العنف، منها ما هو مادي جسدي ومنها ما هو معنوي، فهذا الأخير هو الأكثر تأثيرا لأنه يؤثر على شخصية الإنسان ومساره في الحياة المجتمعية. واعتبروا أن الدراما التي تُعرض على شاشات التلفزيون هي الأكثر رواجا من السينما لأنها الأقرب إلى المشاهد ويمكنه المتابعة بشكل أسهل.
وقدموا نماذج عديدة من المسلسلات التي تحتوي على مشاهد تثير العنف من الرجل على المرأة، وكذلك من المرأة على المرأة نفسها. ودعوا إلى ضرورة نبذ هذه الأعمال بانتقادها بشكل جدي والدعوة إلى عدم مشاهدتها بتحفيز الوعي لدى الفرد من خلال التربية ومراقبة الأعمال ووضع تشريعات وقوانين خدمة للمبادئ التي تميز هذه المجتمعات بعيدا عن الأغراض التسويقية والإنتاجية التي تهدف إلى الربح فقط.
هيفاء وهبي في مسلسل كارما
وسلطت الدكتورة هبة الله السمري التي أدارت الندوة، الضوء على العنف الممنهج الذي تعاني منه المرأة، مشيرة إلى أن “مسلسلات الدراما في الدول العربية بشكل عام والمصرية تحديدا تتضمن مشاهد عنف بمختلف أشكالها وتسوق أكثر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق نسب عالية من المشاهدة”. وطرحت العديد من الأسئلة، منها على سبيل المثال لا الحصر، هل استطاعت الأعمال الدرامية تخفيف العنف ضد المرأة أم حصل العكس؟ هل حصل أي تحسن لصورة المرأة من خلال المسلسلات الدرامية التي تعرض مشاهد عنف إزاء المرأة؟
وأشارت الدكتورة منى الحديدي إلى أن “موضوع العنف تجاه المرأة يعود إلى عقود غابرة، ويرتبط جزء منه بالمجتمع وليس بالدراما على وجه التحديد”. ولفتت إلى أنه موضوع مهم يستحق المناقشة والاهتمام وتضافر الجهود لمتابعته.
ولفتت إلى أن “المرأة في بعض المسلسلات المصرية بدت وكأنها تروج لأخذ الثأر بحيث تدفع ابنها للقيام بذلك. وتحدثت عن أنواع شتى من العنف الذي يمارس على المرأة منذ الخمسينات إلى الآن، هذا يتطلب المساندة من المعنيين والرأي العام لأخذ القرارات والإجراءات التي تقضي بتوقيف العنف. واعتبرت أن المرأة قد تكون مصدر العنف لأقرب الناس إليها (العشيقة، العلاقة المحرمة، أخذ الثأر، تسمم الزوج)”.
وشددت على أن “الجهات التي تنتج الدراما هي المسؤولة عن ترويج هذا العنف”، معتبرة أن “للعنف وجوها مختلفة منها المعنوي ومنها ما هو مادي، والعنف المعنوي هو الأكثر تأثيرا لأنه يقتل الشخصية ويسهم بنشر سلوكيات سلبية لدى الجيل الجديد. وتظهر المرأة أحيانا بأنها تقبل العنف من أجل أولادها، فهذا يؤثر عليها أيضا بأنها تقبل به”.
ورأت أن “العنف في الدراما أكثر تأثيرا من الأفلام السينمائية لأن المشاهد يتابعها لفترة طويلة (يوميا، أسبوعيا أو شهريا) وكذلك المنصات الرقمية”. ولفتت إلى أن “العنف يظهر في بعض المسلسلات وكأنه من صفات الرجولة. وأكدت أن هذه المسلسلات لها دور بارز في ترويج مشاهد العنف تجاه المرأة”.
من جانبها، تحدثت الدكتورة نسرين عبدالعزيز عن نماذج عدة من المسلسلات التي تتضمن مشاهد عنف تجاه المرأة، معتبرة أنها “تشكل مصدرا للعنف تصل إلى الخيانة والقتل وما شابه. وحددته بأنه عنف لفظي وجسدي، واللفظي هو الأكثر إساءة وتأثيرا، لذا فالمعالجة تقتضي الوعي من قبل المنتجين لهذه المسلسلات التي تروج لهذا العنف الذي قد يكون عن غير قصد”.
وأكدت أن “مضمون غالبية المسلسلات لا يليق بصورة المرأة والأم التي تشجع أولادها على الثأر، فيُعطى لها التقدير على هذا الدور، فهذا خطأ بحد ذاته وخطير لأنه يشجع على الأعمال العنيفة بشكل غير مباشر”. ولفتت إلى أن “استخدام صورة المرأة كسلعة للتسويق، يفقد المرأة قدسيتها كأم وأخت وصديقة وغيرها”.
وأشار الدكتور علاء رجب في مداخلته إلى أن “المرأة لم تأخذ حقها في المؤسسات والمناصب”، لافتا إلى أنها “تظهر بموقع الضحية غالبا في المسلسلات الدرامية أمام بلطجة الرجل الذي يجسد القوة”. وانتقد بشدة “تكريم العديد من الأعمال الدرامية بالممثلين والمنتجين التي تتضمن إساءة إلى المرأة بشكل فاضح، وكذلك تقديم الجوائز لهذه المسلسلات لأنها حققت نسب مشاهدة عالية”.
وأشار إلى أن “المرأة في الدراما تربي ابنها على الأخذ بالثأر، وهذا غير مقبول، لذلك ينبغي على النقاد أن يشيروا إلى ذلك في نقدهم لأعمال الدراما التي تروج لهذا العنف بدلا من تكريمها”. وشدد على أهمية “الرقابة والتشريعات لمنع عرض المسلسلات التي تتضمن مشاهد عنف تجاه المرأة بشكل فاضح، وألا يتم تكريم المنتجين والممثلين من جهات أكاديمية على هذه الأعمال”.
ولفت المخرج حسام الجوهري في مداخلته إلى أن “بعض الأعمال الدرامية في الفترة الأخيرة تظهر العنف بين النساء أنفسهن أكثر من العنف المسلط عليهن من الرجال”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أهمية الرقابة على سيناريو العمل قبل التنفيذ لتفادي ظهور مشاهد العنف التي تعكس الصورة السلبية للمرأة في المجتمع.
السبت 2024/05/04
ShareWhatsAppTwitterFacebook
نموذج يفاقم العنف ضد النساء
بيروت - أجمع خبراء ومهنيون وأكاديميون على “أهمية الرقابة على سيناريو العمل الدرامي قبل البدء بالتنفيذ لتفادي ظهور مشاهد العنف التي تعكس الصورة السلبية للمرأة في المجتمع العربي، وضرورة وضع معايير واضحة حفاظا على المبادئ والتقاليد التي يتميز بها المجتمع وعدم تشجيع الأعمال الدرامية التي تتضمن العنف من خلال التكريم للحد من إنتاج مسلسلات تروج للعنف بمختلف أشكاله”.
كان ذلك خلال ندوة نظمتها منذ أيام “الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال” بالشراكة مع “الملتقى العربي لكلية الإعلام واللغات التطبيقية” بعنوان “الدراما العربية والعنف ضد المرأة”.
وتطرق المحاضرون إلى أن المسلسلات الدرامية تتضمن أشكالا عديدة من العنف، منها ما هو مادي جسدي ومنها ما هو معنوي، فهذا الأخير هو الأكثر تأثيرا لأنه يؤثر على شخصية الإنسان ومساره في الحياة المجتمعية. واعتبروا أن الدراما التي تُعرض على شاشات التلفزيون هي الأكثر رواجا من السينما لأنها الأقرب إلى المشاهد ويمكنه المتابعة بشكل أسهل.
وقدموا نماذج عديدة من المسلسلات التي تحتوي على مشاهد تثير العنف من الرجل على المرأة، وكذلك من المرأة على المرأة نفسها. ودعوا إلى ضرورة نبذ هذه الأعمال بانتقادها بشكل جدي والدعوة إلى عدم مشاهدتها بتحفيز الوعي لدى الفرد من خلال التربية ومراقبة الأعمال ووضع تشريعات وقوانين خدمة للمبادئ التي تميز هذه المجتمعات بعيدا عن الأغراض التسويقية والإنتاجية التي تهدف إلى الربح فقط.
هيفاء وهبي في مسلسل كارما
وسلطت الدكتورة هبة الله السمري التي أدارت الندوة، الضوء على العنف الممنهج الذي تعاني منه المرأة، مشيرة إلى أن “مسلسلات الدراما في الدول العربية بشكل عام والمصرية تحديدا تتضمن مشاهد عنف بمختلف أشكالها وتسوق أكثر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق نسب عالية من المشاهدة”. وطرحت العديد من الأسئلة، منها على سبيل المثال لا الحصر، هل استطاعت الأعمال الدرامية تخفيف العنف ضد المرأة أم حصل العكس؟ هل حصل أي تحسن لصورة المرأة من خلال المسلسلات الدرامية التي تعرض مشاهد عنف إزاء المرأة؟
وأشارت الدكتورة منى الحديدي إلى أن “موضوع العنف تجاه المرأة يعود إلى عقود غابرة، ويرتبط جزء منه بالمجتمع وليس بالدراما على وجه التحديد”. ولفتت إلى أنه موضوع مهم يستحق المناقشة والاهتمام وتضافر الجهود لمتابعته.
ولفتت إلى أن “المرأة في بعض المسلسلات المصرية بدت وكأنها تروج لأخذ الثأر بحيث تدفع ابنها للقيام بذلك. وتحدثت عن أنواع شتى من العنف الذي يمارس على المرأة منذ الخمسينات إلى الآن، هذا يتطلب المساندة من المعنيين والرأي العام لأخذ القرارات والإجراءات التي تقضي بتوقيف العنف. واعتبرت أن المرأة قد تكون مصدر العنف لأقرب الناس إليها (العشيقة، العلاقة المحرمة، أخذ الثأر، تسمم الزوج)”.
وشددت على أن “الجهات التي تنتج الدراما هي المسؤولة عن ترويج هذا العنف”، معتبرة أن “للعنف وجوها مختلفة منها المعنوي ومنها ما هو مادي، والعنف المعنوي هو الأكثر تأثيرا لأنه يقتل الشخصية ويسهم بنشر سلوكيات سلبية لدى الجيل الجديد. وتظهر المرأة أحيانا بأنها تقبل العنف من أجل أولادها، فهذا يؤثر عليها أيضا بأنها تقبل به”.
ورأت أن “العنف في الدراما أكثر تأثيرا من الأفلام السينمائية لأن المشاهد يتابعها لفترة طويلة (يوميا، أسبوعيا أو شهريا) وكذلك المنصات الرقمية”. ولفتت إلى أن “العنف يظهر في بعض المسلسلات وكأنه من صفات الرجولة. وأكدت أن هذه المسلسلات لها دور بارز في ترويج مشاهد العنف تجاه المرأة”.
من جانبها، تحدثت الدكتورة نسرين عبدالعزيز عن نماذج عدة من المسلسلات التي تتضمن مشاهد عنف تجاه المرأة، معتبرة أنها “تشكل مصدرا للعنف تصل إلى الخيانة والقتل وما شابه. وحددته بأنه عنف لفظي وجسدي، واللفظي هو الأكثر إساءة وتأثيرا، لذا فالمعالجة تقتضي الوعي من قبل المنتجين لهذه المسلسلات التي تروج لهذا العنف الذي قد يكون عن غير قصد”.
وأكدت أن “مضمون غالبية المسلسلات لا يليق بصورة المرأة والأم التي تشجع أولادها على الثأر، فيُعطى لها التقدير على هذا الدور، فهذا خطأ بحد ذاته وخطير لأنه يشجع على الأعمال العنيفة بشكل غير مباشر”. ولفتت إلى أن “استخدام صورة المرأة كسلعة للتسويق، يفقد المرأة قدسيتها كأم وأخت وصديقة وغيرها”.
وأشار الدكتور علاء رجب في مداخلته إلى أن “المرأة لم تأخذ حقها في المؤسسات والمناصب”، لافتا إلى أنها “تظهر بموقع الضحية غالبا في المسلسلات الدرامية أمام بلطجة الرجل الذي يجسد القوة”. وانتقد بشدة “تكريم العديد من الأعمال الدرامية بالممثلين والمنتجين التي تتضمن إساءة إلى المرأة بشكل فاضح، وكذلك تقديم الجوائز لهذه المسلسلات لأنها حققت نسب مشاهدة عالية”.
وأشار إلى أن “المرأة في الدراما تربي ابنها على الأخذ بالثأر، وهذا غير مقبول، لذلك ينبغي على النقاد أن يشيروا إلى ذلك في نقدهم لأعمال الدراما التي تروج لهذا العنف بدلا من تكريمها”. وشدد على أهمية “الرقابة والتشريعات لمنع عرض المسلسلات التي تتضمن مشاهد عنف تجاه المرأة بشكل فاضح، وألا يتم تكريم المنتجين والممثلين من جهات أكاديمية على هذه الأعمال”.
ولفت المخرج حسام الجوهري في مداخلته إلى أن “بعض الأعمال الدرامية في الفترة الأخيرة تظهر العنف بين النساء أنفسهن أكثر من العنف المسلط عليهن من الرجال”.
ShareWhatsAppTwitterFacebook