أبوظبي للكتاب يعزز الأفكار الإبداعية والفنون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبوظبي للكتاب يعزز الأفكار الإبداعية والفنون


    أبوظبي للكتاب يعزز الأفكار الإبداعية والفنون


    المعرض يتفرد في دورته الثالثة والثلاثين، بعرض مطبوعات ومخطوطات ومقتنيات تاريخية نادرة ومهمة.
    السبت 2024/05/04
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    لوحة للفنان تيم العمر

    أبوظبي - ما بين لوحات مُدهشة، ومجسّمات تُثير الخيال، يتجوّل زوّار معرض أبوظبي للكتاب 2024، بين ردهات المعرض التي صارت بمثابة معرض تشكيلي كبير يضم الكثير من الأعمال التي تلفت الأنظار.

    عند مداخل المعرض وُضعت مجسّمات أسطورية منسوجة من خيال مبدع. وفي أحد المداخل يوجد مجسّم “سيدة الأساطير” كُتبت تحته عبارة “البحث عن الأسطورة”. وبينما يأخذ النص المدوّن الزائر في رحلة خيالية إذ جاء فيه “تحت سماء تهمس نجومها بحكايات الماضي، أبحر مسافر في البحر العظيم بحثا عن سيدة الأساطير”. ليتابع في مقطع آخر “كل من سعى وراء حكمتها شيء يروي العطش ويروي حدود الشواطئ لكنه يحمل الحكايات حول العالم. وكانت للمسافر بصيرة ألهمته الجواب فصرخ ‘القصص’ مثل المياه خالدة متغيّرة عاكسة وتربطنا مثل المسافات”. إنها عبارات تتناغم مع شعار المعرض “هنا تسرد قصص العالم”، والقَصَصُ موجود في مواضيع آلاف الكتب المعروضة، التي بدأ بعضها من فكرة خيالية لكنها تجسّد حكاية بين صفحات الكتاب.

    وأشكال الأساطير تتغيّر وترافق بطرق عدة زوّار المعرض والمشاركين فيه. فهي صور مطبوعة على بطاقات الإعلاميين والمشاركين بالمعرض، وعلى شاشات المنصات التي تقام فيها الندوات والفعاليات، مثل منصة منف، وكذلك موجودة على اللوحات الإرشادية التي تدل الزائر على الأجنحة.


    "غولدن هورس" كتاب نحت يدويا من ماء الذهب


    هذه المجسّمات التي تثير الخيال توزّعت بأشكال مختلفة، منها “باتمان: أسطورة فارس الظلام” وأسطورة “ناسج الريح” وتحتها كُتب نص بعنوان “الواحة الخفية”. والنص يقول “بين همسات الرمال وجد صبي طريقه إلى واحة يحرسها “ناسج الريح” الكبير الذي استقبل الصبي بسؤال “ما هو الكنز الذي حين نتشاركه يكبر؟ “أشرقت عينا الصبي وأجاب الكتاب”. نعم إنه الكتاب الذي ينادي الجمهور إلى المعرض ليقول من غير كلام لقد وجدت ما تريد، فالتنوّع اللامحدود يحاكي الجميع على اختلافهم.

    ولفتت 3 لوحات أنظار زوار المعرض نظرا لفرادة الفكرة وتميز التنفيذ، أنجزها الفنان تيم العمر.

    وإحدى تلك اللوحات صنعت من ريش الصقور، وتحمل عنوان “زايد الخير”، يبلغ ارتفاعها 5 أمتار، وعرضها 4 أمتارٍ، وتضم 11,500 ريشة جمعها تيم من مختلف أنحاء الدولة. وقد عرضت إلى جانب لوحة أخرى صنعت بـ520 ألف حبة بن، تم تحميصها بدرجات حرارة متفاوتة لتكتسب تدرجات لونية تتراوح بين الأخضر والبني، ومن ثم تشكيلها على هيئة لوحة فنية غاية في الجمال والإبداع تظهر صورة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة وابنه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، بارتفاع مترين وعرض ثلاثة أمتار.

    على الجهة المقابلة، عرضت ثلاث لوحات متسلسلة لحكام أبوظبي: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمهما الله، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تم حبكها بعناية من 100 غترة، ويصل ارتفاع كلّ منها 3 أمتار وعرضها مترين.

    وعن كيفية استنباط أفكاره، قال تيم: “درست الهندسة المعمارية لكن حبي للفن دفعني لترك العمل في مجالي العلمي واتباع موهبتي الفنية، فأفكار أعمالي تأتيني بالفطرة، فأنا عندما أرى شيئاً لا أفكر به كما يفكر به الآخرون، على سبيل المثال عندما أرى القهوة لا أفكر بكيفية شربها، وإنما أفكر بكيفية عمل لوحة منها، ومن هنا يأتي التميز والإبداع، كما أن عملية تنفيذ الفكرة أيضا يتطلب موهبة أخرى، وهذا لا يأتي بسهولة وإنما بعمل التجارب المختلفة والتي تؤدي للحصول على أفضل النتائج من حيث الشكل والجودة بحيث تحافظ اللوحة على نفسها لأطول فترة ممكنة”.

    وعن المدة الزمنية التي يستغرقها صنع لوحاته، قال إن لوحة الريش استغرقت نحو 8 أشهر من العمل المتواصل، وتابع: “قمت خلال هذه الفترة بجمع ريش الصقور من كافة مناطق الإمارات، فقد ذهبت إلى ليوا والمدام والذيد وغيرها، وزرت بعض العيادات البيطرية، وبلغ عدد الريش الذي جمعته أكثر من 30 ألف ريشة عملت على فرزها حسب اللون والجودة واستخدمت منها أكثر من 11 ألف ريشة، وقمت بمعالجتها وتعقيمها ولصقها على اللوحة”.


    وزاد “بالنسبة للوحة القهوة فقد تطلبت مني جهدا كبيرا واستغرق إنجازها 4 شهور، حيث قمت بتحميص القهوة على درجات حرارة مختلفة لكي استخرج 6 ألوان متنوعة ثم شكلتها على اللوحة، في حين استغرق إنجاز لوحة “الغترة” أكثر من 4 شهور أيضا، من حيث تشكيل القماش ومعالجته بطريقة تجعله يبدو قديما، وهي عملية معقدة استغرقت مني محاولات وتجارب كثيرة ليظهر القماش على هذه الصورة ولكي تبقى اللوحة محافظة على جودتها مدة طويلة”.

    ويتفرد معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين، بعرض مطبوعات ومخطوطات ومقتنيات تاريخية نادرة ومهمة.

    ومن الأجنحة التي حرصت على عرض قطع فنية فريدة جناح شركة “دورو” المتخصصة في عرض كتب منحوتة يدويا من ماء الذهب.

    وقالت ريتا الحاج مسؤولة الجناح إن الشركة تعرض خلال مشاركتها الأولى في معرض أبوظبي للكتاب إحدى أهم القطع وهو كتاب ‘غولدن هورس‘ المنحوت يدويا بماء الذهب عيار 24 قيراط، و يفوق ثمنه 70 ألف درهم وتم تصنيعه في إيطاليا.

    وأضافت أن الكتاب يعتبر قطعة فنية فريدة من نوعها من حيث الشكل والمحتوى، وأهم ما يميزه أن غلافه مصنوع من الجلد الطبيعي ومغلف بالحرير وبصور لخيول راكضة منحوتة يدويا من البرونز المطلي بماء الذهب عيار 24 قيراط.

    وذكرت أن الكتاب يتضمن 99 نسخة يوثق علم الخيول ويتحدث عن أنواعها وسلالاتها المختلفة من منظور علمي وتاريخي وأسطوري وفني، كما يتضمن العديد من اللوحات المرسومة يدويا وصورا لأنواع الخيول.
يعمل...
X