هادي ياسين
تعليقي على فيلم العودة للأسود Back To Black أيمي واينهاوس: أنا لا يهمني المال بقدر أن يتذكرني الناس كوني مغنية ، هكذا تردد إيمي واينهاوس في بداية
فيلم السيرة الذاتية عن حياتها
العودة للأسود Back To Black
الذي تدور أحداثه حول الحياة المتألقة والرديئة لأيمي واينهاوس المغنية اللندنية الشهيرة أيقونة الموسيقى الراحلة ، الفتاة اليهودية التي ذاعت شهرتها عام 2003 مع ألبومها الأول فرانك.
عن الشخصية الهشة والمتقلبة وأحيانا الجادة للشابة الرقيقة التي كانت تمشي وحدها في حارات كامدن تاون وتدخل البارات بشكل مفاجئ وتغني أينما طاب لها.
دراما عالية تمثلت في علاقة أيمي مع بليك
Blake Fielder-Civil
وحياتها التي انحرفت بشكل خطير عندما تعرفت على ذلك المشاكس والمدمن على تعاطي المخدرات ، وعن عبقريتها غير العادية وإبداعها وصدقها الذي غُرس في كل ما تركته بالإضافة إلى أسلوب حياتها المضطرب.
عن رحلة حياة إيمي واينهاوس الفتاة الفوضوية التي كانت بحاجة ماسة إلى المساعدة ولكن خذلها الناس من حولها.
رحلة أخذتها من جنون وألوان شارع كامدن هاي ستريت في التسعينات إلى العشق العالمي والعودة مرة أخرى.
رحلة اصطدمت بزجاج المشاهير تشاهدها من خلف المرآة لنرى ما رأته أيمي ونشعر بما شعرت به.
وفي النهاية من الصعب أن ترك السينما دون الشعور بالألم والحزن وربما حتى بالشعور بالذنب.
لعبت دور أيمي الممثلة الانكليزية ماريسا أبيلا حيث أدت دور أيمي بثقة أكبر مما كانت تتمتع به أيمي نفسها خاصة في المشهد وهي خارجة من بيتها محاصرة من قبل المصورين الذين يلاحقونها أينما ذهبت لالتقاط صور لها.
يقترح والدها ميتش وهو الأب الحنون الذي لعب دوره إيدي مارسان أن تذهب أيمي الى مركز إعادة التأهيل فترد أيمي وتقول له: الموسيقى هي مركز إعادة التأهيل الخاص بي يا أبي.
تم اكتشاف إيمي واينهاوس في عام ٢٠٠٢ وكانت تؤدي عرضاً للمواهب في نادي روني سكوت لموسيقى الجاز في منطقة سوهو اللندنية وكان من الواضح على الفور أنها لم تكن مجرد موهبة بل كانت عبقرية موسيقية نابغة.
أعطت واينهاوس للعالم بعض الموسيقى القوية والمثيرة للاهتمام والتي دفعت ثمنها باهظاً.
كانت حياة أيمي واينهاوس مليئة بالرومانسية وموسيقى الروك اند رول وبلغت ذروتها بنهايتها المأساوية عندما كان عمرها ٢٧ عاما فقط.
تم تصوير الفيلم في شوارع لندن ويضم فريقا مرموقا من الممثلين وطاقم العمل على حد سواء.
ويرسم صعود النجمة الحائزة على جائزة جرامي إلى الشهرة بالإضافة إلى صراعها مع الإدمان ومواجهاتها المتكررة مع الصحافة الشعبية وعلاقتها الأسطورية التي كانت الملهم لأحد أكثر الألبومات شهرة في العالم على الإطلاق.
وفي نهاية المطاف تحدث وفاتها بسبب التسمم بالكحول في عام ٢٠١١ عن عمر يناهز ٢٧ عاما فقط.
تم تصوير جاذبية وضعف بليك الذي أحبته أيمي وتزوجته
Fielder-Civil
عندما داهمت الشرطة بيتهما في لندن حيث أن بليك لم يقدم أي خدمة لأيمي ويقال بأنه تلقى تهديدات بالقتل في السنوات التي تلت وفاتها.
أكثر أغاني واينهاوس إثارة
Back To Black، Rehab، Tears Dry On their Own، Love Is A Losing Game
انبثقت بسهولة من الألم والحزن وأغنية العودة للأسود التي ربما كانت أفضل أغانيها غارقة في الحزن والبؤس.
مارسيا أبيلا الممثلة التي لعبت دور أيمي منذ مرحلة المراهقة حتى وفاتها المبكرة هي من برايتون شرق ساسكس ، درست التمثيل في بريطانيا بعد اقتحام الشاشة الصغيرة في بعض برامج بي بي سي وكانت برامجها قد نالت استحسان النقاد ، ثم خضعت لمعسكر أيمي التدريبي الذي تضمن دروس على تعلم العزف على الغيتار وتدريبات اللياقة البدنية ومدربين صوتيين أحدهما لالتقاط صوت شخصيتها الغنائي والآخر لتثبيت لهجتها لتصبح مثل لهجة شمال لندن.
وبذلت قدراً هائلا من العمل والاهتمام بكل التفاصيل وتدربت يوميا لساعات حتى تمكنت من الغناء طوال الفيلم بأكمله، ووضعت الوشم الذي تميزت به أيمي وتسريحة الشعر المبتكرة(خلية النحل) بحيث أصبحت وكأنها لا تنتحل شخصية أيمي فقط وإنما تعيشها وتسكنها ونجحت نجاحا فائقاً بتقمص شخصيتها العالقة بين الشهرة وبين حب حياتها الشابة وأدائها الصوتي البارع ثم انزلاقها إلى تعاطي المخدرات ، وأبدعت بعكس حياة أيمي العنيدة التي لم تتبع نصيحة أي شخص وسجلت موسيقاها بمحض ارادتها واختارت أن يكون والدها ميتش (إدي مارسان) مديرا لأعمالها وأصبحت مهووسة ب بليك الانسان المشاكس والغير مستقر والذي أصبح مصدر إلهام لألبومها الأكثر شهرة في حياتها القصيرة بينما كانت تتصارع بشدة مع الحب والرفض غير المتبادلين وظهر ذلك جلياً في ألبومها (تعود اليها وأنا، عد الى الأسود) إشارة الى عوةد بليك الى صديقته السابقة بيكي. وبعدها عاد بليك الى أيمي مرة أخرى ولكن لم يجذبه لا المال ولا الشهرة حيث انتهى به الأمر الى السجن بعد تورطه في مشاجرة عنيفة ولكن ليس قبل ان يتمكن كلاهما من التغلب على تعاطي المخدرات.
أما عن القصة فلم يضف الفيلم الى معلوماتنا أي شيئ جديد عن حياة أيمي فالقليل مما نعرفه عنها هو نفسه ما شاهدناه في الفيلم.
ومن الناحية الجمالية في السرد فانه يفتقر الى الابداع السردي بالرغم من تنظيمه وترتيبه للأحداث الزمنية فهناك القليل جداً من المعلومات حول كيفية تسجيله وبعض الضعف في تقديم وصف متماسك لصعود وسقوط أيمي إضافة الى ما حدث في مركز إعادة التأهيل وكيف ساعدت تجربتها في سانت لوسيا في تمهيد الطريق الى وفاتها وهي المكان الذي استبدلت فيه الهيروين بالكحول الذي أودى بحياتها في النهاية، إضافة الى التمثيل السطحي لتعاطي المخدرات فإدمان الهيروين له عواقب وخيمة لم تظهر في الفيلم ولم ينوه عنها.
لكن كل ذلك لم يلغ الجودة والتفوق العالي للقطات المشاهد في أحياء لندن وكامدن تاون وقلعة دبلن حيث أحيت بعض حفلاتها فيها والتقت بزوجها المدمن بليك فيلدر سيفيل الذي لعبه جاك أوكونيل بشكل بارز طوال الفيلم وحانة أيمي المفضلة هاولي آرمز التي كادت أن تحترق أثناء الحريق الذي دمر سوق كامدن في عام ٢٠٠٨ حيث استغلت أيمي فوزها بجائزة جرامي للتعبير عن حبها لمنطقتها فقالت أثناء استلامها للجائزة هذه من أجل كامدن ، كامدن التي لاتحترق.
مسيرة أيمي المهنية القصيرة تفتخر بعدد من الألحان التي جذبت الجماهير حيث قامت المغنية الراحلة بتأليف أغانيها وكانت أغنية العودة الى الأسود واحدة من الألبومات التي حققت الأكثر مبيعاِ في التاريخ .
شارك في التمثيل أيضا ليزلي كارسان في دور جدتها سينثيا واينهاوس المعروفة أيضاً باسم نان سينثي التي تربطها علاقات خاصة بموسيقى الجاز حيث كانت هي نفسها مغنية.
كان والد أيمي ميتش فخورا جداً بابنته ولطيف جدا بعلاقته معها يحيطها بحنانه دائما ولكن سلوكه الأبوي يُنظر اليه على أنه استغلالي وبدى الأمر كما لو أن الفيلم يرغب في تبرأته.
واهم مايميز الفيلم هو الأغاني
(Back to Black، وFuck Me Pumps، وValerie، وLove is a Losing Game
تم انتاج الفيلم بدعم كامل من عائلة أيمي واينهاوس و ممتلكاتها ، وكان ميتش والد أيمي يمتلك نصف ممتلكاتها فأنشأ مؤسسة أيمي واينهاوس التي تساعد الموسيقيين الشباب والأشخاص الذين يعانون من الإدمان.
في آخر مشوارها توفيت أيمي واينهاوس بسبب تسمم الكحول بعد فترة طويلة من التوقف عنه.
الإخراج سام تايلور جونسون3