نيكولو مكيافيليArticle information
- سمية نصر
- Role,بي بي سي عربي
يورد المؤرخ ألبرت حوراني في كتابه "الفكر العربي في عصر النهضة: 1798-1939" رواية تفيد بأن حاكم مصر في القرن التاسع عشر، محمد علي باشا، قال لوزيره الذي كان قد بدأ في ترجمة جزء من أعمال مكيافيلي – على الأرجح كتاب "الأمير" – إنه لم يعثر "على أي شيء جديد يذكر" في تلك الصفحات. "إني أرى بوضوح أنه ليس لدى مكيافيلي ما يمكنني أن أتعلمه منه. فأنا أعرف من الحيل فوق ما يعرف...فلا داعي للاستمرار في ترجمته".
ربما كان محمد علي محقا في اعتباره أن مكيافيلي، الذي يوافق الثالث من مايو/أيار ذكرى مرور 555 عاما على ميلاده، لم يأت بجديد فيما يتعلق بحيل الحكم ومكر بعض الحكام ودهائهم واتباعهم مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، فهي أشياء معروفة وتمارَس منذ قديم الزمان. ولكن الكتاب أحدث ضجة كبيرة منذ صدوره، وأصبح محل العديد والعديد من المناقشات والدراسات، واختلفت الآراء في تأويله، بل تحول مؤلفه إلى نعت يوصف به الانتهازيون والوصوليون.
فهل كان مكيافيلي بالفعل يدعو إلى "المكيافيلية"؟ وهل ظلم باختصار أعماله في عبارة "الغاية تبرر الوسيلة"؟ وكيف أثرت مؤلفاته على الفكر السياسي في الغرب وما وراءه؟
- الجانب المظلم لكريستوفر كولومبوس و"عالمه الجديد"
- ما هي عقيدة نيكسون وكيف انعكست على سياسة واشنطن في الشرق الأوسط والخليج؟
نيكولو مكيافيلي (3 مايو/أيار 1469-21 يونيو/حزيران 1527) هو فيلسوف ورجل دولة إيطالي من عصر النهضة. كانت عائلته من العائلات الثرية والبارزة في مدينة فلورنسا منذ القرن الثالث عشر، ولكن والده برناردو كان من بين أفقر أفرادها.
كان برناردو محبا للقراءة والكتب ويمتلك مكتبة ضخمة، وقد ألف فهرسا بأعمال المؤرخ الروماني ليفي. وطوال حياته، كان كاهله مثقلا بالديون، وكان يضطر في بعض الأحيان إلى بيع ملابسه لتوفير قوت أسرته. توفي برناردو عام 1500 ليترك ديونا ثقيلة لابنه نيكولو.
كوالده، تعرض نيكولو لمشكلات مادية، وتأثرت حياته المهنية بالصراعات السياسية التي لم يكن له دور نشط فيها بين عامي 1498 و1512، تولى مكيافيلي منصبا رفيعا في جمهورية فلورنسا جعله مسؤولا عن الشؤون الخارجية للجمهورية في الأراضي الخاضعة لسيطرتها. كما ترأس بعثات دبلوماسية إلى البلاط الفرنسي والمقر البابوي في الفاتيكان وبلاط الإمبراطور الروماني ماكسميليان الأول.
خلال تلك السنوات الأربع عشرة، استعادت فلورنسا المؤسسات الجمهورية التي كانت قد اختفت خلال نحو ستين عاما سيطرت فيها عائلة مديتشي على الحكم، ما قوض تلك المؤسسات، وجعل انتخاب مجلس الحكم أمرا صوريا، وجعل أفراد تلك العائلة بمثابة أمراء.
في عام 1512، أطاح جيش إسباني يعمل تحت إمرة البابا يوليوس الثاني بجمهورية فلورنسا، وعادت أسرة مديتشي إلى الحكم، وزج بمكيافيلي في السجن بتهمة التآمر، وتم تعذيبه ثم نفيه إلى بيت صغير يمتلكه والده في سان كاشيانو جنوب فلورنسا. وهناك، كتب أعماله المهمة مثل "الأمير" الذي أهداه إلى لورنزو مديتشي حاكم فلورنسا منذ عام 1513.
في عام 1520، تولى الكاردينال جيوليو دي مديتشي حكم فلورنسا، ووافق على تعيين مكيافيلي في منصب كبير مؤرخي المدينة. وكلفه بابا الفاتيكان آنذاك ليو العاشر بكتابة بحث عن مؤسسة الحكم في فلورنسا.
وبعد سقوط حكم آل مديتشي، كان مكيافيلي يأمل في استعادة منصبه الأول. لكن علاقته الجيدة بتلك العائلة جعلت الجمهوريين ينظرون إليه بعين الشك. وبعد فشله في العودة إلى منصبه الأصلي، مرض مكيافيلي وتوفي بعد ذلك بشهر.
- هل "العم سام" شخصية حقيقية؟ ولماذا أصبح رمزا للولايات المتحدة؟
- ما هو "علم" تحسين النسل؟ وكيف دعم فكرة الجنس السائد والطبقية في الغرب؟
تعليق