بيوت حلب ودمشق
اعمل حاليا مع الباحث الفرنسي جان كلود دافيد المختص بمدينة حلب بشكل اساسي على إعداد كتاب عن البيوت في حلب ودمشق وقد ولدت الفكرة بعد اجتماع عقد في بيته في ليون وقبلها تبادلنا الرسائل العديدة…
نعترف كلانا بصعوبة المهمة ! هو نشر كثيرا من الابحاث عن بيوت حلب لكنه اكتشف انه لا يعرف دمشق وانه امام عمارتين متباينتين من حيث مواد البناء وهذا يجعل مهمته المرجوة من الكتاب وهي اجراء دراسة مقارنة بين العمارة السكنية التقليدية في كلا المدينتين صعبة للغاية.
اليوم بالذات بدأ صبره ينفذ فكتب لي بأن أتوقف عن ارسال كميات كبيرة من المواد عن البيوت في دمشق بشكل يغرقه ! والواقع ان البيوت في حلب وعمارتها معروفة ومدروسة اكثر بكثير من تلك التي في دمشق .. وهذا يذكرني بمقولة استاذنا اندريه ريمون بأن في دمشق كل شيء يتعلق بالمدينة وعمارتها هو للدراسة او اعادة الدراسة من جديد..
نشرت العديد من الدراسات عن بيوت حلب كما
ذكرت وخصوصا من قبل جان كلود دافيد ..بينما وكما كتب احد اهم الذين درسوا بيوت القاهرة الباحث الفرنسي برنار موري ان دمشق هي أغنى مدينة بالعمارة السكنية لكنها الاقل حظا بالدراسة ..ونقصد هنا الدراسة الاكاديمية الحقيقية.
كنت قمت بمحاولات لتقليد كتاب نللي حنا الرائع عن بيوت القاهرة وتقسيمها لثلاث فئات بيوت كبيرة ومتوسطة ومتواضعة ..
وقدمت النص لجان كلود دافيد الذي اعجب به واحب يقوم بمقارنات بين هذه البيوت وبين بيوت
حلب التي يعرفها جيدا .
والحقيقة اني اعتمدت على دراستي على مصدرين مختلفين الاول هو دراسة الوثائق المتعلقة بالبيع والشراء في المحاكم والتي تقدم أوصافا للبيوت وعمل تقاطع بينها وبين الدراسات الميدانية التي أنجزناها مع فريق عمل أدين له بالشكر والعرفان…بالإضافة لأرشيف والدي. وكانت هنا المشكلة التي واجهها الباحث دافيد وهي انه لم يقم بدراسة مماثلة مستندة على الوثائق بالنسبة لحلب وبالتالي اصبح يعاني او البحث يعاني من اختلافين اختلاف في مواد البناء بين مدينتين واختلاف في مصادر البحث ايضا بين المدينتين..
لكن هذا التقاطع والمقارنة يستهويني رغم كل هذه المشكلات ورغم اختلاف المصطلحات المستخدمة في كلا النموذجين فكلمة مربع في البيت تختلف من دمشق إلى حلب بالإضافة مصطلحات اخرى…
كذلك الأمر يعاني الباحث دافيد من مشكلة المقارنات في الخلفية التاريخية التي ادت لبناء هذه البيوت في دمشق خاصة وخصوصا الغنية منها كبيت جان بولاد في حلب مثلا وقصر العظم في دمشق واذكر اننا لما كنا طلابا كان احدى الاسئلة سألنا عنها في الامتحان لماذا بني قصر العظم بدمشق في هذه الفترة والمكان تحديدا وليس في فترة اخرى ومكان آخر ؟!والذي يوازيه سؤال آخر : لماذا ظهر فخرالدين في ذلك الزمان والمكان وليس في زمان ومكان آخر ؟!
الأمر الاخر الذي أبداه الباحث دافيد خشيته منه هو ان يتجاوز الكتاب الخمسمائة صفحة او نجد انفسنا امام مجلدات متعددة ! فاتصل بي وسألني ان كنا نستطيع ان نحصر الكتاب بمقارنات فقط دون الإغراق في تفاصيل كثيرة ..
اشير اخيرا ان جان كلود دافيد والذي يعرفه الحلبيون بإسم ابو مروان كما سمى ابنه بعد ان تزوج من حلبية وكانوا ينادونه بالدكتور جون عندما وصل إلى حلب فئي أوائل السبعينيات ليحضر أطروحته للدكتوراة عن حلب هو الان في مطلع الثمانين من عمره لكن يتمتع بنشاط وحيوية ملفتة رغم المشاكل الصحية التي أصابته والوحدة التي يعيشها وقد ادهشني عندما طلبت منه المشاركة في كتاب جماعي اعده عن تاريخ العمارة في سورية فأتحفني باربعة ابحاث عن حلب والرابع عن دمشق ..
ميزة الفيس بوك ان يتيح لنا ان نكتب مانشاء من انطباعات قد لا يهم البعض لكنه فضاء فيه هذه الميزة ونشكو همومنا البحثية وغير ذلك من هموم ومشكلات وتقسمها معكم لعلنا نجد لها حلولا !
اعمل حاليا مع الباحث الفرنسي جان كلود دافيد المختص بمدينة حلب بشكل اساسي على إعداد كتاب عن البيوت في حلب ودمشق وقد ولدت الفكرة بعد اجتماع عقد في بيته في ليون وقبلها تبادلنا الرسائل العديدة…
نعترف كلانا بصعوبة المهمة ! هو نشر كثيرا من الابحاث عن بيوت حلب لكنه اكتشف انه لا يعرف دمشق وانه امام عمارتين متباينتين من حيث مواد البناء وهذا يجعل مهمته المرجوة من الكتاب وهي اجراء دراسة مقارنة بين العمارة السكنية التقليدية في كلا المدينتين صعبة للغاية.
اليوم بالذات بدأ صبره ينفذ فكتب لي بأن أتوقف عن ارسال كميات كبيرة من المواد عن البيوت في دمشق بشكل يغرقه ! والواقع ان البيوت في حلب وعمارتها معروفة ومدروسة اكثر بكثير من تلك التي في دمشق .. وهذا يذكرني بمقولة استاذنا اندريه ريمون بأن في دمشق كل شيء يتعلق بالمدينة وعمارتها هو للدراسة او اعادة الدراسة من جديد..
نشرت العديد من الدراسات عن بيوت حلب كما
ذكرت وخصوصا من قبل جان كلود دافيد ..بينما وكما كتب احد اهم الذين درسوا بيوت القاهرة الباحث الفرنسي برنار موري ان دمشق هي أغنى مدينة بالعمارة السكنية لكنها الاقل حظا بالدراسة ..ونقصد هنا الدراسة الاكاديمية الحقيقية.
كنت قمت بمحاولات لتقليد كتاب نللي حنا الرائع عن بيوت القاهرة وتقسيمها لثلاث فئات بيوت كبيرة ومتوسطة ومتواضعة ..
وقدمت النص لجان كلود دافيد الذي اعجب به واحب يقوم بمقارنات بين هذه البيوت وبين بيوت
حلب التي يعرفها جيدا .
والحقيقة اني اعتمدت على دراستي على مصدرين مختلفين الاول هو دراسة الوثائق المتعلقة بالبيع والشراء في المحاكم والتي تقدم أوصافا للبيوت وعمل تقاطع بينها وبين الدراسات الميدانية التي أنجزناها مع فريق عمل أدين له بالشكر والعرفان…بالإضافة لأرشيف والدي. وكانت هنا المشكلة التي واجهها الباحث دافيد وهي انه لم يقم بدراسة مماثلة مستندة على الوثائق بالنسبة لحلب وبالتالي اصبح يعاني او البحث يعاني من اختلافين اختلاف في مواد البناء بين مدينتين واختلاف في مصادر البحث ايضا بين المدينتين..
لكن هذا التقاطع والمقارنة يستهويني رغم كل هذه المشكلات ورغم اختلاف المصطلحات المستخدمة في كلا النموذجين فكلمة مربع في البيت تختلف من دمشق إلى حلب بالإضافة مصطلحات اخرى…
كذلك الأمر يعاني الباحث دافيد من مشكلة المقارنات في الخلفية التاريخية التي ادت لبناء هذه البيوت في دمشق خاصة وخصوصا الغنية منها كبيت جان بولاد في حلب مثلا وقصر العظم في دمشق واذكر اننا لما كنا طلابا كان احدى الاسئلة سألنا عنها في الامتحان لماذا بني قصر العظم بدمشق في هذه الفترة والمكان تحديدا وليس في فترة اخرى ومكان آخر ؟!والذي يوازيه سؤال آخر : لماذا ظهر فخرالدين في ذلك الزمان والمكان وليس في زمان ومكان آخر ؟!
الأمر الاخر الذي أبداه الباحث دافيد خشيته منه هو ان يتجاوز الكتاب الخمسمائة صفحة او نجد انفسنا امام مجلدات متعددة ! فاتصل بي وسألني ان كنا نستطيع ان نحصر الكتاب بمقارنات فقط دون الإغراق في تفاصيل كثيرة ..
اشير اخيرا ان جان كلود دافيد والذي يعرفه الحلبيون بإسم ابو مروان كما سمى ابنه بعد ان تزوج من حلبية وكانوا ينادونه بالدكتور جون عندما وصل إلى حلب فئي أوائل السبعينيات ليحضر أطروحته للدكتوراة عن حلب هو الان في مطلع الثمانين من عمره لكن يتمتع بنشاط وحيوية ملفتة رغم المشاكل الصحية التي أصابته والوحدة التي يعيشها وقد ادهشني عندما طلبت منه المشاركة في كتاب جماعي اعده عن تاريخ العمارة في سورية فأتحفني باربعة ابحاث عن حلب والرابع عن دمشق ..
ميزة الفيس بوك ان يتيح لنا ان نكتب مانشاء من انطباعات قد لا يهم البعض لكنه فضاء فيه هذه الميزة ونشكو همومنا البحثية وغير ذلك من هموم ومشكلات وتقسمها معكم لعلنا نجد لها حلولا !