ذكريات حلبيّــــة
لن أنسى تلك الأمسية التي حضرتها عام 1988 على المدرّج الكبير في كلية الطب بجامعة حلب للشاعر الكبير « عمر أبو ريشة » رحمه الله , الذي استعرض فيها شريط ذكرياته منذ تعيينه مديراً لدار الكتب الوطنية بحلب , مروراً بتكليفه سفيراً في العديد من الدول , وعند كل محطة .. ذكرى وقصيدة يلقيها بأسلوبه المميز . وقبل انتهاء الأمسية وقف أحد الحضور وناشد الشاعر قائلاً : سمعت من صديقي الذي حضر حفل تكريمك في إحدى الجمعيات في بيروت .. أنّ رئيسة الجمعية أشادت بكم وقالت : شاعرنا لم يعرِّ المرأة كما عرّاها غيره من الشعراء .. فقاطعها أحد الشعراء وقال: كلامك صحيح سيدتي .. ولكن ..هل سمعت ما يقوله شاعرنا عندما تتعرى المرأة ؟
أستحلفك بالله يا سيدي أن تلقي علينا تلك القصيدة .. فضحك الشاعر الكبير كثيراً . وقال مبتسماً :
ولمّا ازّينت خــلعت ... عليها بردهـا الأفضل
وماست وهو مزهو ... يحيـط بقدّهــا الأمثـل
فقالت كيـف تلقاني ... به يا شاعري الأوّل!؟
فقلت وطرفي المشدود ... من آلائهــا ينهـــل
جميل لبس من أهوى ... ولكن عريها أجمـل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
- عمر أبو ريشة ( 1910-1990) , يتقن 11 لغة ويكتب الشعر بسبعة منها , عضو في جمعية أبرز 40 مثقف في العالم
.
يوسف أحمد صالح
1/5/2016