.سينما المكفوفين تلفت الأنظار إلى مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
خطوة مصرية متأخرة وبانتظار تعميمها على دور العرض السينمائي.
الأربعاء 2024/05/01
مكفوفون يستمعون لوصف فيلم
في خطوة مهمة وغير مسبوقة خصص مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير وصفا تفصيليا للأعمال المعروضة موجها للمكفوفين، مستحدثا قسما خاصا بهم ضمن فعالياته، وهو خطوة لاقت استحسانا كبيرا فيما ينتظر نقاد ومتابعون تعميمها على بقية المهرجانات السينمائية.
القاهرة – لفت مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير في دورته العاشرة الأنظار إليه مع استحداثه برنامجا خاصا بذوي الإعاقات البصرية من خلال ما يسمى بـ”سينما المكفوفين” عبر تقديم أربعة أفلام باستخدام تقنيات الوصف السمعي بإحدى دور العرض السينمائية في محافظة الإسكندرية، شمال غرب القاهرة، ما فتح الباب أمام تساؤلات عدة حول غياب السينما عن التوجه لذوي الإعاقات أو القدرات الخاصة، وعدم البناء على برنامج يحظى بدعم حكومي ورعاية من منظمات المجتمع المدني.
عرض مهرجان الإسكندرية، الذي اختتم أعماله الثلاثاء، الأفلام الموجهة للمكفوفين مصحوبة بترجمة صوتية وصفية تقدم شرحا دقيقا للمشاهد والأحداث بلغة عربية فصحى، ساهمت في خلق تجربة سينمائية تُلبي احتياجات ذوي الإعاقة البصرية، وتُتيح لهم الانغماس في عالم السينما بكل تفاصيله.
سمير الجمل: مهرجان الإسكندرية قدم فكرة إنسانية وفنية جيدة
أوضح محمد جلال، منسق عام المهرجان ومؤسس برنامج سينما المكفوفين، أن البرنامج خطوة أولى ضمن عدد من الفعاليات والورش الفنية الموجهة لذوي الإعاقات أو “الهمم” بالتعاون والشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي لدمجهم في المجالات الفنية، ومهرجان الإسكندرية للفيلم القصير صاحب السبق في تنفيذ هذا البرنامج.
وواجهت السينما المصرية انتقادات لتأخرها في إدخال مثل هذه التقنيات بدور العرض السينمائية، إذ إن التجربة بدأت لأول مرة في الولايات المتحدة منذ ثمانينات القرن الماضي وتمت تجربتها لأول مرة في المغرب صاحبة الصدارة العربية حينما أنتجت السينما هناك الجزء الأول من فيلم “للا حبي” عام 1996، وهو فيلم مغربي كوميدي يحكي قصة رجل يمر عبر مضيق جبل طارق للبحث عن زوجته التي غادرته من أجل رجل آخر، وذهبت للعيش في بلجيكا، ويعد هذا الفيلم الأول في شمال أفريقيا الذي يحمل تعليقات سمعية.
ولعل ذلك ما دفع إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير إلى الاستعانة بالإعلامية المغربية هناء العايدي التي تولت عملية الوصف التفصيلي للأفلام المعروضة، غير أن المشكلة تتعلق بالتنسيق معها بشأن مراجعة الأفلام المعروضة.
وحسب تصريحات إعلامية أدلت بها العايدي، قالت إنها قامت بتلخيص الأفلام ووضع العرض التفصيلي لها خلال يوم واحد فقط، وهو ما انعكس على تعليقات المشاهدين الذين طالبوا بوضوح الأفكار على نحو أكبر.
تمر عملية الوصف الفني للأفلام بمراحل عديدة، في مقدمتها عملية اختيار الفيلم، فهذه الأعمال بحاجة إلى تكون داخلها مساحة للوصف، وحال كان الفيلم يقوم على الحديث المستمر للفنانين فعملية الوصت تبدو صعبة، ثم تبدأ مرحلة مشاهدة الأفلام كي يستوعبها القائم بعملية الوصف ثم كتابة المشاهد التي يتم تقديمها بالصوت للجمهور، وتركيب تلك المشاهد على المقاطع الموسيقية التي لا تتواجد فيها أصوات للفنانيين، وهو الأمر الذي يستغرق بعض الوقت.
محمد سعدون: الفكرة جاءت نتيجة تراجع الأنشطة الموجهة لذوي الهمم
أكد مدير مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير محمد سعدون أن الفكرة جاءت نتيجة تراجع الأنشطة الفنية المقدمة لذوي الهمم في مصر، وكانت إدارة المهرجان تنتظر الوقت المناسب لتنفيذها، وهي من ابتكار منسق عام المهرجان محمد جلال، وجرى الإعداد للفكرة عبر التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية التي تعمل على رعاية المكفوفين في الإسكندرية، واستمعت إدارة المهرجان إلى الكثير من الشباب الذين حضروا العرض وعبروا عن رغبتهم في تقديم المزيد من الأنشطة الفنية.
وأوضح سعدون في تصريح خاص لـ”العرب” أن التجربة الحالية بها بعض القصور الذي سيتم التغلب عليه في الدورات المقبلة، مثل زيادة مدة الوصف التفصيلي، وأن تكرار مثل هذه التجارب يقلل من الأخطاء، فعملية الوصف بحاجة إلى محترفين لديهم القدرة على استخلاص رسائل المشاهد واللقطات وحركات الكاميرا وتعريف الجمهور بالهدف من الموسيقى التصويرية وحركات الممثلين، وهو أمر مرهق وبحاجة إلى المزيد من التدريب والتعلم داخل مصر.
وأشار إلى أن قدرة إدارة المهرجان على تقديم هذه العروض تشي بإمكانية تقديمها ولو بشكل قليل على مدار العام أو داخل المهرجانات الفنية المختلفة، مع أهمية وجود دعم من المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني التي تشجع الأفلام التجارية على تقديم نسخ وصفية للمكفوفين، والأمر بحاجة إلى تقنيات تتمثل في توفير سماعة الأذن في دور العرض كي يتم توفير الخدمة لمن يريدون مشاهدة الأفلام مع أقرانهم، ما يبرهن على أن تعميم التجربة سيكون مكلفا من الناحية المادية أيضا.
وقدم مهرجان الإسكندرية أربعة أفلام قصيرة للمكفوفين، هي: “تربية ستات”، “تمنتاشر لخمسة وعشرين”، “هذا اليوم”، و”نور عيني”، من بين 50 فيلما تشارك في المسابقات المختلفة وهي مسابقة الأفلام الروائية، ومسابقة الأفلام الوثائقية الدولية، ومسابقة أفلام التحريك الدولية، ومسابقة الفيلم العربي ومسابقة أفلام الطلبة.
قال الناقد الفني سمير الجمل إن مهرجان الإسكندرية قدم فكرة إنسانية وفنية جيدة، لكن لا تكفي لتأكيد مقومات الاهتمام بالفنون المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك حاجة إلى التوسع في المحتويات الفنية المقدمة لذوي الإعاقة عامة، وعدم الاكتفاء بنماذج يبدو الاهتمام بها لحظيا، بينما يشكل ذوي القدرات الخاصة بمصر رقما مهما.
وتشير أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي) إلى أن 10 في المئة من إجمالي المصريين البالغ عددهم 105 ملايين نسمة يعانون إعاقات مختلفة، أي أكثر من 10 ملايين مواطن، ويوجد ما يقرب من مليون مواطن لديهم إعاقات بصرية.
مهرجان الإسكندرية يلفت الأنظار إليه بسبب جودة الأعمال التي يعرضها وتحظى بمعدلات مشاهدة مرتفعة في دور العرض
وذكر الجمل في تصريح لـ”العرب” أن المهرجانات عليها الدور الأبرز في إمكانية التوسع في تقديم هذه الأنواع من المحتويات السينمائية بعيدا عن شركات الإنتاج التي تبحث عن المردود التجاري، كما أن الأصل التجريب والاختلاف والإبداع في المهرجانات، وهناك ألوان مختلفة من الأفلام التي تكون أمام لجان المشاهدة والتحكيم ويمكن الاهتمام بها وإعادة تقديمها للجمهور، كما أن التكنولوجيا يمكنها أن تساهم في تسهيل مهام تواصل ذوي الإعاقات البصرية، ما يقلل جهد العامل البشري.
وأشار إلى أن مهرجان الإسكندرية يملك إمكانيات تجعله قادرا على جذب التجارب، بفعل جودة الأفلام التي يعرضها ومع وجود أعداد هائلة من الأعمال التي يصنعها مغمورون وجيدة للغاية بعيدا عن ضغوط الأفلام التجارية التي تخضع لمعايير الرقابة، وبات المهرجان قبلة لمن لديهم تجارب فنية يسعون للإعلان عنها والترويج لها.
ويلفت مهرجان الإسكندرية الأنظار إليه بسبب جودة الأعمال القصيرة التي يعرضها وتحظى بمعدلات مشاهدة مرتفعة في دور العرض السينمائية، وعبر برامجه التي يستحدثها كل دورة وتكون مثار اهتمام الرأي العام وهو جزء من الجانب التسويقي لإدارة المهرجان التي ابتكرت في الدورة الماضية تقديم مشروعات سينمائية للأطفال وتدريبهم على طرق إعداد الأفلام وكتابتها وتصويرها.
ونظم المهرجان محاضرات التصوير مع المخرج أحمد سمير بأساسيات التصوير السينمائي وأحجام اللقطات الرئيسية والثانوية وزوايا وحركات الكاميرا، وكان هناك تطبيق عملي، وقام الأطفال بتصوير بعض مقاطع الفيديو القصيرة وشاهدوا بعض الأفلام لتحليلها من وجهة نظر مدير التصوير.
وتنظم جمعية دائرة الفن (أهلية) سنويا المهرجان الذي يرأسه المخرج محمد محمود، ويهدف إلى نشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية الدولية، تحت رعاية جهات حكومية وخاصة، أبرزها وزارتا الثقافة والتضامن الاجتماعي، وهيئة تنشيط السياحة ونقابة المهن السينمائية، ومؤسسات دولية ومحلية مهتمة بالسينما.
أحمد جمال
صحافي مصري
خطوة مصرية متأخرة وبانتظار تعميمها على دور العرض السينمائي.
الأربعاء 2024/05/01
مكفوفون يستمعون لوصف فيلم
في خطوة مهمة وغير مسبوقة خصص مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير وصفا تفصيليا للأعمال المعروضة موجها للمكفوفين، مستحدثا قسما خاصا بهم ضمن فعالياته، وهو خطوة لاقت استحسانا كبيرا فيما ينتظر نقاد ومتابعون تعميمها على بقية المهرجانات السينمائية.
القاهرة – لفت مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير في دورته العاشرة الأنظار إليه مع استحداثه برنامجا خاصا بذوي الإعاقات البصرية من خلال ما يسمى بـ”سينما المكفوفين” عبر تقديم أربعة أفلام باستخدام تقنيات الوصف السمعي بإحدى دور العرض السينمائية في محافظة الإسكندرية، شمال غرب القاهرة، ما فتح الباب أمام تساؤلات عدة حول غياب السينما عن التوجه لذوي الإعاقات أو القدرات الخاصة، وعدم البناء على برنامج يحظى بدعم حكومي ورعاية من منظمات المجتمع المدني.
عرض مهرجان الإسكندرية، الذي اختتم أعماله الثلاثاء، الأفلام الموجهة للمكفوفين مصحوبة بترجمة صوتية وصفية تقدم شرحا دقيقا للمشاهد والأحداث بلغة عربية فصحى، ساهمت في خلق تجربة سينمائية تُلبي احتياجات ذوي الإعاقة البصرية، وتُتيح لهم الانغماس في عالم السينما بكل تفاصيله.
سمير الجمل: مهرجان الإسكندرية قدم فكرة إنسانية وفنية جيدة
أوضح محمد جلال، منسق عام المهرجان ومؤسس برنامج سينما المكفوفين، أن البرنامج خطوة أولى ضمن عدد من الفعاليات والورش الفنية الموجهة لذوي الإعاقات أو “الهمم” بالتعاون والشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي لدمجهم في المجالات الفنية، ومهرجان الإسكندرية للفيلم القصير صاحب السبق في تنفيذ هذا البرنامج.
وواجهت السينما المصرية انتقادات لتأخرها في إدخال مثل هذه التقنيات بدور العرض السينمائية، إذ إن التجربة بدأت لأول مرة في الولايات المتحدة منذ ثمانينات القرن الماضي وتمت تجربتها لأول مرة في المغرب صاحبة الصدارة العربية حينما أنتجت السينما هناك الجزء الأول من فيلم “للا حبي” عام 1996، وهو فيلم مغربي كوميدي يحكي قصة رجل يمر عبر مضيق جبل طارق للبحث عن زوجته التي غادرته من أجل رجل آخر، وذهبت للعيش في بلجيكا، ويعد هذا الفيلم الأول في شمال أفريقيا الذي يحمل تعليقات سمعية.
ولعل ذلك ما دفع إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير إلى الاستعانة بالإعلامية المغربية هناء العايدي التي تولت عملية الوصف التفصيلي للأفلام المعروضة، غير أن المشكلة تتعلق بالتنسيق معها بشأن مراجعة الأفلام المعروضة.
وحسب تصريحات إعلامية أدلت بها العايدي، قالت إنها قامت بتلخيص الأفلام ووضع العرض التفصيلي لها خلال يوم واحد فقط، وهو ما انعكس على تعليقات المشاهدين الذين طالبوا بوضوح الأفكار على نحو أكبر.
تمر عملية الوصف الفني للأفلام بمراحل عديدة، في مقدمتها عملية اختيار الفيلم، فهذه الأعمال بحاجة إلى تكون داخلها مساحة للوصف، وحال كان الفيلم يقوم على الحديث المستمر للفنانين فعملية الوصت تبدو صعبة، ثم تبدأ مرحلة مشاهدة الأفلام كي يستوعبها القائم بعملية الوصف ثم كتابة المشاهد التي يتم تقديمها بالصوت للجمهور، وتركيب تلك المشاهد على المقاطع الموسيقية التي لا تتواجد فيها أصوات للفنانيين، وهو الأمر الذي يستغرق بعض الوقت.
محمد سعدون: الفكرة جاءت نتيجة تراجع الأنشطة الموجهة لذوي الهمم
أكد مدير مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير محمد سعدون أن الفكرة جاءت نتيجة تراجع الأنشطة الفنية المقدمة لذوي الهمم في مصر، وكانت إدارة المهرجان تنتظر الوقت المناسب لتنفيذها، وهي من ابتكار منسق عام المهرجان محمد جلال، وجرى الإعداد للفكرة عبر التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية التي تعمل على رعاية المكفوفين في الإسكندرية، واستمعت إدارة المهرجان إلى الكثير من الشباب الذين حضروا العرض وعبروا عن رغبتهم في تقديم المزيد من الأنشطة الفنية.
وأوضح سعدون في تصريح خاص لـ”العرب” أن التجربة الحالية بها بعض القصور الذي سيتم التغلب عليه في الدورات المقبلة، مثل زيادة مدة الوصف التفصيلي، وأن تكرار مثل هذه التجارب يقلل من الأخطاء، فعملية الوصف بحاجة إلى محترفين لديهم القدرة على استخلاص رسائل المشاهد واللقطات وحركات الكاميرا وتعريف الجمهور بالهدف من الموسيقى التصويرية وحركات الممثلين، وهو أمر مرهق وبحاجة إلى المزيد من التدريب والتعلم داخل مصر.
وأشار إلى أن قدرة إدارة المهرجان على تقديم هذه العروض تشي بإمكانية تقديمها ولو بشكل قليل على مدار العام أو داخل المهرجانات الفنية المختلفة، مع أهمية وجود دعم من المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني التي تشجع الأفلام التجارية على تقديم نسخ وصفية للمكفوفين، والأمر بحاجة إلى تقنيات تتمثل في توفير سماعة الأذن في دور العرض كي يتم توفير الخدمة لمن يريدون مشاهدة الأفلام مع أقرانهم، ما يبرهن على أن تعميم التجربة سيكون مكلفا من الناحية المادية أيضا.
وقدم مهرجان الإسكندرية أربعة أفلام قصيرة للمكفوفين، هي: “تربية ستات”، “تمنتاشر لخمسة وعشرين”، “هذا اليوم”، و”نور عيني”، من بين 50 فيلما تشارك في المسابقات المختلفة وهي مسابقة الأفلام الروائية، ومسابقة الأفلام الوثائقية الدولية، ومسابقة أفلام التحريك الدولية، ومسابقة الفيلم العربي ومسابقة أفلام الطلبة.
قال الناقد الفني سمير الجمل إن مهرجان الإسكندرية قدم فكرة إنسانية وفنية جيدة، لكن لا تكفي لتأكيد مقومات الاهتمام بالفنون المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك حاجة إلى التوسع في المحتويات الفنية المقدمة لذوي الإعاقة عامة، وعدم الاكتفاء بنماذج يبدو الاهتمام بها لحظيا، بينما يشكل ذوي القدرات الخاصة بمصر رقما مهما.
وتشير أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي) إلى أن 10 في المئة من إجمالي المصريين البالغ عددهم 105 ملايين نسمة يعانون إعاقات مختلفة، أي أكثر من 10 ملايين مواطن، ويوجد ما يقرب من مليون مواطن لديهم إعاقات بصرية.
مهرجان الإسكندرية يلفت الأنظار إليه بسبب جودة الأعمال التي يعرضها وتحظى بمعدلات مشاهدة مرتفعة في دور العرض
وذكر الجمل في تصريح لـ”العرب” أن المهرجانات عليها الدور الأبرز في إمكانية التوسع في تقديم هذه الأنواع من المحتويات السينمائية بعيدا عن شركات الإنتاج التي تبحث عن المردود التجاري، كما أن الأصل التجريب والاختلاف والإبداع في المهرجانات، وهناك ألوان مختلفة من الأفلام التي تكون أمام لجان المشاهدة والتحكيم ويمكن الاهتمام بها وإعادة تقديمها للجمهور، كما أن التكنولوجيا يمكنها أن تساهم في تسهيل مهام تواصل ذوي الإعاقات البصرية، ما يقلل جهد العامل البشري.
وأشار إلى أن مهرجان الإسكندرية يملك إمكانيات تجعله قادرا على جذب التجارب، بفعل جودة الأفلام التي يعرضها ومع وجود أعداد هائلة من الأعمال التي يصنعها مغمورون وجيدة للغاية بعيدا عن ضغوط الأفلام التجارية التي تخضع لمعايير الرقابة، وبات المهرجان قبلة لمن لديهم تجارب فنية يسعون للإعلان عنها والترويج لها.
ويلفت مهرجان الإسكندرية الأنظار إليه بسبب جودة الأعمال القصيرة التي يعرضها وتحظى بمعدلات مشاهدة مرتفعة في دور العرض السينمائية، وعبر برامجه التي يستحدثها كل دورة وتكون مثار اهتمام الرأي العام وهو جزء من الجانب التسويقي لإدارة المهرجان التي ابتكرت في الدورة الماضية تقديم مشروعات سينمائية للأطفال وتدريبهم على طرق إعداد الأفلام وكتابتها وتصويرها.
ونظم المهرجان محاضرات التصوير مع المخرج أحمد سمير بأساسيات التصوير السينمائي وأحجام اللقطات الرئيسية والثانوية وزوايا وحركات الكاميرا، وكان هناك تطبيق عملي، وقام الأطفال بتصوير بعض مقاطع الفيديو القصيرة وشاهدوا بعض الأفلام لتحليلها من وجهة نظر مدير التصوير.
وتنظم جمعية دائرة الفن (أهلية) سنويا المهرجان الذي يرأسه المخرج محمد محمود، ويهدف إلى نشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية الدولية، تحت رعاية جهات حكومية وخاصة، أبرزها وزارتا الثقافة والتضامن الاجتماعي، وهيئة تنشيط السياحة ونقابة المهن السينمائية، ومؤسسات دولية ومحلية مهتمة بالسينما.
أحمد جمال
صحافي مصري