مركز أبوظبي للغة العربية يطلق مركز التعاون الصيني - العربي للنشر
المعرض يعزز هذا العام العلاقات الإماراتية – الصينية من خلال عدد من الملتقيات بما فيها مسابقة مواهب اللغة الصينية في الإمارات.
الأربعاء 2024/05/01
شراكة تعزز انتشار الثقافتين العربية والصينية
أبوظبي – حجزت جمهورية الصين الشعبية لنفسها مشاركة مهمة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بنسخته الثالثة والثلاثين، حيث تسجل الحضور الأكبر لها في تاريخ معارض الكتب العالمية، لتطلّ الحضارة الصينية على جماهير القراء من بوابة الصناعات الثقافية، والتراث الثقافي غير الماديّ، حاملةً معها روح الصين من ستّ مقاطعات إلى قلب العاصمة الإماراتية.
وكنتيجة على التعاون المشترك بين البلدين، أطلق مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع المجموعة الصينية للإعلام الدولي، مركز التعاون العربي – الصيني، الذي يجمع تحت مظلته ناشرين عربا وصينيين، وذلك بحضور عائشة عيد المزروعي مديرة إدارة الفعاليات ومعارض الكتاب بمركز أبوظبي للغة العربية، وهو كاي مين رئيس النشر باللغات الأجنبية في المجموعة الصينية للإعلام الدولي، وبشار شبارو، أمين عام اتحاد الناشرين العرب، وعدد كبير من الناشرين العرب والصينيين.
وقالت عائشة المزروعي “إن هذه الدورة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب تشهد مشاركة صينية غير مسبوقة نثمنها كثيرا، لأنها تدل على مكانة المعرض وحضوره لدى الناشرين الصينيين وثقتهم في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يمثل منصة عالمية للثقافة ومنارة للمعرفة”. وأضافت “يدعم مركز التعاون العربي – الصيني في النشر والثقافة التعاون بين الناشرين الصينيين والعرب، ويفتح آفاقا جديدة من التعاون بين أبوظبي وبكين”.
بلاد السور العظيم تشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بسبعين ضيفا ضمن وفد يقوده رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي دون تشانغ يوان
من جهته قال هو كاي مين نيابة عن الهيئة الصينية للإعلام الدولي “لدى دار النشر باللغات الأجنبية 14 فرعا في 26 دولة، ونشرت أكثر من 300 ألف كتاب، كما أصدرت 14 مجلة مطبوعة بـ36 لغة”.
وتابع “نبدأ التعاون في ثلاث نقاط: الأولى التعاون الثقافي المشترك واسع النطاق ليعكس الواقع الصيني والعربي، والنقطة الثانية أن نبدأ التعاون في مجال النشر والتوزيع، وكما قد أطلقنا سابقا سلسلة ‘100 عام على طريق الحرير’ و’الصين الجميلة’، سنركز على نشر الحضارة والثقافة الصينية والثقافة العربية والتعاون في تنظيم معارض صينية مع مركز أبوظبي للغة العربية، وأما النقطة الثالثة فتختص بمواصلة توزيع الأعضاء في مركز تعاون للنشر والثقافة”.
وتشارك بلاد السور العظيم في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بسبعين ضيفا من ناشرين وكتّاب ومترجمين ومسؤولين، ضمن وفد يقوده رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي دون تشانغ يوان، مقدمين في 9 أجنحة تمتدّ على مساحة 465 متراً مربّعاً في المعرض، تاريخاً وحاضراً صينيّاً يخطف الأنظار ويؤكّد حرص جمهورية الصين الشعبية على الحفاظ على درجة ثقافية مزدهرة، ومدى تقارب فاعل بينها وبين شعوب المنطقة العربية.
وتتصدّر المجموعة الصينية للإعلام الدولي قائمة الكيانات المشاركة، إلى جانب دار النشر باللغات الأجنبية، والمجموعة الصينية الوطنية لاستيراد وتصدير الكتب التعليمية، ومجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية وغيرها من الجهات المتنوعة ما بين دور نشر ومؤسسات أكاديمية ورسمية، كما سيكون زوّار المعرض على موعد مع إطلاق 20 كتاباً للمرة الأولى باللغة العربية.
ويعزّز المعرض هذا العام العلاقات الإماراتية – الصينية من خلال عدد من الملتقيات بما فيها مسابقة مواهب اللغة الصينية في الإمارات لطلبة مدارس أبوظبي بالتعاون مع السفارة الصينية، كما سيتم إطلاق منصة النشر والتعاون في الثقافة الصينية – العربية بالشراكة بين مركز أبوظبي للغة العربية والمجموعة الصينية للإعلام الدولي، والتي تشهد انضمام عشر دور نشر عربية وعشر أخرى صينية، بهدف تشجيع ودعم الترجمة عن الصينية للعربية.
ويحضر التطور التقني المتسارع الذي وصلت إليه جمهورية الصين الشعبية بين واحدة من الندوات التي تعنى بالذكاء الاصطناعي، بالتركيز على أحدث تقنيات النشر التي وصلت إليها الصين وستعرض للمرة الأولى للجمهور خارج الصين، فيكون بذلك مجموع الفعاليات الصينية في المعرض 15 فعالية في شتى الميادين الثقافية والمهنية والفنية.
وفي سياق متصل، نظّم مركز أبوظبي للغة العربية حفل تقديم الطبعة العربية من كتاب الرئيس الصيني شي جينبينغ “مبادرة الحزام والطريق”، الذي أطلقه في سبتمبر 2013 لتعزيز التبادل والتعاون والابتكار في شتى المجالات بين الصين والدول الأوروبية والآسيوية.
وحضر الحفل تشانغ يي مينج، السفير الصيني في دولة الإمارات، ومحمد المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، والدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، ودو تشان يوان رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي.
ضرورة التعاون العربي الصيني من خلال عدّة مبادرات تساعد في جسر الهوّة على صعيد الاختلاف الثقافي واللغات
وأشاد تشانغ يي مينج، السفير الصيني في دولة الإمارات، بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب وتطوّره الدائم، وأشار إلى أنه أصبح من أكبر معارض الكتب وأكثرها تأثيراً في الشرق الأوسط. وعبّر عن سعادته بتنظيم عرض وتقديم مبادرة الرئيس الصيني باللغة العربية، خلال المعرض، وهو ما يضفي طابعاً صينياً قوياً، ويفتح نافذة جديدة للقرّاء العرب لاستكشاف آثار التعاون في إطار تلك المبادرة.
وأكّد الحاضرون على ضرورة التعاون العربي الصيني من خلال عدّة مبادرات تساعد في جسر الهوّة على صعيد الاختلاف الثقافي واللغات، وتسعى حثيثاً لبناء المصير المشترك بين الصين والدول العربية، ورسم سياسات اقتصادية وسياسية، تقود إلى علاقات دولية تقوم على المصالح وصولاً إلى المصير المشترك للبشرية.
وعقدت خلال حفل تقديم الكتاب، الجلسة الرئيسية، التي أدارتها ليو شوانغ يان، رئيسة قسم التعاون الدولي بالمجموعة الصينية للإعلام الدولي، وتمحورت حول العلاقات الصينية – الإماراتية والعربية، وتحدّث خلالها ممثلو عدد من المراكز المختصة بالشأن العربي – الصيني. وقد أكّد المتحدّثون على التعاون العربي – الصيني من خلال عدة مبادرات أدت إلى التقارب رغم اختلاف الثقافة واللغات، بفضل الأهمية العلمية والعملية لمبادرة الرئيس الصيني التي ستعمّق التواصل بين الشعوب والتعلّم المتبادل على قاعدة أن الشعوب تتقارب دائماً.
وخلال المؤتمر أهدي الكتاب بالعربية إلى دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي وكبار الشخصيات، الأمر الذي يؤكّد أن العلاقات الثقافية التي تجمع دولة الإمارات والصين ممتدة وفي تطوّر دائم، علماً أن جمهورية الصين الشعبية حلّت الدولة ضيف الشرف، في فعاليات الدورة السابعة والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب في عام 2017.
وتجمع دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية علاقات ثنائية إستراتيجية ومتطوّرة دائماً، منذ أربعين عاماً، وينبع ذلك من إيمان دولة الإمارات بتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة ومحاولة إيجاد النقاط المشتركة التي تحافظ على مبادئ تقبّل الآخر والانسجام، والدعوة إلى التسامح الثقافي، والسعي إلى إيجاد نقاط مشتركة تؤسّس لشراكة حقيقية تقود إلى التنمية القائمة على احترام التاريخ والتقاليد والعادات والقيم والتراث.