Sasa Post ساسة بوست
٢ مايو، الساعة ١١:٣٠ م ·
في مثل هذا اليوم عام 1519 فقد العالم، واحدًا من أهم العباقرة في التاريخ. إليك قصة رجل عصر النهضة الفنان والمخترع «ليوناردو دا فينشي»
كان ابنًا غير شرعي لكاتب العدل الثري بييرو فروسينو دي أنطونيو، وإحدى الفلاحات الفقيرات في فلورنسا، فقضى الأعوام الخمس الأولى من حياته في منزل والدته، حتى انتقل إلى منزل أبيه وأجداده في بلدة صغيرة في فينشي؛ وبسبب القيود المجتمعية ورفض الكنيسة للنغول، لم يتلق تعليمًا رسميًّا، وتعلم القراءة والكتابة والفنون في المنزل بمساعدة جده.
لباقته وحسن مظهره ضمنا له أن يلتحق بمشغل للفنون يمتلكه أندريا دل فروكيو، الذي كان فنان هذه الحقبة في النحت والرسم، ومن هنا كانت انطلاقة ليوناردو؛ ليبدأ بعدها عمله فنانًا، ويصبح معلمًا للفنون لكن قائل «إن الطبيعة لطفت بنا لأنها جعلتنا نعثر على المعرفة حيثما أدرنا وجوهنا في هذا العالم» كان يقوده الفضول إلى جانب حبه للفن.
رأى الطبيعة مصدرًا للإلهام، فحاول الطيران وكانت أفكاره هي أحد ركائز تصميم «الهيلكوبتر» كما نعرفها اليوم، وفي البندقية صمم بدل الغوص التي تسمح للعمال بالبقاء تحت سطح الماء، كما أن له بعد الاختراعات العسكرية ومن أشهرها تصميمه للعربة المدرعة التي تشبه الدبابة، ولكن يقال إنه أخطأ في تصميمها عن عمد ليكون تصنيعها مستحيلًا.
كانت العمارة والتخطيط من نقاط اهتمامه، فرسمه للعديد من الخرائط في إيطاليا يقارن في جودته ودقته بالصور المأخوذة من الأقمار الصناعية، وفي عام 1502 قدم ليوناردو تصميمًا لجسر يمتد 300 متر يمر فوق الماء للسلطان عثمان بايزيد الثاني لكنه لم يُبن، وفي العام 2019 أثبت علماء معهد «MIT» دقة التصميم وقوته.
أحب ليوناردو التجريب، فتخلى عن أسلوب أستاذه فروكيو الصارم، وكانت لوحاته إنسانية تظهر التفاعل والعلاقات بين البشر، ولعل لوحة «العشاء الأخير» تحمل الكثير من تجربته، بداية من مواد الرسم التي جعلتها عرضة للتلف، وحتى طريقة تعبير الشخصيات في الصورة، وهو الأمر الذي ربما مزجه بحبه للألغاز، وجعل الناس يبحثون عن المعاني الخفية في لوحاته حتى اليوم.
بقيت حياته حافلة بالإنجازات في كل المجالات بما فيها التشريح والكيمياء، حتى انتهت حياته في فرنسا في قصر أعطاه له الملك فرانسوا الأول، والذي قيل إنه تأثر بموت ليوناردو وقال «إنه لم يولد على الأرض رجل يعرف مثل ليوناردو في الرسم والنحت والعمارة» ليترك ميراثًا من الفنون، والعلوم التي يستفيد منها العالم حتى اليوم
من أشهر أعماله: الموناليزا، والعذراء ويسوع، والعشاء الأخير، وسيدة الرمان، وعذراء الصخور، ومعركة أنغياري
Jabber Ahmad