أبو رعدون.. خبزاتو درة..- عدسة: مصطفى رعدون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو رعدون.. خبزاتو درة..- عدسة: مصطفى رعدون

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٤٠٤٢٦-١٧٢٧٤٦_Facebook.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	180.5 كيلوبايت 
الهوية:	205860
    أبو رعدون

    أبو رعدون خبزاتو درة
    شد أبو رعدون( صمده) إلى ظهر دابته التي ركب عليها( حلسها)
    وكانت طريقة نقل الصمد ،
    وباقي عدة الفلاحة
    على ظهر (الكديش) أو (البغلة ) أن :
    يربط الصمد بشكل جانبي بحيث تلامس مقدمته الأرض ،
    خلف الدابة ، أما ( النير ) و( السكة الحديد ) (المسطومة ) و( الكدانة) و (المساس )
    والحبل فكل منهم له طريقة خاصة في التحميل ،
    من خلال الربط الجانبي ، وعلى ظهر الدابة ،
    حتى لا تفلت منها ولا قطعة ،
    ويربط الرسن إلى الدابة الثانيةالتي تحمل (خرج )
    ويركب عليها صاحب الفدان ،
    فقد يمشي مسافات طويلة ،
    من قرية إلى قرية ،
    أو إلى الأراضي الواقعةبعيدا
    عن ضيعة قلعة المضيق ، ك:
    ( أبو عطوف ) و (الحميري ) و (السوكرانية ) و ( والشيخ جوبان ،) و ( والطرحان ) و( المنوعة ) و ( والمكرمية )
    و( وادي العيس ) و(وادي الجفار
    و( المغاليض ) و ( بزهرين )
    و ( باقللو) و ( ضهر رصيف ) و( الجنينة )
    و ( وجورة القتيل ) و( النزاز) و( تل عللو)
    و ( عين الشمس ) و ( المشنقة ) و ( والغويبة ) و ( وأرض الرام ) و( عاشور ) و( رابية المشقوقة )
    و( الناعورة ) و ( العبرات ) و( شاهين ) و( عين البيضا )
    و( عين الخنزيرة ) ،،،،الخ ،
    كان ذلك في زمان الثلث الثالث من القرن التاسع عشر،
    وكان عدد سكان قلعة المضيق لا يتجاوز بضع مئات من السكان فقط ،
    حيث كانت البلاد تتبع للإمبراطورية العثمانية ،
    وكانت العاصمة (اسطمبول)
    مركز الحكم العثماني ،
    وهي القسطنطينية سابقا ، وقد جرت أحداث هذه القصة
    زمن السلطان عبد المجيد الأول
    ابن السلطان محمود ، الذي جلس على عرش السلطنة
    عام (1255) هجري ،
    حيث كانت تجري حروب بين السلطنة من جهة ،
    ومحمد علي باشاوالي مصر
    وابنه ابراهيم باشا من جهة اخرى ،
    وفي زمن الحروب تكون المعيشة صعبة ، والرزق قليل ،
    ومعاناة الناس شديدة ، فيلجأون الى التقتير على انفسهم ،
    و(الشد عالجلد ) في طبيعةحياتهم ،
    وتقل الأقماح (الميرة ) بسبب ذهابها ( للتحصل دار)
    ويضرب الغلاء أطنابه ، وتتفشى الأمراض ،
    وفي هذه الظروف ، كان (أبو رعدون ) يسحب دابتيه (الفدان )
    وصمده وعدة فلاحته ، مع السكة ،
    ويذهب إلى الفلاحة ، في الأرض الجنوبية ،
    ( جورة القتيل ، والطرحان ، وشاهين )
    وكان يحب العتابا ، فيمضي فلاحته وهو مستمتع بصمده وفدانه ،
    ممتشقا مساسه ،
    الذي يحمل في الرأس الآخر قمشة جلدية ،
    ليسفق بها الدابة المقصرة ،
    وفي هذه الأثناء ، كان ( أبو جورج ) من ( الصقيلبية )
    القرية المجاورة لقلعة المضيق
    من جهة الجنوب ، وقد بنى أهلها أكواخ القصب والزل ،
    وبيوت الطين بعد هجرتهم من القرى الجبلية الغربية ،
    وشكلوا قرية جديدة على ( تل الصقيلبية )
    قرب عين الورد ، وأسموها على اسم التل قبل ان يسكنه احد ،
    فسكن الذين جاؤوا من مرداش وما حولها في الصقيلبية من جهة الشمال (شمالا )
    وسكن الذين جاؤوا من عين الكروم وما حولهاعلى التل من الجهة الجنوبية والشرقية (قبالا)
    وقد نشأت علاقات حميمية بينهم وبين سكان قلعة المضيق (كجيران )
    وكان بينهم صنايعية يعملون بمهن متعددة ،
    صارت كنيات لهم فيما بعد ،
    كالصايغ والحداد والنجار والسنكري و الخوري ،،،،الخ
    ومنهم من سمي باسم البلد التي قدم منها ،
    كالحموي والمرداشي والأنطكلي والقطلبي ،،،،الخ ،
    كان أبا جورج يبيع الحلاوة والمعلل في القرى المجاورة ،
    يركب على حماره ، الذي يحمل سريجة
    فيها علب الحلاوة المربعة من التنك (ربعية ) مغطاة بطباقات ،
    ويأتي إلى قلعة المضيق على الطريق الذي يمر بقرب الفلاحين في الحقول ،
    ويبدأ بالمناداة على بضاعته : (يا حلاوووي) (يا حلاووي ) ( متل العسل يا حلاووي) ،،،
    وبينما كان أبو رعدون يفلح الأرض الواقعة بين الضيعتين ،
    مر بقربه بياع الحلاوة ، (أبو جورج )
    وعندما اقترب من أبي رعدون بدأ بالصياح والمناداة
    ( يا حلاووي ) لكن أبو رعدون ليس معه نقود ،
    ويعيش ظروف صعبة ،
    ولا يتغذى كما يجب ، حتى أنهكه الفقر في تلك الفترة ،
    مما انعكس ذلك على بنيته الجسمية ، فوهنت عضلاته ،
    وخارت عزيمته عن ذي قبل ،
    لكن أبا جورج ظن أنه وقع على صيد ثمين ،
    فوقع نابه على شونة ، ومع تكرار ابا جورج صياحه يا حلاووي ،
    رد عليه أبا رعدون (عتابا ) بعد أن وضع يده على أذنه وهو خلف الفدان ،
    وصاح بأعلى صوته قائلا:

    يوم فراق خللاني ما انت شايف
    وصمدي دوم عالفدان شايف
    يا بياع الحلاوي مانت شايف
    أبو رعدون خبزاتو. دره

    فما كان من أبا جورج إلا أن حيد تجاه أبو رعدون مكان فلاحته ،
    وحلف عليه بالعدرا والمسيح
    أن يأخذ علبة حلاوي ، مربعة بغطاء معدني ،
    وأنه لايريد حقهاحتى الموسم ،
    فكان بيت العتابا من أبو رعدون ،
    ( صرخة مدوية في وجه الظلم الاجتماعي
    الذي كان يعانيه الناس في تلك الظروف القاسية ،
    والتي يدفع ضريبتها الأفراد
    من عامة الناس ،،،،،،،
    -مصطفى رعدون
يعمل...
X