الحديد في السومرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحديد في السومرية

    ذُكر الحديد في السومرية باسم "المعدن من السماء"، وأول استعمال له كان بشكله الطبيعي، وصل إلى الأرض من النيازك؛ لهذا نفهم التسمية السومرية له. بعد التعرف عليه صُهرت خاماته، هذه العملية أصعب من عملية استخلاص النحاس؛ لهذا لم يَحُلْ اكتشافه باكراً. الدلائل الآثارية على استعماله العملي الأول نلتمسها في قطعة حديد من أداة ربما ظلت عالقة في أحد الأهرامات المصرية تعود إلى 2500 ق.م. في منتصف الألف الثاني ق.م استعمله الحثيون على نطاق واسع، فممكنات البيئة الطبيعية وفّرتهُ. الاستعمال الأمثل للحديد، تم في سبيكته الفولاذ تقريباً في 1000 ق.م، والفولاذ صنع في الهند وبقي مادة خاصةً ذات استعمال محدود، ففي تصنيعه يحتاج الحديد إلى حرارة عالية في كل مرحلة من مراحله، في تعدينه بصهر خاماته وفي تصنيعه، ومن ثم في عملية إنتاج سبيكته الفولاذ. يحتاج الحديد في انصهاره أعلى من 500 درجة مئوية من درجة انصهار النحاس. وسبيكة الفولاذ هي حديدٌ أضيف إليه نسبة واحد في المئة من الكربون أو أقل. ففي صناعة السيوف مثلاً الدقة مطلوبة والعناية المطلقة في نسبة الكربون في الفولاذ. والسيف يتطلب نقيضين: مرونة وصلابة، لأجل هذا كان يتم تقطيع الكتلة الفولاذية قسمين ينضدان فوق بعضها، ثم يجمعان ويطرقان، وهكذا تتكرر العملية للحصول على عدة سطوح داخلية. بعد ذلك يغطى السيف بالطين بسماكات متباينة بحيث إذا أُحمي ثم غمر بالماء فسيبرد بسرعات متفاوتة. وحين يُحمى السيف يجب أن يتوهج بلون شمس الصباح. ولوحظ أنه إذا سُقِيَ الفولاذ وأُطفِئَ بالماء والزيت فسوف يمنح السيف صلابة مهمة.

    تاريخ المشرق. 2023. بشار خليف
يعمل...
X