فاس للثقافة الصوفية يثمن القيم الروحية في المجتمعات المعاصرة
مهرجان فاس للثقافة الصوفية يساهم في التعريف بجزء من التراث المغربي الروحي الأصيل الذي يعود إلى قرون خلت.
الثلاثاء 2024/04/23
انشرWhatsAppTwitterFacebook
المهرجان فسحة للعودة إلى النفس
فاس (المغرب)- سلط لقاء فكري نظم السبت ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية، الضوء على أهمية ومكانة القيم الروحية في الوقت الراهن بالمجتمعات المعاصرة.
وتوقف باحثون وفاعلون في مجال التصوف من بلدان مختلفة، خلال هذا اللقاء المنظم تحت شعار “تدبير الشأن الروحي في العلاقات الدولية: أي حكمة في عصرنا الحالي؟”، عند الدور المحوري الذي يمكن أن تضطلع به القيم الروحية في المجتمعات المعاصرة وفي تدبير الشأن الاجتماعي والسياسي وغير ذلك من المجالات.
وأكد المتدخلون أن التصوف له منحى كوني ويجدد نفسه باستمرار، مستدلين بأمثلة عديدة لمفكرين وباحثين ومتخصصين في التصوف مثل ابن عربي وجلال الدين الرومي. وثمنوا التجربة الصوفية المغربية المتميزة التي تساهم في تعزيز تجذر القيم الروحية للتصوف بشكل عميق في المجتمع المغربي منذ أزمنة طويلة.
وتميز هذا اللقاء، الذي حضره محافظ جهة فاس – مكناس سعيد زنيبر، بتكريم عبدالكريم بناني رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة وأحد الشخصيات البارزة في المجال الجمعوي بالمغرب.
أهمية ومكانة القيم الروحية في الوقت الراهن بالمجتمعات المعاصرة.
وفي شهادة في حق المحتفى به تليت نيابة عنه أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية أحمد التوفيق أن المتصفح لمعجم “معلمة المغرب” يجد تعريفا بأسرة بناني والأعلام المعرف بهم أكثر عددا من أعلام أي أسرة مغربية في هذه المعلمة، فهم بعدد يزيد عن 45 استوطنوا مدينة فاس منذ عهد الأدارسة وإن لم ترد أخبار من عاشوا قبل عهد الدولة العلوية.
وأبرز التوفيق في هذه الشهادة، التي تلتها ممثلة الوزارة سعاد مقتصر، أنه في عهد المولى إسماعيل انتقل الحاج عبدالسلام بناني من فاس إلى الرباط بأمر من السلطان، حيث أقام بهذه المدينة للتدريس ونشر العلم، مشيرا إلى أن البنانيين المكناسيين ينتمون إلى الأسرة البنانية الفاسية وأول من انتقل منهم إلى مدينة فاس في أواسط القرن الـ13 والد الحاج عبدالرحمان بن محمد بناني، وقد اشتغل أفراد هذه الأسرة بالتجارة الواسعة فأثروا واتجه شباب منهم إلى الدراسة العصرية المتنوعة.
وأضاف الوزير أن أعلام الأسرة البنانية في كل من فاس والرباط اشتهروا بالعلم والتدريس وبتولي الخطط المخزنية والقضاء، كما كان منهم منتسبون إلى التصوف ومناضلون في الوطنية.
كما توقف التوفيق عند أحد الأعلام البنانيين وهو الشيخ فتح الله بن أبي بكر المتوفى عام 1933، وهو صاحب الزاوية الشهيرة بالرباط، له 12 مؤلفا منها كتاب بعنوان “إتحاف أهل العناية الربانية باتحاد طرق أهل الله وإن تعددت مظاهرها الحقانية”.
من جانبها أشادت مديرة مديرية الوثائق الملكية بهيجة سيمو بالخصال الاستثنائية لبناني الذي يعتبر من الوطنيين الكبار ورجل دولة متفانيا في خدمة الوطن والعرش العلوي. وأضافت سيمو أن المحتفى به يجمع بين قواعد الآداب السلطانية ومعالم نظم الدولة، من خلال تجاربه المكتسبة في عدة مجالات، وما يتصف به من حلم ووقار.
كما أشادت بتنظيم مهرجان فاس للثقافة الصوفية الذي يساهم في التعريف بجزء من التراث المغربي الروحي الأصيل.
وفي السياق ذاته نوهت شهادات أخرى بالمسار العلمي والثقافي لبناني، إلى جانب إسهاماته في تنشيط الحياة الثقافية والفكرية على الصعيد الوطني. وأعرب بناني عن امتنانه لهذه المبادرة، مؤكدا أن المهرجان يشكل “فسحة للعودة إلى النفس ومحاولة فهم دور الإنسان في الحياة”.
وفي تصريح للصحافة بالمناسبة أكد رئيس المهرجان فوزي الصقلي أن هذه الدورة من المهرجان، المنظمة ما بين العشرين والسابع والعشرين من أبريل الجاري، تسعى إلى تقديم قيمة مضافة من خلال إثراء النقاش حول قضايا معاصرة وفي خدمة الإبداع.
وتابع الصقلي أن “من شأن هذا التراث الصوفي المساهمة في تغذية الفكر والقيم، وتجاوز عدد من الصعوبات التي قد تواجه الإنسان إذا ظل متشبثا بالأيديولوجيات والتيارات المادية”.
وتنظم الدورة السادسة عشرة من المهرجان تحت شعار “اعرف نفسك بنفسك”. وتتضمن برنامجا متنوعا يركز على الثقافة الصوفية في أفريقيا، كما سيعيش جمهور التظاهرة في سفر موسيقي فريد عن طريق الموسيقى الصوفية الآسيوية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على المكانة المهمة للثقافات الصوفية وأشهر الطرق الصوفية المغربية.
ويأتي المهرجان في إطار الإشادة بالموروث الحضاري المغربي الذي يحض على الأمن والتعايش بين الجميع داخل الوطن الواحد، في سعي تنتهجه الكثير من الندوات والملتقيات في المغرب إلى تثبيت وتثمين التراث الصوفي المغربي الذي حافظ منذ قرون على تعايش العديد من الطوائف والأديان داخل المملكة.
مهرجان فاس للثقافة الصوفية يساهم في التعريف بجزء من التراث المغربي الروحي الأصيل الذي يعود إلى قرون خلت.
الثلاثاء 2024/04/23
انشرWhatsAppTwitterFacebook
المهرجان فسحة للعودة إلى النفس
فاس (المغرب)- سلط لقاء فكري نظم السبت ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية، الضوء على أهمية ومكانة القيم الروحية في الوقت الراهن بالمجتمعات المعاصرة.
وتوقف باحثون وفاعلون في مجال التصوف من بلدان مختلفة، خلال هذا اللقاء المنظم تحت شعار “تدبير الشأن الروحي في العلاقات الدولية: أي حكمة في عصرنا الحالي؟”، عند الدور المحوري الذي يمكن أن تضطلع به القيم الروحية في المجتمعات المعاصرة وفي تدبير الشأن الاجتماعي والسياسي وغير ذلك من المجالات.
وأكد المتدخلون أن التصوف له منحى كوني ويجدد نفسه باستمرار، مستدلين بأمثلة عديدة لمفكرين وباحثين ومتخصصين في التصوف مثل ابن عربي وجلال الدين الرومي. وثمنوا التجربة الصوفية المغربية المتميزة التي تساهم في تعزيز تجذر القيم الروحية للتصوف بشكل عميق في المجتمع المغربي منذ أزمنة طويلة.
وتميز هذا اللقاء، الذي حضره محافظ جهة فاس – مكناس سعيد زنيبر، بتكريم عبدالكريم بناني رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة وأحد الشخصيات البارزة في المجال الجمعوي بالمغرب.
أهمية ومكانة القيم الروحية في الوقت الراهن بالمجتمعات المعاصرة.
وفي شهادة في حق المحتفى به تليت نيابة عنه أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية أحمد التوفيق أن المتصفح لمعجم “معلمة المغرب” يجد تعريفا بأسرة بناني والأعلام المعرف بهم أكثر عددا من أعلام أي أسرة مغربية في هذه المعلمة، فهم بعدد يزيد عن 45 استوطنوا مدينة فاس منذ عهد الأدارسة وإن لم ترد أخبار من عاشوا قبل عهد الدولة العلوية.
وأبرز التوفيق في هذه الشهادة، التي تلتها ممثلة الوزارة سعاد مقتصر، أنه في عهد المولى إسماعيل انتقل الحاج عبدالسلام بناني من فاس إلى الرباط بأمر من السلطان، حيث أقام بهذه المدينة للتدريس ونشر العلم، مشيرا إلى أن البنانيين المكناسيين ينتمون إلى الأسرة البنانية الفاسية وأول من انتقل منهم إلى مدينة فاس في أواسط القرن الـ13 والد الحاج عبدالرحمان بن محمد بناني، وقد اشتغل أفراد هذه الأسرة بالتجارة الواسعة فأثروا واتجه شباب منهم إلى الدراسة العصرية المتنوعة.
وأضاف الوزير أن أعلام الأسرة البنانية في كل من فاس والرباط اشتهروا بالعلم والتدريس وبتولي الخطط المخزنية والقضاء، كما كان منهم منتسبون إلى التصوف ومناضلون في الوطنية.
كما توقف التوفيق عند أحد الأعلام البنانيين وهو الشيخ فتح الله بن أبي بكر المتوفى عام 1933، وهو صاحب الزاوية الشهيرة بالرباط، له 12 مؤلفا منها كتاب بعنوان “إتحاف أهل العناية الربانية باتحاد طرق أهل الله وإن تعددت مظاهرها الحقانية”.
من جانبها أشادت مديرة مديرية الوثائق الملكية بهيجة سيمو بالخصال الاستثنائية لبناني الذي يعتبر من الوطنيين الكبار ورجل دولة متفانيا في خدمة الوطن والعرش العلوي. وأضافت سيمو أن المحتفى به يجمع بين قواعد الآداب السلطانية ومعالم نظم الدولة، من خلال تجاربه المكتسبة في عدة مجالات، وما يتصف به من حلم ووقار.
كما أشادت بتنظيم مهرجان فاس للثقافة الصوفية الذي يساهم في التعريف بجزء من التراث المغربي الروحي الأصيل.
وفي السياق ذاته نوهت شهادات أخرى بالمسار العلمي والثقافي لبناني، إلى جانب إسهاماته في تنشيط الحياة الثقافية والفكرية على الصعيد الوطني. وأعرب بناني عن امتنانه لهذه المبادرة، مؤكدا أن المهرجان يشكل “فسحة للعودة إلى النفس ومحاولة فهم دور الإنسان في الحياة”.
وفي تصريح للصحافة بالمناسبة أكد رئيس المهرجان فوزي الصقلي أن هذه الدورة من المهرجان، المنظمة ما بين العشرين والسابع والعشرين من أبريل الجاري، تسعى إلى تقديم قيمة مضافة من خلال إثراء النقاش حول قضايا معاصرة وفي خدمة الإبداع.
وتابع الصقلي أن “من شأن هذا التراث الصوفي المساهمة في تغذية الفكر والقيم، وتجاوز عدد من الصعوبات التي قد تواجه الإنسان إذا ظل متشبثا بالأيديولوجيات والتيارات المادية”.
وتنظم الدورة السادسة عشرة من المهرجان تحت شعار “اعرف نفسك بنفسك”. وتتضمن برنامجا متنوعا يركز على الثقافة الصوفية في أفريقيا، كما سيعيش جمهور التظاهرة في سفر موسيقي فريد عن طريق الموسيقى الصوفية الآسيوية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على المكانة المهمة للثقافات الصوفية وأشهر الطرق الصوفية المغربية.
ويأتي المهرجان في إطار الإشادة بالموروث الحضاري المغربي الذي يحض على الأمن والتعايش بين الجميع داخل الوطن الواحد، في سعي تنتهجه الكثير من الندوات والملتقيات في المغرب إلى تثبيت وتثمين التراث الصوفي المغربي الذي حافظ منذ قرون على تعايش العديد من الطوائف والأديان داخل المملكة.