"وداعا جوليا".. فيلم سوداني يخطف الأنظار ويحصد الجوائز في زمن الحرب
بعد غياب لعقود السينما السودانية تحقق نجاحات كبيرة رغم المعاناة.
الثلاثاء 2024/04/09
انشرWhatsAppTwitterFacebook
فيلم يكشف وجه السودان المخفي بذكاء
حقق الفيلم السوداني “وداعا جوليا” نجاحا جماهيريا كبيرا في مختلف الدول العربية علاوة على تحقيقه لجوائز دولية عديدة، ليكون الفيلم السوداني الأول الذي يتم عرضه على نطاق واسع في قاعات السينما والتظاهرات الكبرى، ويحصل على إشادات من النقاد محققا المعادلة الصعبة بين الجماهيرية والقيمة الفنية، رغم التحديات الكبرى في إنتاجه.
الخرطوم - اعتمادا على بناء درامي يجسد الانفصال بأوجاعه وأزماته نجح الفيلم السوداني “وداعا جوليا” في الخروج من معاناة الحرب ليسلك رحلة مثيرة في حصد الجوائز والتألق في دور العرض والمهرجانات المختلفة.
وينتمى الفيلم إلى الدراما الاجتماعية مع جانب تشويقي له طابع مستلهم من السينما الواقعية، يبرز الجوانب المتعددة للثقافة السودانية التي لم يسبق لها العرض على شاشة السينما من قبل، وذلك من خلال جميع عناصر الفيلم سواء الموسيقى أو طاقم العمل أو أسلوب التصوير.
أمجد أبوالعلا: السينما السودانية شهدت مؤخرا حالة من الانتعاش
نجاح عالمي
توج الفيلم بنحو 25 جائزة عربية وعالمية من أبرزها الجائزة الكبرى لأفضل فيلم روائي طويل في الدورة الـ27 من مهرجان “سونوما” السينمائي الدولي في كاليفورنيا، ليحقق المعادلة الصعبة بين النجاح الجماهيري إلى جانب النجاح النقدي.
كما حصل الفيلم على جائزة الحرية لمهرجان كان السينمائي في نسخته لعام 2023، وجائزة أفضل فيلم أفريقي في جائزة سبتيموس وجائزة روجر إيبرت في مهرجان شيكاغو الدولي للسينما وجائزة السينما من أجل الإنسانية وجائزة أحسن فيلم في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في مصر وفي مهرجان بغداد السينمائي في العراق.
وأعلن مهرجان مالمو السويدي للسينما العربية أن “وداعا جوليا” سيفتتح النسخة الـ14 من المهرجان المقرر إقامته في الفترة من الثاني والعشرين إلى الثامن والعشرين من أبريل 2024.
ويقول منتج الفيلم أمجد أبوالعلا في لقاء معه إن ظروف إنتاج وتصوير الفيلم كانت صعبة وفي أجواء سياسية وأمنية معقدة قبل أربعة أشهر من اندلاع الحرب.
ويضيف أبوالعلا أنه “في ظل الأوضاع التي يشهدها السودان اتجهنا للإنتاج الخارجي المشترك مستفيدين من خبراتنا السابقة ومن حكايات لم ترو بعد عن السودان”.
الفيلم إنتاج مشترك يناقش المشكلات التي تعرض لها السودانيون وتدور أحداثه في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب
ويؤكد أن السينما السودانية وبعد غياب لعقود شهدت خلال الأعوام الخمسة الماضية حالة من الانتعاش في الإنتاج السينمائي لتقفز إلى العالمية.
وحول مستقبل السينما في السودان يرى أبوالعلا أن الأمر رهين بمصير السودان نفسه، مشيرا إلى أن الإنتاج السينمائي رهين بمغامرة تصوير وإنتاج قصص الحرب الحالية، لكن في مناطق آمنة لضمان سلامة طاقم العمل.
عمل مؤثر
من جانبه قال مخرج الفيلم ومؤلفه محمد كردفاني بعد نجاح الفيلم في صالات العرض المصرية في لقاء معه “تمنيت أن يعرض الفيلم في السودان ولديّ شعور غير مفهوم أن تكون هذه الحرب التي أكرهها وأنادي بوقفها من أسباب تأثير الفيلم على الناس”.
ويضيف كردفاني “لا يجب أن يتوقف الفن أو يؤجل أو يلغى فنحن نحتاجه في الظروف الحالكة أكثر من حاجتنا إليه في الظروف العادية”.
ويعتبر الفيلم إنتاجا مشتركا يشمل مشاركين من السودان والسويد وألمانيا والسعودية وفرنسا ومصر وتدور أحداثه في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب عام 2011 ورغبة السودانيين في التعايش السلمي بعيدا عن النزاعات.
يشارك في بطولة الفيلم الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دوينى الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.
محمد كردفاني: الحرب التي أكرهها جعلت الفيلم مؤثرا في الناس
وتدور قصة الفيلم حول سيدتين تمثلان علاقة معقدة واختلافات بين مجتمع شمال السودان وجنوبه، إذ تدور الأحداث في الخرطوم قبل فترة قصيرة من انفصال جنوب السودان عام 2011، عن منى المغنية الشعبية السابقة من الطبقة المتوسطة العليا وتنحدر من شمال السودان، وتعيش مع زوجها أكرم، وتحاول التخفيف من شعورها بالذنب للتسبب في وفاة رجل جنوبي من خلال توظيف زوجته جوليا كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيا للتطهر من الإحساس بالذنب.
وأشار كردفاني إلى أن الفيلم يتناول قضية انفصال الجنوب عن السودان من خلال قصة إنسانية تتمثل في شكل صداقة بين شخص شمالي وآخر جنوبي، ويناقش مشكلات ترتبت على مساعي فرض الهوية العربية الإسلامية على دولة تتسم باتساع الهويات وأشخاص غير مسلمين أو عرب، ما كان سببا لتصبح العنصرية حاضرة مع تهميش قطاعات كبيرة من الناس، ومن أوجه ذلك استعلاء الشمال على الجنوب.
ويلفت في حديث سابق له مع “العرب” إلى أن الفيلم يناقش كافة المشكلات التي تعرض لها السودانيون في فترة ما قبل انفصال الجنوب التي قادت إليه، من عدم عدالة، وعنصرية وقبلية ووجود نظام أبوي يسعى لفرض رؤيته وهيمنته على الجميع.
وتمتد أحداث الفيلم على مدى ستة أعوام حتى انفصال جنوب السودان عن الشمال بعد استفتاء شعبي وخلال تلك السنوات تكشف لنا الدراما جانبا من طبيعة العلاقة بين الشماليين والجنوبيين على المستوى المجتمعي.
بعد غياب لعقود السينما السودانية تحقق نجاحات كبيرة رغم المعاناة.
الثلاثاء 2024/04/09
انشرWhatsAppTwitterFacebook
فيلم يكشف وجه السودان المخفي بذكاء
حقق الفيلم السوداني “وداعا جوليا” نجاحا جماهيريا كبيرا في مختلف الدول العربية علاوة على تحقيقه لجوائز دولية عديدة، ليكون الفيلم السوداني الأول الذي يتم عرضه على نطاق واسع في قاعات السينما والتظاهرات الكبرى، ويحصل على إشادات من النقاد محققا المعادلة الصعبة بين الجماهيرية والقيمة الفنية، رغم التحديات الكبرى في إنتاجه.
الخرطوم - اعتمادا على بناء درامي يجسد الانفصال بأوجاعه وأزماته نجح الفيلم السوداني “وداعا جوليا” في الخروج من معاناة الحرب ليسلك رحلة مثيرة في حصد الجوائز والتألق في دور العرض والمهرجانات المختلفة.
وينتمى الفيلم إلى الدراما الاجتماعية مع جانب تشويقي له طابع مستلهم من السينما الواقعية، يبرز الجوانب المتعددة للثقافة السودانية التي لم يسبق لها العرض على شاشة السينما من قبل، وذلك من خلال جميع عناصر الفيلم سواء الموسيقى أو طاقم العمل أو أسلوب التصوير.
أمجد أبوالعلا: السينما السودانية شهدت مؤخرا حالة من الانتعاش
نجاح عالمي
توج الفيلم بنحو 25 جائزة عربية وعالمية من أبرزها الجائزة الكبرى لأفضل فيلم روائي طويل في الدورة الـ27 من مهرجان “سونوما” السينمائي الدولي في كاليفورنيا، ليحقق المعادلة الصعبة بين النجاح الجماهيري إلى جانب النجاح النقدي.
كما حصل الفيلم على جائزة الحرية لمهرجان كان السينمائي في نسخته لعام 2023، وجائزة أفضل فيلم أفريقي في جائزة سبتيموس وجائزة روجر إيبرت في مهرجان شيكاغو الدولي للسينما وجائزة السينما من أجل الإنسانية وجائزة أحسن فيلم في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في مصر وفي مهرجان بغداد السينمائي في العراق.
وأعلن مهرجان مالمو السويدي للسينما العربية أن “وداعا جوليا” سيفتتح النسخة الـ14 من المهرجان المقرر إقامته في الفترة من الثاني والعشرين إلى الثامن والعشرين من أبريل 2024.
ويقول منتج الفيلم أمجد أبوالعلا في لقاء معه إن ظروف إنتاج وتصوير الفيلم كانت صعبة وفي أجواء سياسية وأمنية معقدة قبل أربعة أشهر من اندلاع الحرب.
ويضيف أبوالعلا أنه “في ظل الأوضاع التي يشهدها السودان اتجهنا للإنتاج الخارجي المشترك مستفيدين من خبراتنا السابقة ومن حكايات لم ترو بعد عن السودان”.
الفيلم إنتاج مشترك يناقش المشكلات التي تعرض لها السودانيون وتدور أحداثه في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب
ويؤكد أن السينما السودانية وبعد غياب لعقود شهدت خلال الأعوام الخمسة الماضية حالة من الانتعاش في الإنتاج السينمائي لتقفز إلى العالمية.
وحول مستقبل السينما في السودان يرى أبوالعلا أن الأمر رهين بمصير السودان نفسه، مشيرا إلى أن الإنتاج السينمائي رهين بمغامرة تصوير وإنتاج قصص الحرب الحالية، لكن في مناطق آمنة لضمان سلامة طاقم العمل.
عمل مؤثر
من جانبه قال مخرج الفيلم ومؤلفه محمد كردفاني بعد نجاح الفيلم في صالات العرض المصرية في لقاء معه “تمنيت أن يعرض الفيلم في السودان ولديّ شعور غير مفهوم أن تكون هذه الحرب التي أكرهها وأنادي بوقفها من أسباب تأثير الفيلم على الناس”.
ويضيف كردفاني “لا يجب أن يتوقف الفن أو يؤجل أو يلغى فنحن نحتاجه في الظروف الحالكة أكثر من حاجتنا إليه في الظروف العادية”.
ويعتبر الفيلم إنتاجا مشتركا يشمل مشاركين من السودان والسويد وألمانيا والسعودية وفرنسا ومصر وتدور أحداثه في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب عام 2011 ورغبة السودانيين في التعايش السلمي بعيدا عن النزاعات.
يشارك في بطولة الفيلم الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دوينى الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.
محمد كردفاني: الحرب التي أكرهها جعلت الفيلم مؤثرا في الناس
وتدور قصة الفيلم حول سيدتين تمثلان علاقة معقدة واختلافات بين مجتمع شمال السودان وجنوبه، إذ تدور الأحداث في الخرطوم قبل فترة قصيرة من انفصال جنوب السودان عام 2011، عن منى المغنية الشعبية السابقة من الطبقة المتوسطة العليا وتنحدر من شمال السودان، وتعيش مع زوجها أكرم، وتحاول التخفيف من شعورها بالذنب للتسبب في وفاة رجل جنوبي من خلال توظيف زوجته جوليا كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيا للتطهر من الإحساس بالذنب.
وأشار كردفاني إلى أن الفيلم يتناول قضية انفصال الجنوب عن السودان من خلال قصة إنسانية تتمثل في شكل صداقة بين شخص شمالي وآخر جنوبي، ويناقش مشكلات ترتبت على مساعي فرض الهوية العربية الإسلامية على دولة تتسم باتساع الهويات وأشخاص غير مسلمين أو عرب، ما كان سببا لتصبح العنصرية حاضرة مع تهميش قطاعات كبيرة من الناس، ومن أوجه ذلك استعلاء الشمال على الجنوب.
ويلفت في حديث سابق له مع “العرب” إلى أن الفيلم يناقش كافة المشكلات التي تعرض لها السودانيون في فترة ما قبل انفصال الجنوب التي قادت إليه، من عدم عدالة، وعنصرية وقبلية ووجود نظام أبوي يسعى لفرض رؤيته وهيمنته على الجميع.
وتمتد أحداث الفيلم على مدى ستة أعوام حتى انفصال جنوب السودان عن الشمال بعد استفتاء شعبي وخلال تلك السنوات تكشف لنا الدراما جانبا من طبيعة العلاقة بين الشماليين والجنوبيين على المستوى المجتمعي.