اللقاء العاشر للفهرس العربي الموحد بالرياض يؤسس لمستقبل المعرفة
المشروع قطع مرحلة كبيرة في توفير مصادر المعرفة وتنظيمها عبر الشراكة مع المئات من المكتبات والمؤسسات العربية.
الخميس
لقاء لتباحث تطوير المعارف
الرياض - استضافت العاصمة السعودية الرياض خلال الأيام الماضية أعمال اللقاء العاشر للفهرس العربيّ الموحَّد، الذي انعقد تحت عنوان “الفهرس العربي الموحد؛ ممكِّن لمشاريع البيانات المترابطة في المكتبات العربية” وذلك بمشاركة عدد كبير من المكتبات السعودية والعربية ودور النشر وممثلي الهيئات والمراكز الثقافية.
وقد أقيم حفل الافتتاح بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، بحضور الأمير خالد بن طلال بن بدر بن سعود أمين مكتبة الملك فهد الوطنية، والأكاديمي عبدالرحمن العاصم الرئيس التنفيذي لهيئة المكتبات السعودية، كما حضر أمناء المكتبات والمؤسسات المعلوماتية العربية، وممثلو الهيئات الثقافية.
وخلال كلمته رحب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، فيصل بن عبدالرحمن بن معمر بجميع الحضور من خارج المملكة ومن داخلها وتحدث عن قصة إنشاء الفهرس العربي الموحد حيث أوضح أنه من حسن الطالع أنه قد انطلق من على خشبة هذا المسرح عام 2007، بإمكانات متواضعة وطموحات عالية، وها هو يعود بثمار عربية مشتركة، بعدما قطع مرحلة كبيرة في مجال توفير مصادر المعرفة وتنظيمها عبر الشراكة مع المئات من المكتبات والمؤسسات العربية.
وبين بن معمر بأن اللقاء العاشر للفهرس العربي الموحد يأتي امتدادا للقاءات التسعة السابقة لأعضاء الفهرس العربي الموحد، ويشكل أحد مجالات التعاون الإيجابي في هذا المشروع المعرفي العربي وما يتصل به من تقدم وإسهام من أجل دراسة التطورات الجارية في مجالات تنظيم المعلومات والرقمنة.
وأضاف “نفخر في المملكة العربية السعودية، دوما بما وصل إليه الفهرس العربي الموحد، كمشروع ثقافي عربي؛ حظي بدعم وزارة الثقافة في المملكة وبدعم وزاري عربي كبير وحضر لقاءاته وإطلاق منصاته وزراء الثقافة والتعليم العرب. ويمثِّل وجها مضيئا من وجوه العمل العربي التعاوني المشترك، بما حقق من إنجازات على مستوى تكوين القاعدة الببليوغرافية والعمل الاستنادي والتدريب، وبما سيقدمه من خدمات جديدة، في طليعتها: المكتبة الرقمية العربية الموحدة”.
ودعا بن معمر في كلمته إلى أن تتضافر الجهود بين المؤسسات الثقافية العربية من أجل خدمة الباحثين بما ينعكس على نشر الوعي القرائي والبحثي في مجتمعاتنا العربية.
وألقى أستاذ المكتبات والمعلومات بجامعة القاهرة الأكاديمي خالد حلبي كلمة باسم أعضاء الفهرس أكد فيها على أن موضوع الملتقى العاشر حول “الفهرس العربي الموحد ممكّن لمشاريع البيانات المترابطة في المكتبات العربية” يعكس رؤية رائدة في قيادة التطور التكنولوجي والتعامل مع التحديات المعرفية الحديثة.
كما ألقى مدير مركز الفهرس العربي الموحد الأكاديمي صالح بن محمد المسند كلمة رحب فيها بالمشاركين في اللقاء العاشر، مشيرا إلى أن تيسير الوصول إلى المعلومات هو الموضوع الأبرز في المؤتمرات والندوات العلمية وفي التخطيط المستدام، داعيا إلى أهمية زيادة التعاون والتكامل على المستوى الوطني والعربي والدولي لضمان آليات مستدامة وإتاحة مستمرة في منظومة عربية واحدة تخدم جميع فئات المجتمعات.
ودعا المسند إلى أن تعمل المكتبات العربية أسوة بكبريات المكتبات العالمية إلى الانتقال إلى المستقبل دون تأخير من أجل الاحتفاظ بأهميتها كمزود للمعلومات.
وتم توزيع جوائز الفهرس العربي على الفائزين حيث فازت بجائزة التفاعل مع الفهرس العربي الموحد: مكتبة الكويت الوطنية، وعمادة شؤون المكتبات بجامعة الملك سعود، وفاز بجائزة الناشرين: دار أمجد للنشر والتوزيع، وفاز بجائزة الطالب المتميز كل من: غرام باسل إسماعيل العشي، ونورة نافل العتيبي، وليان سليمان الجلاجل من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
من جانب آخر أقامت المكتبة على هامش اللقاء دورتين تدريبتين في البيانات المترابطة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مؤسسات المعرفة.
وتناولت جلسات اللقاء عددا من الموضوعات بينها: التطورات التقنية وانعكاساتها على أداء مؤسسات المعرفة، والمشروعات الثقافية المشتركة ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والفهرس العربي الموحد: الإستراتيجية لتعزيز التعاون بين أعضائه، ويُذكر أن اللقاء التاسع للفهرس العربي الموحد قد عقد بتونس في أبريل 2019.
ومشروع الفهرس العربي الموحد أطلقته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لخدمة المكتبات العربية والإسلامية، وضمان مواكبة الثقافة العربية للتطور التكنولوجي العالمي.
ومن فوائد المشروع الذي حصل على جائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات تمكين المفهرس العربي من مواكبة تطبيق تقنيات ومعايير العمل الجديدة في مجال تنظيم المعلومات؛ حيث إن قواعد الفهرسة الأنجلو – أميركية قد توقفت نهائيا عن الصدور والتحديث فأصبح من الناحية الإستراتيجية من الضروري الانتقال لتطبيق القواعد الجديدة مواكبة لما يحدث في العالم، لضمان تحديث دوري لقواعد الفهرسة المستخدمة تماشيا مع تطور أشكال أوعية المعلومات وتقنيات النشر في البيئة الإلكترونية.