رسمة لشارل مونتسكيو حوالي عام 1790 وهي ضمن مجموعة خاصة للفنان أليكس بيير ميشيل (غيتي)21/4/2024
شارل مونتسكيو.. فيلسوف منعت الكنيسة كتبه ومهدت أفكاره للثورة الفرنسية
شارل مونتسكيو كاتب وفيلسوف وقاض فرنسي ولد عام 1689، تربى تربية النبلاء ونشأ نشأتهم وتولى مُتسوِّل كفالتَه الروحية. درس التاريخ والقانون والفلسفة وترك مجموعة من الأعمال التي تميز بها. ويعتبر من كبار فلاسفة الأنوار الذين ساهمت أفكارهم في التمهيد للثورة الفرنسية، ويعد أول منظر لأشكال الحكومات، كما تنسب إليه نظرية الفصل بين السلطات.
اشتهر بعمله الكبير "روح القوانين" (1748) الذي كان له تأثير كبير في تطور النظرية السياسية والعلوم السياسية الحديثة. أصيب بضعف البصر في آخر أيامه، قبل أن يموت متأثرا بمرضه سنة 1755 في باريس، ولم يسر في جنازته من الكتاب والفلاسفة سوى الفيلسوف دنيس ديدرو.
وصفه عبد الله العروي بكونه "واسع الاطلاع، متحرر الفكر، متنوع التجربة، يجمع بين ذوق الأديب وعمق الباحث المتحرر". وأضاف أننا "نجد هذه الصفات واضحة في كل مؤلفاته، القصيرة والطويلة، الهزلية والجدية، الأدبية والفلسفية". ولعل هذا ما جعل منه المنبع الذي نهل منه فقهاء القانون ومؤسسو علم الاجتماع والتاريخ المقارن ودعاة الليبرالية.
المولد والنشأة
ولد شارل لويس دي سيكوندا الملقب بـ"بارون لابريد ومونتسكيو"، والمشهور اختصارا باسم شارل مونتسكيو، بالقرب من مدينة بوردو بفرنسا في 18 يناير/كانون الثاني 1689م.
كانت ولادته في القلعة التاريخية "شاتو دو لابريد"، الواقعة في جوين بالقرب من بوردو، وقد بنيت تلك القلعة سنة 1404م، ودخلت في ملكية عائلته منذ عام 1686م.
ينحدر مونتسكيو من طبقة نبلاء إقليمية قديمة توارثت عضوية البرلمان، وكانت ترفض الاستقرار في بلاط الملك لويس 14. واختار والداه متسولا ليكفله روحيا (عرابا)، حتى يتذكر أن الفقراء هم إخوته.
ومثل معظم أبناء النبلاء، عُهد به منذ ولادته إلى مرضعة تعيش في منطقة "مولان دو بورغ"؛ وحتى سن الثالثة والنصف كان يعيش "مزارعا صغيرا" ويتحدث اللاتينية الكلاسيكية.
قضى طفولته الأولى في قلعة "شاتو دو لابريد"، وأصبح وهو شاب طالبا في ثانوية "خطباء جويلي"، التي تسمى أيضا "الأكاديمية الملكية" في الفترة 1700-1705، وهي مدرسة أحدثت لتنشئة أبناء النبلاء الفرنسيين، ثم التحق بمدينة بوردو لاستكمال دراسته سنة 1708م.
عندما توفي والده عام 1713م عاد ليستقر في موطنه الأصلي، وقد ورث من تركته لقب "بارون لابريد" ثم لقب "بارون مونتسكيو" عام 1716، بعد وفاة عمه، إضافة إلى ثروة كبيرة.
اعتنى كثيرا بإدارة ممتلكاته -وخاصة كروم العنب- التي أصبحت عملا مربحا وشكلت دخله الرئيسي. وكانت القلعة التي ولد ونشأ فيها أيضا مكانا ملائما للعمل الفكري، وتحوي مكتبته فيها أكثر من 3 آلاف مجلد، نصفها باللغة اللاتينية.
ختم روماني يظهر شارل مونتسكيو (شترستوك)
تعليق