تحية فينيقية كنعانية من معبد باخو
(أكبر معبد أثري على مستوى العالم في عصره)
التحية من موقع حاضنة ومجمّع معابد بعل بك - لبنان
قيل وكُتِب الكثير من مغالطات حول هذا المعبد الأثري العملاق والأكبر في العالم بوقتها
تم بناء معبد باخو خلال فترة حكم الملك أتو بعل ملك مملكة جبيل الفينيقية الكنعانية بين سنة ٨٥٠ ق.م. و ٩٠٠ ق.م.
بوقتها منطقة حاضنة معابد بعل بك كانت من ضمن نطاق مملكة جبيل لجهة شرق المملكة
يُعتبر باخو من أهم المعبودات في تلك الفترة، وحسب الميثولوجيا الفينيقية الكنعانية بوقتها مصنّف إله الخمر والكرمة
وفي محضر باخو تجتمع آلهة العالم الفينيقي الكنعاني القديم وتشرب الخمر إحتفالاً وتقدّم الطاعة لكبير آلهة الفينيقيين الكنعانيين إيل، طبعاً كل هذا حسب الميثولوجيا الفينيقية الكنعانية بوقتها
بنفس الفترة والمرحلة التاريخية، بُنيَ لباخو معبد آخر ضمن نطاق مملكة أوغاريت الفينيقية الكنعانية، يقع المعبد الأثري الثاني حالياً في محافظة اللاذقية - سوريا (نطاق مملكة أوغاريت سابقاً)
للعلم أيضاً، المعبود باخو غير وارد على أي لائحة ميثولوجية من لوائح آلهة العالم القديم لدى الأشوريين و الفرس و الإغريق و الرومان وغيرهم من الحضارات القديمة، وليس لديه أي معبد أثري لا في بلاد الأشوريين (العراق) ولا في بلاد الفرس (إيران) ولا في بلاد الإغريق (اليونان) ولا في بلاد الرومان (إيطاليا)
فقط وارد على لائحة آلهة الفينيقيين الكنعانيين ويعتبر من صلب ميثولوجيتهم القديمة، وفقط لديه معبدان أثريان في لبنان و سوريا (بوقتها: مملكة جبيل و مملكة أوغاريت)
يتميّز سقف المعبد بجمالية ودقّة في الحفر والنقش، وكَون في محضر باخو تجتمع كل الآلهة لشرب الخمر وتقديم الطاعة لكبيرهم إيل، حُفر ونُقش على كامل ودائر سقفه جميع وجوه ورموز آلهة العالم الفينيقي الكنعاني القديم وعلى رأسهم إيل
- خلال غزو جيش الأشوريين لشرق مملكة جبيل ومنها موقع حاضنة معابد بعل بك بين ٧٠٠ ق.م. و ٨٠٠ ق.م. تم الحفاظ على معابد الحاضنة ومنها معبد باخو، وجرى إتفاق بين الأشوريين والعائلة الملكية الفينيقية الحاكمة في جبيل على تنظيم الخلاف والإبقاء على كهنة الفينيقيين الكنعانيين لإدارة معابد الحاضنة
- خلال غزو جيش الفرس لشرق مملكة جبيل ومنها موقع حاضنة معابد بعل بك بين ٤٠٠ ق.م. و ٥٠٠ ق.م. تم أيضاً إتفاق بين الفرس والعائلة الملكية الفينيقية الحاكمة في جبيل شبيه بالإتفاق السابق أعلاه الذي جرى مع الأشوريين
- خلال غزو الإسكندر وجيش الإغريق على مملكة صور سنة ٣٣٤ ق.م. ، بوقتها تحالفت مملكة جبيل ومملكة صيدا مع الإسكندر ضد مملكة صور، وحصار الأسطول البحري العسكري التابع لمملكة جبيل و صيدا هو كان السبب الرئيس لسقوط مدينة صور مركز الحكم في مملكة صور ممّا سهّل دخول جيش الإسكندر برياً لجهة شرق مدينة صور
كل هذه الأحداث التاريخية حصلت نتيجة خلافات قوية بين العائلات الملكية الفينيقية بوقتها في جبيل وصيدا من جهة وصور من جهة أخرى، وتعتبر من الأسباب التي شجّعت الإسكندر وجيشه الإغريقي التقدّم شرقاً والدخول الى منطقتنا حسب ما ذكر أرسطو في مذكراته وكتاباته
فور وصول الإسكندر وجيشه الى بلادنا سنة ٣٣٤ ق.م. وبعد تحالفه مع مملكة جبيل، قام بزيارة حج مع العائلة الملكية الفينيقية الحاكمة في جبيل لحاضنة معابد بعل بك، أعجب الإسكندر كثيراً بالحاضنة وطلب من جيشه إحترام المعابد وكهنة المعابد وذلك إحتراماً لملك جبيل وتحالفه معه وأطلقوا جيش الإغريق بوقتها على معبد باخو اسم معبد "باخوس" نسبةً للغتهم الإغريقية التي معظم تسمياتها تنتهي بحرف السين " s" ، ولا نزال من وقتها سنة ٣٣٤ ق.م. حتى يومنا هذا نقول معبد باخوس ونسينا الإسم الأساس الذي هو معبد باخو الفينيقي الكنعاني
- خلال غزو جيش الرومان ٦٤ ق.م. لبلادنا تم الحفاظ والإبقاء على معبد باخو / باخوس
ولكنهم عدّلوا بإسماء معبدين أساسيين بقوة السلاح ورغم إعتراض كهنة الفينيقيين الكنعانيين في حاضنة معابد بعل بك:
حوّلوا معبد عشتروت الى معبد فينوس
حوّلوا معبد إيل الى معبد جوبتر
- خلال الحقبة البيزنطية - روما الشرقية
تم تكسير وتخربب جميع رموز ووجوه الآلهة المنقوشة على دائرة سقف معبد باخو الأثري بحجة أنه معبد وثني
- خلال الحقبة الأموية
تم نقل جزء كبير من أعمدة وحجارة المعابد الأثرية في حاضنة معابد بعل بك - لبنان ومن ضمنهم معبد باخو، وبنوا منها الجامع الأموي جنب حاضنة معابد بعل بك
وأيضاً في اللاذقية - سوريا، قام الأمويين ببناء جامع صغير داخل حرم معبد باخو الأثري الثاني هناك، ولاحقا بعد إستقلال سوريا في القرن الماضي أزالت السلطات الرسمية الجامع
- لم تتمكن معظم الهزّات الأرضية عبر التاريخ الذي تعرّض لها لبنان ومنطقة حاضنة بعل بك من تخريب وسقوط معبد باخو، وبقيَ صامداً حتى يومنا هذا وذلك يعود الى ضخامة أعمدته وحجره ودقة هندسة عماره المتماسكة وصلابة أرضيته
قدّمنا لكم من لبنان موجز عن تاريخ معبد باخو الفينيقي الكنعاني الأثري الأكبر ضخامةً وعمراناً وإرتفاعاً على مستوى العالم في عصره
معاً لتحرير التاريخ ..
د. ايلي شمعون ..✍️
(آثار، تاريخ، سياسة)
(أكبر معبد أثري على مستوى العالم في عصره)
التحية من موقع حاضنة ومجمّع معابد بعل بك - لبنان
قيل وكُتِب الكثير من مغالطات حول هذا المعبد الأثري العملاق والأكبر في العالم بوقتها
تم بناء معبد باخو خلال فترة حكم الملك أتو بعل ملك مملكة جبيل الفينيقية الكنعانية بين سنة ٨٥٠ ق.م. و ٩٠٠ ق.م.
بوقتها منطقة حاضنة معابد بعل بك كانت من ضمن نطاق مملكة جبيل لجهة شرق المملكة
يُعتبر باخو من أهم المعبودات في تلك الفترة، وحسب الميثولوجيا الفينيقية الكنعانية بوقتها مصنّف إله الخمر والكرمة
وفي محضر باخو تجتمع آلهة العالم الفينيقي الكنعاني القديم وتشرب الخمر إحتفالاً وتقدّم الطاعة لكبير آلهة الفينيقيين الكنعانيين إيل، طبعاً كل هذا حسب الميثولوجيا الفينيقية الكنعانية بوقتها
بنفس الفترة والمرحلة التاريخية، بُنيَ لباخو معبد آخر ضمن نطاق مملكة أوغاريت الفينيقية الكنعانية، يقع المعبد الأثري الثاني حالياً في محافظة اللاذقية - سوريا (نطاق مملكة أوغاريت سابقاً)
للعلم أيضاً، المعبود باخو غير وارد على أي لائحة ميثولوجية من لوائح آلهة العالم القديم لدى الأشوريين و الفرس و الإغريق و الرومان وغيرهم من الحضارات القديمة، وليس لديه أي معبد أثري لا في بلاد الأشوريين (العراق) ولا في بلاد الفرس (إيران) ولا في بلاد الإغريق (اليونان) ولا في بلاد الرومان (إيطاليا)
فقط وارد على لائحة آلهة الفينيقيين الكنعانيين ويعتبر من صلب ميثولوجيتهم القديمة، وفقط لديه معبدان أثريان في لبنان و سوريا (بوقتها: مملكة جبيل و مملكة أوغاريت)
يتميّز سقف المعبد بجمالية ودقّة في الحفر والنقش، وكَون في محضر باخو تجتمع كل الآلهة لشرب الخمر وتقديم الطاعة لكبيرهم إيل، حُفر ونُقش على كامل ودائر سقفه جميع وجوه ورموز آلهة العالم الفينيقي الكنعاني القديم وعلى رأسهم إيل
- خلال غزو جيش الأشوريين لشرق مملكة جبيل ومنها موقع حاضنة معابد بعل بك بين ٧٠٠ ق.م. و ٨٠٠ ق.م. تم الحفاظ على معابد الحاضنة ومنها معبد باخو، وجرى إتفاق بين الأشوريين والعائلة الملكية الفينيقية الحاكمة في جبيل على تنظيم الخلاف والإبقاء على كهنة الفينيقيين الكنعانيين لإدارة معابد الحاضنة
- خلال غزو جيش الفرس لشرق مملكة جبيل ومنها موقع حاضنة معابد بعل بك بين ٤٠٠ ق.م. و ٥٠٠ ق.م. تم أيضاً إتفاق بين الفرس والعائلة الملكية الفينيقية الحاكمة في جبيل شبيه بالإتفاق السابق أعلاه الذي جرى مع الأشوريين
- خلال غزو الإسكندر وجيش الإغريق على مملكة صور سنة ٣٣٤ ق.م. ، بوقتها تحالفت مملكة جبيل ومملكة صيدا مع الإسكندر ضد مملكة صور، وحصار الأسطول البحري العسكري التابع لمملكة جبيل و صيدا هو كان السبب الرئيس لسقوط مدينة صور مركز الحكم في مملكة صور ممّا سهّل دخول جيش الإسكندر برياً لجهة شرق مدينة صور
كل هذه الأحداث التاريخية حصلت نتيجة خلافات قوية بين العائلات الملكية الفينيقية بوقتها في جبيل وصيدا من جهة وصور من جهة أخرى، وتعتبر من الأسباب التي شجّعت الإسكندر وجيشه الإغريقي التقدّم شرقاً والدخول الى منطقتنا حسب ما ذكر أرسطو في مذكراته وكتاباته
فور وصول الإسكندر وجيشه الى بلادنا سنة ٣٣٤ ق.م. وبعد تحالفه مع مملكة جبيل، قام بزيارة حج مع العائلة الملكية الفينيقية الحاكمة في جبيل لحاضنة معابد بعل بك، أعجب الإسكندر كثيراً بالحاضنة وطلب من جيشه إحترام المعابد وكهنة المعابد وذلك إحتراماً لملك جبيل وتحالفه معه وأطلقوا جيش الإغريق بوقتها على معبد باخو اسم معبد "باخوس" نسبةً للغتهم الإغريقية التي معظم تسمياتها تنتهي بحرف السين " s" ، ولا نزال من وقتها سنة ٣٣٤ ق.م. حتى يومنا هذا نقول معبد باخوس ونسينا الإسم الأساس الذي هو معبد باخو الفينيقي الكنعاني
- خلال غزو جيش الرومان ٦٤ ق.م. لبلادنا تم الحفاظ والإبقاء على معبد باخو / باخوس
ولكنهم عدّلوا بإسماء معبدين أساسيين بقوة السلاح ورغم إعتراض كهنة الفينيقيين الكنعانيين في حاضنة معابد بعل بك:
حوّلوا معبد عشتروت الى معبد فينوس
حوّلوا معبد إيل الى معبد جوبتر
- خلال الحقبة البيزنطية - روما الشرقية
تم تكسير وتخربب جميع رموز ووجوه الآلهة المنقوشة على دائرة سقف معبد باخو الأثري بحجة أنه معبد وثني
- خلال الحقبة الأموية
تم نقل جزء كبير من أعمدة وحجارة المعابد الأثرية في حاضنة معابد بعل بك - لبنان ومن ضمنهم معبد باخو، وبنوا منها الجامع الأموي جنب حاضنة معابد بعل بك
وأيضاً في اللاذقية - سوريا، قام الأمويين ببناء جامع صغير داخل حرم معبد باخو الأثري الثاني هناك، ولاحقا بعد إستقلال سوريا في القرن الماضي أزالت السلطات الرسمية الجامع
- لم تتمكن معظم الهزّات الأرضية عبر التاريخ الذي تعرّض لها لبنان ومنطقة حاضنة بعل بك من تخريب وسقوط معبد باخو، وبقيَ صامداً حتى يومنا هذا وذلك يعود الى ضخامة أعمدته وحجره ودقة هندسة عماره المتماسكة وصلابة أرضيته
قدّمنا لكم من لبنان موجز عن تاريخ معبد باخو الفينيقي الكنعاني الأثري الأكبر ضخامةً وعمراناً وإرتفاعاً على مستوى العالم في عصره
معاً لتحرير التاريخ ..
د. ايلي شمعون ..✍️
(آثار، تاريخ، سياسة)