أراجيك تعليم
3 أبريل 2016
تعرّف على روضة Fuji اليابنية؛ أفضل روضة يمكن أن تشاهدها في حياتك!
أن تعتمد العملية التعليمية على المُعلّم والمادة التعليمية ومناقشة الوسائل وإثراء الطرق فهذا شائع وله أهدافه ونتائجه التي يمكن تحقيقها ودراستها وتقييمها، لكن أن يتوسع الإثراء ليضم الهندسة المعمارية فهذا أمر مذهل يحتاج الوقوف عنده طويلاً، والتفكير في مدى التكامل الذي سيضفيه هذا العلم على جوانب التعليم، وقوة البناء المعرفي الذي سيوطده في سلوكيات الأطفال في هذه الروضة مثلاً.
صممت روضة Fuji سنة 2007، حيث يوفر السطح مساحة لا منتهية للجري، لها شكل بيضاوي ومحيط يبلغ طوله 183 متر، كما أنها تتسع لـ 500 طفل، ويمكن اعتبارها قرية منفردة، أما داخلها فهو مساحة متكاملة ومقسمة بواسطة الأثاث، يبرز من سطحها ثلاث أشجار بارتفاع 25 متر، تبلغ مساحته 1,304 متر مربع، يقف وراء هذا المعمار المهندس Takaharu Tezuka. ويتحدث عن هذا المشروع في إحدى مؤتمرات تيد.
ما الذي دفعه لتصميمها؟
في بداية الأمر طلب مدير الروضة أن يخلو التصميم من الدرابزين، لكن المهندس رفض، ثم اقترح فكرة وجود شباك على حافة السطح لالتقاط الأطفال عند سقوطهم، لكن هذا الرأي قوبل بالرفض أيضاً من قبل المهندس والمسؤول الحكومي، ثم حاولوا تنفيذ الفكرة حول الأشجار، حيث يمكن وضع الشباك حول الأشجار البارزة مما يسمح لهم باعتبار الحبل كدرابزين، ويمكن أن يمارس الأطفال اللعب بأمان مستمتعين بالسقوط في الشبكة.
وتم تصميم السطح ليكون منخفضاً قدر الإمكان، لأنهم أرادوا رؤية الأطفال المتواجدين على السطح بالإضافة إلى من هم أسفله، فلو كان السطح مرتفعاً لن يستطيعوا إلا رؤية السقف فقط. كما يوجد مكان لغسل الأرجل، وأنواع كثيرة من الصنابير، بالإضافة إلى أنابيب مرنة في حال أراد الأطفال رش المياه على أصدقائهم.
أما في أوقات الفعاليات فإن الأطفال يجلسون على الحافة، مشكلين مشهداً جميلاً لمن ينظر إليهم من الأسفل.
تفتح هذه الروضة أبوابها معظم أيام السنة، ولا توجد حدود بين الداخل والخارج أو بين الفصول، ولا وجود لأي حواجز صوتية.
“عندما تضع الكثير من الأطفال في مكان هادئ، فإن بعضهم سيصبح عصبي المزاج، لكن في هذه الروضة، ليس هناك سبب لينفعلوا فليس هناك حواجز، في هذا المكان يحاول الأطفال الاختباء في مكان ما، لكنهم يظهرون مرة أخرى، إنها عملية طبيعية.” Takaharu Tezuka
و يقول مدير الروضة
“إذا لم يرد طفل الجلوس في الغرفة فإننا نتركه يذهب، ثم سيعود في النهاية لإنها دائرة.”
الضوضاء صديقة العملية التعليمية
يوضح Takaharu Tezuka أنهم يعتبرون الضوضاء عامل هام جداً، فالعديد من الأطفال ينامون بشكل أفضل في وجود الضوضاء، وهم لا ينامون في مكان هادئ، وفي هذه الروضة أظهر الأطفال تركيزًا مدهشًا في الصفوف، أي أنهم بحاجة للإزعاج. وأن عليهم المحاولة من أجل جعل الأمور تحت السيطرة، فالروضة مكان مفتوح بالكامل، وعلى الأطفال أن يتعرضوا لكل الظروف الخارجية لهيب الصيف وصقيع الشتاء والجو الممطر ليحاولوا مقاومتها، وليصبحوا قادرين على التعرض لها مراراً دون التأثر بها، لذا عليهم أن يكونوا في الخارج، في مكان كهذا.
أما المبنى المرافق فهو يقع بجوار الروضة. يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار فقط، مكوّن من سبعة طوابق، وارتفاع سقفه منخفض جداً، كإجراء للسلامة. يحاول الأطفال الدخول إليه، يصدمون رؤوسهم، ثم يكملون طريقهم، وينظرون للأسفل لمعرفة مدى أمان خطوة القفز التي سيقدمون عليها مما يعزز المرونة لديهم.
“الأطفال بحاجة لجرعات قليلة من المخاطر، وفي هذه الحالة إنهم يتعلمون كيف يساعدون بعضهم، هذا هو المجتمع، وهذا نوع من الفرص التي نفقدها هذه الأيام.” Takaharu Tezuka
يوضح هذا الرسم حركة طفل بين الساعة 9:10 و 9:30، لقد قطع مسافة 6 آلاف متر في الصباح، لكن المفاجأة هي أن معدل المسافة التي يقطعها كل الأطفال في هذه الروضة هي 4 آلاف متر، وأن هؤلاء الأطفال لديهم أعلى قدرات رياضية مقارنة مع أقرانهم في الرياض الأخرى، يقول المدير:
“أنا لا أدربهم، كل مانفعله أننا نتركهم على السطح، وهم يستمرون في الجري.”
لا تتحكموا فيهم، لا تحاولوا حمايتهم أكثر من اللازم، فهم بحاجة للتعثر في بعض الأوقات، إنهم بحاجة للإصابة، وهذا يجعلهم يتعلمون كيف يعيشون في هذا العالم. Takaharu Tezuka
عبَّر عن رأيك