El-Sayed Abo El-Naga
١ مايو، الساعة ١٢:٥٨ م ·
الاسكندرية
الاسكندرية و مادارك مالاسكندرية ثانى أكبر المدن المصرية محبوبه الاسكندر الأكبر و عاصمة البطالمة الفاخرة وثانى اهم مدينة فى الإمبراطورية الرومانية و البيزنطية حيث وصل تعداد سكانها اكثر من ستمائة ألف نسمة عند الفتح الإسلامي لمصر.
ولكن الاسكندريه فقدت بريقها شيئا فشيئا نتيجة لسببين الأول نقل العاصمة إلى الفسطاط فالعسكر للعباسيين فالقطائع للطولونيين فالقاهرة الفاطميين.
والثانى انشاء الطولونيين لرشيد ونقل التجارة إليها وانشاء الظاهرة بيبرس لدمياط الجديدة على أنقاض دمياط القديمة اللتى تهدمت بعد معركة المنصورة و جعلها ميناء مصر الرئيسي (( ارجع لكتاب رحلة ابن بطوطة )).
و نتيجة لذلك ابتعد الناس عن سكن الاسكندريه و هجرت بيوتها اللتى تهدمت و شوارعها اللتى اقفرت من المارة تدنتى عدد سكانها الى حجم قرية صغيرة لايزيد عن ثلاثة آلاف نسمة وقت مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر و حسب إحصائيات علماء هذة الحملة.
فلما اكرم الله تعالى مصر بباعث نهضتها الباشا العظيم محمد على رأى بثاقب بصرة أهمية الاسكندريه و كيف انها مفتاح استعادة الإمبراطورية المصرية فبدء بايصال مياة النيل إليها بشق ترعة المحمودية و انشاء حول هذة الترعة الحدائق و البساتين وقام على ضفاف هذه الترعة القصور و المنازل الخلوية البديعة للنزهة ومد مابين باب رشيد و قصرة الفخم فى رأس التين شارعا جميلا مرصوفا بالحجر و بنى الترسانة البحرية لإنشاء اسطولة الجبار على يد الفرنسي سيريزى بك و انشاء بة الحوض الحديدى العائم لإصلاح السفن الحربية والتجارية و اصلح الميناء الجديد وصرح للاوربيين بالخروج من وكالتهم اللتى كانت محلاتهم محصورة فيها و تغلق عليهم ليلا و ساعة صلاه الجمعه و أذن لهم بالانتشار فى المدينة فانشئوا حى الافرنج وجاء البطل العظيم ابراهيم باشا ونافس اباة وانشاء ميدان المنشية وشيد حولة القصور الرائعه وأخذ يؤجرها لقناصل الدول حتى أصبح هذا الميدان يعرف بميدان القناصل و تنافس كبار التجار الاوربيين على إنشاء قصور تليق بالملوك فى سكانها من أمثال زيزينيا وانسطاسى وجبارة.
ساعتها بدأت الاسكندرية تشفى من مرض الإهمال و الاندثار وبدأت الاحياء الجديدة تنشئ مكان الخرائب و الاحياء الميتة و الشوارع الجديده تخطط فوق شوارع الاسكندر الأكبر و البطالمة و الرومان و زادت مساحتها خمسة أضعاف يوم أن غزها نابليون بونابرت و استمرت فى النمو بتدفق السكان إليها من عموم مصر ولحب سعيد باشا لها اقتداء بأبية العظيم و لكونه أول قائد للأسطول المصرى حتى وصل عدد سكانها فى عهدة الى مايقرب إلى مائة ألف نسمة.
ولكن شفاء الاسكندريه من امراضها لم يكن يعنى تعافيها الكامل لأن شوارعها كان يغلب عليها الضيق الشديد و لم تعرف معنى التبليط حتى الشوارع الكبيرة الجديده و ذلك يعنى عدم القدرة على الكنس و التنظيف فما بالك بالرش و مع اول هبة رياح وان صغرت تنقل الغبار و الأتربة و الامراض المعديه واذا سقط المطر تحولت إلى مستنقعات يسهل العوم فيها و انقطعت الطرق بين البيوت و الاحياء الا باستخدام الجمال وبأسعار باهظة و عند حلول المساء تحولت تلك الطرق إلى ساحات ترتع فيها عصابات اللصوص و قطاع الطرق فى كل المدينة و رغم انشاء ترعة المحمودية فإن المياه لم تصل الى كل الشوارع و كان ذبح المواشى يتم فى الشوارع وعلى قارعة الطريق و كان دفن الموتى يباح داخل المنازل و استمرت الأوبئة تهاجم الاسكندريه.
وجاء وقت اكثر حكام الاسره الملكيه الكريمة همة ونشاطا اسماعيل العظيم فأقبل بكامل همتة العالية على تغيير وضع الاسكندريه تغييرا يشبة قلب الجوارب.
وسعت الشوارع وازيلت أكوام الاقذار والاوساخ و طمرت الحفر و بلطت ببلاط جميل استورد من تريستا بايطاليا وزرعت الأشجار على حافة الشوارع.
وكذلك فعل بالحارات وفصلت الاحياء عن بعضها بحدائق واسعة وانشئت احياء منها حى للعمال بجوار عمود الصوارى وكانت ارضة ملك لفرنسى اسمة براڤية فاشتراها اسماعيل باشا من مالة الخاص ووهبها للحكومة و أمر أن تخصص الإيجارات اللتى يدفعها العمال لهذة المنازل لإنشاء مستشفى لهم يعالجون فية مجانا.
وانشئت شوارع جديده منها ماهو مخصص للنزهة مثل شارع المحمودية و سكة الرمل.
وانيرت جميع الشوارع و الاحياء بالغاز الصناعى فانتهى عهد الإجرام و قطع الطريق ليلا و اصبح التنقل داخل الاسكندريه من شرقها لغربها ميسورا سهلا وبأجور زهيدة.
وانشئت بلدية للاعتناء بأمور التنظيم و الصيانة فمنع الذبح داخل البيوت و محلات الجزارة و حدد مكان للمذبح و ابطل الدفن داخل البيوت و وصلت المياة النظيفة إلى معظم البيوت و أقيمت إدارة صحية خاصة لمحاربة الأوبئة والأمراض فانتهى عهد الأوبئة والأمراض الى غير رجعه.
كل ذلك مع ما انشئة اسماعيل العظيم من قصور للحكم وللأسرة العلوية جعل العمار يمتد فى الاسكندرية فى شكل حلقة متصلة من طابية الرومان حتى سيدي جابر وذلك مما زاد من مساحة الاسكندريه الى أربعة أضعاف ماكانت علية وقت سعيد باشا وزاد عدد سكانها الى اكثر من 240 الفا منهم 48 الفا من الاوربيين بعد أن كانو 7 آلاف فقط فى عهد محمد على باشا.
وفى النهاية ختم تجميلة للإسكندرية أقام تمثالا نحاسيا لجدة العظيم محمد على فى ميدان المنشية اللذي انشئة أبوة البطل ابراهيم باشا.
و الحكم متروك لحضراتكم
المراجع
(( تاريخ مصر فى عهد اسماعيل )) الجزء الاول
المؤرخ الياس الايوبي
صفحات ١٤٦-١٤٨
((عصر اسماعيل )) الجزء الثاني
المؤرخ عبد الرحمن الرافعي
صفحات ٣١-٣٢