Omar Armanazi - مثقفو حلب
نقلا عن صفحة مدينتي حماه
#مبدعون_حمويون .. (27) ..
-------------------------
…....… {أ.عبد الكريم محمد النصر} …...….
إمام علماء الفلك والمواريث في القرن العشرين
-------------------------
بقلم : أ. محمد فاضل
-------------------------
عبد الكريم بن محمد النصر عالم جهبذ في علوم الفلك وعلوم الميراث الشرعي !!
عبد الكريم النصر عالم حموي ولد في عام 1930م في حي السخانة خانة (163) ..
نشأ عالمنا نشأة دينة صالحة لفتت أنظاره لاحقاً إلى حاجة الفقه الشرعي في زماننا إلى العلوم الكونية والرياضية؛ وتكاملت الفكرة لديه يوماً بعد يوم حتى بدأ أبحاثه العلمية بطريقة ممنهجة احترافية وسار في منحيين اثنين :
الأول : علم المواريث الشرعي وطرائقه الحسابية.
الثاني : علم الفلك الذي يحدّد مواقيت الصلاة واتجاهات القبلة نسبة إلى الكعبة وتحديد شهور السنة والأعياد والخسوف والكسوف وبدء صيام شهر رمضان المبارك وإفطار العيد وغيرها !
هذان العلمان كانا الشغل الشاغل لعلماء المسلمين في العصور السالفة لأهميتهما في حياة المسلم وعباداته وللأسف فقد توقف هذا العلم وانتهى حتى في مجال تدريسه لطلبة العلم الشرعي والذي أشار القرآن إلى أهمية ربط علم الفلك بالعلوم الحسابية الرياضية قال تعالى : (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) سورة النحل .. الآية (12)
أجل لقد قدم المسلمون القدماء أسس علوم الفلك ومبادئها إلى العالم كله وما توصل إليه الغرب اليوم ماهو إلا نتيجة لعلوم المسلمين قديماً.
ومن المخزي والمؤسف أن يصبح فيما بعد عند بعض الدول العربية اختلاف في تحديد أوقات الصلاة بدقة علمية نتيجة ضياعهم لعلوم الفلك أو ما يسمى قديماً علم الهيئة وحساب مواقيت الصلاة الذي انتهى تدريسه في الجامع الأزهر مع بداية القرن العشرين، فاضطرت مصلحة المساحة المصرية أن تستدعي رجلاً إنكليزياً وهو مستر هايدي من أجل أن يضبط مواقيت الصلاة في سنة 1908م.
فقام برصدها من مدينة أسوان في شهري آب وأيلول وقاس عليها بقية الأشهر ونشر بحثه هذا في مجلة
(Cairo sintific Journal)
وبقي الأمر كذلك في الاعتماد على الغرباء حتى أرسل الله لهذه الأمة عالماً عربياً مسلماً؛ بدأ بدراسة الهيئة معتمداً في ذلك على ما كتبه علماء الفلك الشرعي في المخطوطات، وبدأ بنفسه بدراسة الجغرافية والرياضيات وكل ما يتعلق بذلك حتى حذقها ببراعة وأصبحت الدروب أمامه لاحبة ممهدة كان نتاجها (23) كتاب مطبوع و (5) غير مطبوعة.
أضف إليه كتاب علم الميراث الشرعي الحسابي الذي أراح العلماء من حل مشاكل الميراث الحسابية.
والكتابان اعتمدتهما مصر منهاجاً أساسياً في الجامع الأزهر لتحديد أوقات الصلاة وكذلك لتدريس هذا العلم في الأزهر الشريف.
أضف إلى أنه وضع في كتابه (الفلك العملي) تاريخ الأعياد القادمة وبدء صوم رمضان والإفطار إلى خمسين سنة قادمة، لم يخل أي تاريخ منها حتى اللحظة !!
كان رحمه الله يجهد في تحويل الحسابات الفلكية من الحروف إلى الأرقام بصعوبة بالغة فقد كان بعض علماء العرب يكتب الأرقام في المخطوطات أحرفاً لا أرقاماً ..
مثال: 1932 تكتب في المخطوطات ب ج ح أ
وكان هذا نوع من العذاب حتى صمم له الأستاذ أحمد زقزوق برنامجاً في الكمبيوتر يحول من الأحرف إلى الأرقام، فكان ذلك إنجازاً رائعاً
أرسل عبد الكريم كتاباً ليطبعه في قطر بعنوان (حساب الكسوف والخسوف)، فقال له صاحب المطبعة لن أطبعه حتى أتأكد من صحة معلوماته العلمية وأرسله إلى لندن مركز الأبحاث العلمية، فجن جنونهم هناك وسرقوا الكتاب وما أعادوه إلى قطر حتى اليوم، وهنا أدرك صاحب المطبعة شنيع عمله وطلب من عبد الكريم نسخة أخرى وقام بطبعها
توفي العالم الفلكي الشرعي وعالم حساب المواريث الشرعية في نهاية عام 2016م رحمه الله وأكرم نزله،
مخلفاً وراءه إرثاً علمياً كان له أثره في العالم الإسلامي.
وختاماً أتوجه بالشكر للأستاذ يحيى المنجد مدير التربية في محافظة حماة، الذي حثني بإلحاح غيور على بلده لأكتب عن هذا العالم الجهبذ رحمه الله.
وقد جعلته في سلسلة (مبدعون حمويون) مسك الختام فهذا آخر مقال وتجربة لن أعيدها ما حييت !
رحم الله العالم عبد الكريم النصر
وكل عام والأمة الإسلامية بخير !!!
Basel O Hariri