"الحب الأول" في حياة المشاهير من الأدباء والفنانين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "الحب الأول" في حياة المشاهير من الأدباء والفنانين

    "الحب الأول" في حياة المشاهير من الأدباء والفنانين


    شخصيات أدبية وفنية داهمها الحب الأول في بدايات الحياة فبقيت عالقة في الذاكرة والكتابة، فالحب الأول هو الأبدية كما ذكرت كامي لورنس في روايتها “في تلك الأحضان”.
    الخميس 2019/10/17
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    تورجينيف أفضل من يمثل الحب الأول

    قصة الحب التي جمعت جبران خليل جبران ومي زيادة معروفة للقارئ العربي، لكن هذا القارئ لا يعرف أن أول قصة حب جبرانية كانت بينه وبين امرأة اسمها سلطانة ثابت التي تكبره بخمس عشرة سنة، وهي التي قال فيها “لقد تمسكتُ بأذيالك كطفل يلاحق أمه”، ومثل جبران كثيرون من الأدباء والفنانين والمشاهير في الشرق والغرب تنطوي سيرهم الشخصية على “حب أول” قد لا يكون مشاعا كثيرا أو معروفا بين العامّة، بسبب غلبة أحداث تالية في حياة هؤلاء الشخصيات العامة.

    في كتابٍ جامع وموسوعة عشقية جميلة جدا يستقطب الصحافي العراقي علي حسين جمعا واسعا من هذه الأطياف المبدعة شرقا وغربا ليقف في موسوعته الشاملة على علاقات الحب في كتاب عنونه بـ”سؤال الحب.. من تولستوي إلى آينشتاين”، متناولا السير الغرامية لهؤلاء الأعلام والمواجهات الكثيرة التي تعرضوا لها في مشاوير الحب الجامح والجارح أيضا. وعلينا أن نُدرك تماما أن الكثير من معشوقات الأدباء والفنانين لهنّ الفضل الكبير في ما وصل إليه عشّاقهن من مراتب إبداعية رفيعة.

    تورجينيف أفضل من يمثل الحب الأول والوحيد حينما عشق الممثلة بولين لمدة أربعين عاما ولم ينظر إلى امرأة بعدها حتى مات. وهي المتزوجة المخلصة لزوجها، لكنه قال لفلوبير شاكيا هذا الحب الاستثنائي “لو خيرت بين أمرين: أن أصبح أعظم عبقري في العالم أو أن أصبح بوابا أمام بيتها.. لآثرتُ أن أكون بوابا على أن أكون عبقريا” وأمام هذا الحب الصامت الذي كشف ضعف هذا العبقري لم تتمالك بولين نفسها حتى انتحرت بالسم؛ ويماثله في هذا الضعف عباس محمود العقاد الذي قال في أول امرأة أحبها وهو يبكي: وبكيتُ كالطفلِ الذليلِ أنا الذي – ما لانَ في صعبِ الحوادثِ مِقودي.
    أسماء كثيرة يعرفها القارئ والمتابع من الفنانين والمبدعين هامت عشقا في حبها الأول وقليل منها من ناله

    شخصيات أدبية وفنية داهمها الحب الأول في بدايات الحياة فبقيت عالقة في الذاكرة والكتابة، فالحب الأول هو الأبدية كما ذكرت كامي لورنس في روايتها “في تلك الأحضان” ويوم كان دستويفسكي جنديا عشق لأول مرة ماري دمتريفنا، زوجة صديقه الذي مات لاحقا، وعندما فلت زمام قلبه كتب لها متضرعا: سأموت إذا فقدتك.. سأصبح مجنونا.. سألقي بنفسي في النهر..” غير أن ماري تزوجت غيره ممن يكفل لها الرعاية والاهتمام.

    وما نعرفه عن ماركيز أن زوجته مرسيديس هي ملهمته ورفيقة دربه، لكنه تحدث في مذكراته عن حبه الأول مارتينا فونسيكا التي كانت متزوجة وكان طاردها بالرسائل فقررت أن تضع حدا لطيشه خوفا من الفضيحة. وهمنغواي الذي هام حبا بأنييس في مقتبل حياته لا ينسى يوم مقتلها الغامض أمامه. وتصف إيزابيل الليندي الحب الأول بأنه مثل الحصبة.. كثيرا ما يخلف آثارا لا تُمحى. وهذا ما حدث لعبقري القصة القصيرة تشيخوف حينما عشق الممثلة يافوريسكا وهو القائل فيها “كنت أخاف أن ألمسك وأجرحك”. وطار قلب الفنان العراقي جواد سليم، صاحب نصب الحرية الشهير، لما تعرف على فتاة بغدادية سمراء من عائلة أرستقراطية، فطاردها كثيرا حتى أنه نصب خيمة على شاطئ دجلة قرب منزل الفتاة ليراها كل يوم حسب ما يرويه جبرا إبراهيم جبرا. وإيلوار شاعر المقاومة الفرنسية عاش قصة حبه الأسطوري الأول مع غالا.

    الموسيقار بتهوفن أحب مغنية أوبرا ولما أراد الارتباط بها لم ترد عليه بدعوى أنه لا يملك المال ولا الوسامة، فضلا عن أنه نصف مجنون، أما بيكاسو الذي عُرف بتعدد علاقاته الغرامية والزوجية فإنّ صورة الحب الأول لم تفارقه في صورة ماريا لوبيز “كل النساء اللواتي عشقت تمنيت لو أن اسمهن ماريا لوبيز”. وألهمت كونستانيس معظم ألحان شوبان وكان دائم التفكير فيها لأنها حب أول أورث فيه شرارة الإبداع، وحتى علاقته بجورج صاند لم تستطع أن تنسيه تلك الشرارة الأولى.

    تقول فرنسوا ساغان إن الحب مثل المال لا بد من صرفه. وكانت تتذكر حبيبها الأول الناشر غاي شولار، وطه حسين يُشهد ابنته على أن سوزان (الفرنسية) هي التي جعلت منه إنسانا آخر. نيتشه بمظهره الفظ وطريقة تعامله الخرقاء مع النساء وقع في غرام ماتيلدا الشقراء ذات الثالثة والثلاثين عاما، تطبيقا لمقولة ستندال بأن الحب الأول وحده هو الحقيقي، فيما تعلق آينشتاين بابنة مدرس التاريخ ماري ونتيلر، ولما كان تشارلز ديكنز معروفا بعلاقاته الغرامية حيث أحب ست نساء، إلا أن حبه الأول كان للممثلة ماريا التي ألهمته في أكثر من عمل روائي.

    أسماء كثيرة في هذا الخصوص يعرفها القارئ والمتابع من قيس وليلى إلى أوفيد وآرلان حتى أراغون وألزا وسارتر وسيمون دي بوفوار.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    وارد بدر السالم
    روائي عراقي
يعمل...
X