الدونية الاجتماعية ومدجنة بني صهيون
الزعيم الروحي للطائفة اليهودية في الدنمرك الحاخام " بنت ملشيور" طلع علينا مؤخراً بتصريح يركز على النقاط التالية:
1 هناك اختلاف بينه وبين الحكومة الإسرائيلية حول منح اليهود للفلسطينيين دولة في الضفة الغربية. "هو يوافق والكيان اليهودي يعارض".
2 أكد الحاخام على أن الوضع الحالي في الكيان اليهودي بات لا يطاق.
3 إذا منحت دولة الكيان اليهودي وطنا للفلسطينيين في الضفة الغربية فعلى هؤلاء تقديم مجموعة من الضمانات بعدم مواجهة الدولة اليهودية.
ولعل هذا التصريح يجعلنا نقف أمام عدة أمور وقفة المتأمل.
فمن حيث المكان: جاء هذا التصريح من الدانمرك وليس من الكيان اليهودي لكي يكون تأثيره النفسي أكبر على دول أوروبا والعالم.
ومن حيث الزمان:
فقد جاء توقيته بعد اندلاع حرب الخليج وسقوط الصواريخ العراقية على فلسطين المحتلة.
ومن حيث القائل: فهو حاخام لا يشك في "إخلاصه" لتلموده وتوراته وما بينهما وما بعدهما. ولرب سؤال يسأل: ترى أليس وراء هذا التصريح غاية؟ تصب في المخططات اليهودية سواء في انهمار المساعدات على الكيان اليهودي أو في تدفق يهود الشتات اليها أو إعطاء بعد انساني لمجتمع تركبه الدونية منذ أن وجد أول يهودي على هذه الأرض وحتى الآن؟ اذاً نحن أمام الإجابة وجهاً لوجه والاجابة لن تكن مني بل من أحد " أنبياء" الكيان اليهودي الحالي هو أرييل شارون وزير الإسكان هناك..
يقول:" كل شيء محرم مسموح به في سبيل البقاء حتى طرد العرب من فلسطين فليقولوا عنا اننا نازيون ماذا لو قتلنا من العرب مليوناً أو حتى ستة ملايين؟ ماذا سيحدث؟
سيكتب التاريخ عنا صفحتين مجللتين بالسواد. ولكن ثمة ذلك سيكون عظيما علينا.
فسوف يأتي الينا يهود الشتات ونصبح أمة تعدادها25 مليوناً.
أمة تدعو للاحترام وبعد ذلك سينسى التاريخ ذلك ويأتي أدباءنا ويكتبون روايات عظيمة عن المذابح التي ارتكبناها بحق العرب ومشاعر الذنب التي تنتاب الجيل الجديد. ويحصلون على جوائز نوبل مثلما فعل أدباء النازية الذين كتبوا عن الشعور بالذنب.
كل الذي سيحدث أن أولاد الزنا في جميع أنحاء العالم من موسكو الى بكين الى واشنطن سيطلبون ودنا. وما العيب في أن يكون لكل دولة سجل اجرامي؟ أن كل الدول الكبرى لها مثل هذا السجل والآن أصبحت محترمة.
سأعقد معك صفقة مغرية. سأقوم أنا بالدور القذر القتل الطرد التشريد. وأنت تقوم بالدور الطيب والنظيف. ستدعو الى مظاهرات تتعاطف مع مصير العرب البائس. ستكون أنت الرجل الذي تتشرف به العائلة بينما أكون أنا، ارييل شارون، النقطة السوداء على ثوبها الناصع"
ولعل المتتبع والملاحظ جيدا لما قاله شارون يجعلنا يقف عند استعراض الذكاء الشاروني وكذلك عند استخدامه لتعبير" أولاد الزنا" في وصفه للعالم. وهذا ربما لا نفهمه إن لم نعد الى الذهنية اليهودية التي تحكمها تاريخيا عقدة الدونية - كما يطرحها علم النفس- فهذه العقدة تجعل مصابها موقناً بأنه ليس " على المستوى" وأنه عاجز ومحكوم عليه بذلك. وهو دائما عرضة للسخرية والازدراء.
وهذا ما يدفعه الى التعويض – لايجاد توازنه – وهذا يأخذ مناح عدة أهمها الانعزال والتقوقع واستفحال عقدة التفوق والاستعلاء على الاخرين وإضفاء المثالية على القوة التي يظهرها. أما في الضرب التعويضي الأول: أقصد الانعزال والتقوقع. فهذا امر مثبت تاريخيا وعلميا. حتى أنه ورد في سفر عزرا في التوراة عن ضرورة تطليق كل يهودية متزوجة من " ابن الزنا" وكذلك العكس. وفي مجال عقدة التفوق فنحن أمام نص تلمودي يقول ما معناه ان صفع اليهود هو كصفع الله وإذا شئت مثالا حديثاً فها هو أحد الفلاسفة اليهود يقول: " أن اليهودي يتمتع بهمة كبيرة ومواهب عالية تفوق أي أوروبي عادي ناهيك عن تلك الشعوب الآسيوية والافريقية الخاملة".
اذاً نحن أمام دونية اجتماعية تتشعوذ وتمارس وتحكم وتقتل وتسلب.
وما تصريح حاخامهم الذي باض إلا همروجة دعائية تتوافق مع " الشفقة" والشعور بالذنب الذي يواكب " أولاد الزنا" كما قال شارون. فتتدفق المساعدات والشتات والتبريكات على الكيان اليهودي. في وقت تسقط فوق هذه" المسكينة إسرائيل" الصواريخ التي تصفع الله.
أنها-أي إسرائيل-" تبكي في الليل ودموعها على خديها وكهنتها يتنهدون: انهالت حجارة القدس في كل شارع"
ألم يكن هذا رثاء إرميا في يهوذا؟ إستمع لإذاعة اليهود لتسمع هذه المراثي بعد كل صاروخ يسقط عليها ولو عبر أغنية جديدة.
وحينها تدرك أن الحاخام وغيره ليسوا سوى " ذيفانات نفسية" في عقدة واحدة اسمها " الدونية اليهودية" والآن هل علمت لماذا باض الحاخام؟
بشار خليف - صحيفة الديار اللبنانية- 4\2\1991
الزعيم الروحي للطائفة اليهودية في الدنمرك الحاخام " بنت ملشيور" طلع علينا مؤخراً بتصريح يركز على النقاط التالية:
1 هناك اختلاف بينه وبين الحكومة الإسرائيلية حول منح اليهود للفلسطينيين دولة في الضفة الغربية. "هو يوافق والكيان اليهودي يعارض".
2 أكد الحاخام على أن الوضع الحالي في الكيان اليهودي بات لا يطاق.
3 إذا منحت دولة الكيان اليهودي وطنا للفلسطينيين في الضفة الغربية فعلى هؤلاء تقديم مجموعة من الضمانات بعدم مواجهة الدولة اليهودية.
ولعل هذا التصريح يجعلنا نقف أمام عدة أمور وقفة المتأمل.
فمن حيث المكان: جاء هذا التصريح من الدانمرك وليس من الكيان اليهودي لكي يكون تأثيره النفسي أكبر على دول أوروبا والعالم.
ومن حيث الزمان:
فقد جاء توقيته بعد اندلاع حرب الخليج وسقوط الصواريخ العراقية على فلسطين المحتلة.
ومن حيث القائل: فهو حاخام لا يشك في "إخلاصه" لتلموده وتوراته وما بينهما وما بعدهما. ولرب سؤال يسأل: ترى أليس وراء هذا التصريح غاية؟ تصب في المخططات اليهودية سواء في انهمار المساعدات على الكيان اليهودي أو في تدفق يهود الشتات اليها أو إعطاء بعد انساني لمجتمع تركبه الدونية منذ أن وجد أول يهودي على هذه الأرض وحتى الآن؟ اذاً نحن أمام الإجابة وجهاً لوجه والاجابة لن تكن مني بل من أحد " أنبياء" الكيان اليهودي الحالي هو أرييل شارون وزير الإسكان هناك..
يقول:" كل شيء محرم مسموح به في سبيل البقاء حتى طرد العرب من فلسطين فليقولوا عنا اننا نازيون ماذا لو قتلنا من العرب مليوناً أو حتى ستة ملايين؟ ماذا سيحدث؟
سيكتب التاريخ عنا صفحتين مجللتين بالسواد. ولكن ثمة ذلك سيكون عظيما علينا.
فسوف يأتي الينا يهود الشتات ونصبح أمة تعدادها25 مليوناً.
أمة تدعو للاحترام وبعد ذلك سينسى التاريخ ذلك ويأتي أدباءنا ويكتبون روايات عظيمة عن المذابح التي ارتكبناها بحق العرب ومشاعر الذنب التي تنتاب الجيل الجديد. ويحصلون على جوائز نوبل مثلما فعل أدباء النازية الذين كتبوا عن الشعور بالذنب.
كل الذي سيحدث أن أولاد الزنا في جميع أنحاء العالم من موسكو الى بكين الى واشنطن سيطلبون ودنا. وما العيب في أن يكون لكل دولة سجل اجرامي؟ أن كل الدول الكبرى لها مثل هذا السجل والآن أصبحت محترمة.
سأعقد معك صفقة مغرية. سأقوم أنا بالدور القذر القتل الطرد التشريد. وأنت تقوم بالدور الطيب والنظيف. ستدعو الى مظاهرات تتعاطف مع مصير العرب البائس. ستكون أنت الرجل الذي تتشرف به العائلة بينما أكون أنا، ارييل شارون، النقطة السوداء على ثوبها الناصع"
ولعل المتتبع والملاحظ جيدا لما قاله شارون يجعلنا يقف عند استعراض الذكاء الشاروني وكذلك عند استخدامه لتعبير" أولاد الزنا" في وصفه للعالم. وهذا ربما لا نفهمه إن لم نعد الى الذهنية اليهودية التي تحكمها تاريخيا عقدة الدونية - كما يطرحها علم النفس- فهذه العقدة تجعل مصابها موقناً بأنه ليس " على المستوى" وأنه عاجز ومحكوم عليه بذلك. وهو دائما عرضة للسخرية والازدراء.
وهذا ما يدفعه الى التعويض – لايجاد توازنه – وهذا يأخذ مناح عدة أهمها الانعزال والتقوقع واستفحال عقدة التفوق والاستعلاء على الاخرين وإضفاء المثالية على القوة التي يظهرها. أما في الضرب التعويضي الأول: أقصد الانعزال والتقوقع. فهذا امر مثبت تاريخيا وعلميا. حتى أنه ورد في سفر عزرا في التوراة عن ضرورة تطليق كل يهودية متزوجة من " ابن الزنا" وكذلك العكس. وفي مجال عقدة التفوق فنحن أمام نص تلمودي يقول ما معناه ان صفع اليهود هو كصفع الله وإذا شئت مثالا حديثاً فها هو أحد الفلاسفة اليهود يقول: " أن اليهودي يتمتع بهمة كبيرة ومواهب عالية تفوق أي أوروبي عادي ناهيك عن تلك الشعوب الآسيوية والافريقية الخاملة".
اذاً نحن أمام دونية اجتماعية تتشعوذ وتمارس وتحكم وتقتل وتسلب.
وما تصريح حاخامهم الذي باض إلا همروجة دعائية تتوافق مع " الشفقة" والشعور بالذنب الذي يواكب " أولاد الزنا" كما قال شارون. فتتدفق المساعدات والشتات والتبريكات على الكيان اليهودي. في وقت تسقط فوق هذه" المسكينة إسرائيل" الصواريخ التي تصفع الله.
أنها-أي إسرائيل-" تبكي في الليل ودموعها على خديها وكهنتها يتنهدون: انهالت حجارة القدس في كل شارع"
ألم يكن هذا رثاء إرميا في يهوذا؟ إستمع لإذاعة اليهود لتسمع هذه المراثي بعد كل صاروخ يسقط عليها ولو عبر أغنية جديدة.
وحينها تدرك أن الحاخام وغيره ليسوا سوى " ذيفانات نفسية" في عقدة واحدة اسمها " الدونية اليهودية" والآن هل علمت لماذا باض الحاخام؟
بشار خليف - صحيفة الديار اللبنانية- 4\2\1991