ولعل ظهور اللغة لم يكن منتجاً ثانوياً عرضيّاً في سياق التطور الطبيعي للإنسان ، حيث أن إشراطاتها المعقدة للظهور ناهيك عن التكيفات المتوافقة للفم والحنجرة والدماغ حتمت أن تكون كياناً مستقلاً بذاته يملك الكلمة التي في البدء كانت .
وحتى يتكلم الإنسان فإنه يحتاج إلى أربعة أجزاء متصلة ببعضها البعض ، فالأصوات المنطوقة تحتاج إلى مركز يحدد الأصوات المطلوبة وإلى جهاز منتج للصوت حتى ينتجها ، ومن أجل الأصوات الداخلة (المسموعة) يحتاج أيضاً إلى جهاز يستقبلها وإلى جهاز يترجمها .
فالمنظم والمترجم أهم مافي العملية ، لكنهما يحتاجان ، حتى يكونا فاعلين ، إلى أن يرتبطا بمنتج الصوت ومستقبله ، أي إلى بديل عنهما ، كفء .
وفي مقاربة تشريحية للنطق ، نلحظ ان هواء الزفير يستخدم في معظم الكلام ، ولهذا فإننا بحاجة لرئتين تخرجان الهواء (العنصر التنفسي) ، ثم تحويل الهواء إلى صوت وهذا يحتاج إلى صندوق صوتي (العنصر الصوتي) . أما النطاق الواسع للصوت فيستلزم لساناً عضلياً وأسناناً متساوية وشفتين قويتين (العنصر النطقي) . /انظر : أتشسن ـ بذور الكلام ص 138/ .
فالتلفّظ بكلمة واحدة بسيطة من مقطع واحد يحتاج إلى التنسيق في الزمان والموضع لأكثر من 70 عضلة و من 8 ـ 10 أجزاء من الجسم الإنساني .
وقد دلّت الأبحاث على أحافير الإنسان القديم أن توسّع هذه المنطقة لم يكن موجوداً في الإنسانيات الأولى ، ولا حتى عند الإنسان المنتصب ، لكننا نلمحه في أحافير إنسان النياندرتال . ربما تطور شكل بدائي على الأقل من الكلام لدى السلف المشترك لنا وللنيادرتال . (15)
كما لوحظ أن اللغات الإشارية ، شأنها شأن اللغة المنطوقة ،تتعطّل إذا لحق تلف بنصف المخ الأيسر ، ما يمنح دلالة على أن اللغة الإشارية رافقت اللغة المنطوقة في سياق التطور تبعاً لتطور البنية الدماغية .
وكنا قد ذكرنا سابقاً أن منطقة "بروكا" هي المسؤولة عن إنتاج اللغة ، غير أنها تمتلك إمكانات إدراكية بصرية للغة الإشارات * .
كما أن منطقة "فرنكه" التي أُنيط بها فهم اللغة المنطوقة تساهم في تحليل كل تعبير صوتي ويدوي وتوحِّد بينهما .
بشار خليف
وحتى يتكلم الإنسان فإنه يحتاج إلى أربعة أجزاء متصلة ببعضها البعض ، فالأصوات المنطوقة تحتاج إلى مركز يحدد الأصوات المطلوبة وإلى جهاز منتج للصوت حتى ينتجها ، ومن أجل الأصوات الداخلة (المسموعة) يحتاج أيضاً إلى جهاز يستقبلها وإلى جهاز يترجمها .
فالمنظم والمترجم أهم مافي العملية ، لكنهما يحتاجان ، حتى يكونا فاعلين ، إلى أن يرتبطا بمنتج الصوت ومستقبله ، أي إلى بديل عنهما ، كفء .
وفي مقاربة تشريحية للنطق ، نلحظ ان هواء الزفير يستخدم في معظم الكلام ، ولهذا فإننا بحاجة لرئتين تخرجان الهواء (العنصر التنفسي) ، ثم تحويل الهواء إلى صوت وهذا يحتاج إلى صندوق صوتي (العنصر الصوتي) . أما النطاق الواسع للصوت فيستلزم لساناً عضلياً وأسناناً متساوية وشفتين قويتين (العنصر النطقي) . /انظر : أتشسن ـ بذور الكلام ص 138/ .
فالتلفّظ بكلمة واحدة بسيطة من مقطع واحد يحتاج إلى التنسيق في الزمان والموضع لأكثر من 70 عضلة و من 8 ـ 10 أجزاء من الجسم الإنساني .
وقد دلّت الأبحاث على أحافير الإنسان القديم أن توسّع هذه المنطقة لم يكن موجوداً في الإنسانيات الأولى ، ولا حتى عند الإنسان المنتصب ، لكننا نلمحه في أحافير إنسان النياندرتال . ربما تطور شكل بدائي على الأقل من الكلام لدى السلف المشترك لنا وللنيادرتال . (15)
كما لوحظ أن اللغات الإشارية ، شأنها شأن اللغة المنطوقة ،تتعطّل إذا لحق تلف بنصف المخ الأيسر ، ما يمنح دلالة على أن اللغة الإشارية رافقت اللغة المنطوقة في سياق التطور تبعاً لتطور البنية الدماغية .
وكنا قد ذكرنا سابقاً أن منطقة "بروكا" هي المسؤولة عن إنتاج اللغة ، غير أنها تمتلك إمكانات إدراكية بصرية للغة الإشارات * .
كما أن منطقة "فرنكه" التي أُنيط بها فهم اللغة المنطوقة تساهم في تحليل كل تعبير صوتي ويدوي وتوحِّد بينهما .
بشار خليف