المعتقدات الآرامية:
في الشكل والمضمون,تبعت المعتقدات الآرامية,وفكرتها حول الألوهة,البنية الذهنية المشرقية بشكل عام.
ويبدو أن الفاعلية الآرامية التي جبت الفاعلية الكنعانية - العمورية في الألف الثاني قبل الميلاد,ثم عاصرت الفاعلية الكنعانية الساحلية
في الألف الأول قبل الميلاد,قد اتشحت بالذهنية الاعتقادية الكنعانية,غير أنها أسبغت عليها رداءاً آرامياً.
ويشير موسكاتي إلى أن المعتقد الآرامي كان يتبع الخطوط العامة للفكر الإعتقادي المشرقي ويمثل نباتاً مركباً في جذعه المحلي,فروع مشتقة من الحضارات المجاورة للمشرقيين في الرافدين وكنعان.(1)
وكنا قد ذكرنا سابقاً على أن بداءة الفاعلية الديمغرافية الآرامية وثقت في فترة الثلث الأخير من الألف الثالث قبل الميلاد عبر وثيقة مسمارية تعود للملك الأكدي نارام سن,حيث ذكرت تواجداً آرامياً في الجزء الأعلى لبلاد الرافدين .
وكان هناك تمازج كنعاني – آرامي,في مجال الرموز المعتقدية الآرامية .
ففي شمأل الآرامية,شمال سوريا نجد الإله العالي ايل,وكذلك نعثر على الإلهة الملائكية كبعل في نفس المدنية,بالإضافة إلى اشتمال وثائقها على أسماء مركبة,حوت على اسم الرموز الإلهية مثل(بعل صمد) - (بعل- حمان).
وكان على رأس المجمع المعتقدي عند الآراميين,يتربع الإله حدد/أدد. ويشير الدكتور علي أبوعساف في كتابه الآراميون,إلى أن هذا الإله,كان الرب الأوحد عند معظم الآراميين.(2)،في حين بقي ايل العالي الخالق متوارياً .
ورغم سقوط الفاعلية الآرامية السياسية على يد الآشوريين,إلا أن الفاعلية الحضارية الثقافية للآراميين انتشرت وتأكدت,حيث أنهم حافظوا على مستوى لغتهم,وأصبحت آلهتهم التي دعوا إليها ونصوصهم الدينية,تغطي كامل سوريا,وبقيت هكذا إلى القرون الميلادية الأولى. (3)
ويشير خافيير تكسيدور إلى أن الحضور الحاشد للقبائل العربية لم يشوش طريق العيش والتعبد لدى الآراميين,لأن القادمين الجدد,تبنوا ثقافة ولغة الآراميين.
وأي تحليل للمعتقد الآرامي,يجب أن يأخذ في الحسبان كل النقوش المكتوبة بالآرامية,
من النقوش الأولى في القرن التاسع قبل الميلاد,وحتى القرون الميلادية الثلاثة الأولى .
ويشير إلى أن النقوش المتأخرة مكتوبة بالسريانية,وهي لغة أصلها آرامي ومازالت تعكس العبادات القديمة في سورية الشمالية..(4)
ويبدو أن مقام الإله حدد عند الآراميين, يقارب الإله ايل السيد العالي الكنعاني,لكنه بقي وسيطاً .
ففي نقوش تل الفخارية في سوريا قرب تل حلف التي تعود إلى النصف الأول من القرن التاسع قبل الميلاد يرد وصف حدد بأنه "إله رحيم",ويوصف في خصائصه كأنه فوق الآلهة الآخرين..(5).
والذي يبدو أن الآراميين قد ورثوا المعتقد الكنعاني,لكن أسبغوا عليه روحيتهم وروحانيتهم الخاصة .
فالإله ايل الكنعاني العالي,نجده عند الآراميين,وأكثر حضوراً في أسمائهم المركبة,ما يشي بأنه الإله العالي صاحب كلمة الخلق,وأن حدد هو الوسيط بين ايل,المتواري,والمجتمع.
ففي نقش يعود إلى ملك شمأل شمال سوريا ،واسمه"بانامو",يعترف أن نفوذه الملكي مستمد من حدد,وإلى جانب حدد في النص يوجد ايل الكنعاني. ()
ونحن نعلم من سياق وظائف الإلهة الملائكية أن آنو الألف الثالث أو ايل الألف الثاني,لا يمنحا السلطة للملك وإنما يمنحها كبير الآلهة الملائكية,كل حسب مدينته.
ونلحظ في الوثائق الآرامية,ارتباط أسماء ملوك الآراميين بأسماء إلههم القوي,حيث نجد: بر حدد ، حدد عزر، حدد يسعى,كذلك حفلت الأسماء الشخصية الآرامية بهذا الأمر.
وقد ورد حدد في الأكدية بـ : أدد – أدّا – أدّو,وفي الأجاريتية ح د د,وفي الآرامية كذلك.
وكان يمثل عند الأكديين إلهاً للطقس,وهو إله القوى الطبيعية الخيرة والتي تغضب في آن واحد .
فهو القادر على إنبات المزروعات,وفي نفس الوقت,بإمكانه إتلافها عبر الفيضانات والعواصف,وعندما يحبس الأمطار يجتاح البلاد الجفاف والمجاعات.
وقد وصف بأنه : سيد حواجز السماء ..(5)
كتابنا - نشوء فكرة الألوهة -
في الشكل والمضمون,تبعت المعتقدات الآرامية,وفكرتها حول الألوهة,البنية الذهنية المشرقية بشكل عام.
ويبدو أن الفاعلية الآرامية التي جبت الفاعلية الكنعانية - العمورية في الألف الثاني قبل الميلاد,ثم عاصرت الفاعلية الكنعانية الساحلية
في الألف الأول قبل الميلاد,قد اتشحت بالذهنية الاعتقادية الكنعانية,غير أنها أسبغت عليها رداءاً آرامياً.
ويشير موسكاتي إلى أن المعتقد الآرامي كان يتبع الخطوط العامة للفكر الإعتقادي المشرقي ويمثل نباتاً مركباً في جذعه المحلي,فروع مشتقة من الحضارات المجاورة للمشرقيين في الرافدين وكنعان.(1)
وكنا قد ذكرنا سابقاً على أن بداءة الفاعلية الديمغرافية الآرامية وثقت في فترة الثلث الأخير من الألف الثالث قبل الميلاد عبر وثيقة مسمارية تعود للملك الأكدي نارام سن,حيث ذكرت تواجداً آرامياً في الجزء الأعلى لبلاد الرافدين .
وكان هناك تمازج كنعاني – آرامي,في مجال الرموز المعتقدية الآرامية .
ففي شمأل الآرامية,شمال سوريا نجد الإله العالي ايل,وكذلك نعثر على الإلهة الملائكية كبعل في نفس المدنية,بالإضافة إلى اشتمال وثائقها على أسماء مركبة,حوت على اسم الرموز الإلهية مثل(بعل صمد) - (بعل- حمان).
وكان على رأس المجمع المعتقدي عند الآراميين,يتربع الإله حدد/أدد. ويشير الدكتور علي أبوعساف في كتابه الآراميون,إلى أن هذا الإله,كان الرب الأوحد عند معظم الآراميين.(2)،في حين بقي ايل العالي الخالق متوارياً .
ورغم سقوط الفاعلية الآرامية السياسية على يد الآشوريين,إلا أن الفاعلية الحضارية الثقافية للآراميين انتشرت وتأكدت,حيث أنهم حافظوا على مستوى لغتهم,وأصبحت آلهتهم التي دعوا إليها ونصوصهم الدينية,تغطي كامل سوريا,وبقيت هكذا إلى القرون الميلادية الأولى. (3)
ويشير خافيير تكسيدور إلى أن الحضور الحاشد للقبائل العربية لم يشوش طريق العيش والتعبد لدى الآراميين,لأن القادمين الجدد,تبنوا ثقافة ولغة الآراميين.
وأي تحليل للمعتقد الآرامي,يجب أن يأخذ في الحسبان كل النقوش المكتوبة بالآرامية,
من النقوش الأولى في القرن التاسع قبل الميلاد,وحتى القرون الميلادية الثلاثة الأولى .
ويشير إلى أن النقوش المتأخرة مكتوبة بالسريانية,وهي لغة أصلها آرامي ومازالت تعكس العبادات القديمة في سورية الشمالية..(4)
ويبدو أن مقام الإله حدد عند الآراميين, يقارب الإله ايل السيد العالي الكنعاني,لكنه بقي وسيطاً .
ففي نقوش تل الفخارية في سوريا قرب تل حلف التي تعود إلى النصف الأول من القرن التاسع قبل الميلاد يرد وصف حدد بأنه "إله رحيم",ويوصف في خصائصه كأنه فوق الآلهة الآخرين..(5).
والذي يبدو أن الآراميين قد ورثوا المعتقد الكنعاني,لكن أسبغوا عليه روحيتهم وروحانيتهم الخاصة .
فالإله ايل الكنعاني العالي,نجده عند الآراميين,وأكثر حضوراً في أسمائهم المركبة,ما يشي بأنه الإله العالي صاحب كلمة الخلق,وأن حدد هو الوسيط بين ايل,المتواري,والمجتمع.
ففي نقش يعود إلى ملك شمأل شمال سوريا ،واسمه"بانامو",يعترف أن نفوذه الملكي مستمد من حدد,وإلى جانب حدد في النص يوجد ايل الكنعاني. ()
ونحن نعلم من سياق وظائف الإلهة الملائكية أن آنو الألف الثالث أو ايل الألف الثاني,لا يمنحا السلطة للملك وإنما يمنحها كبير الآلهة الملائكية,كل حسب مدينته.
ونلحظ في الوثائق الآرامية,ارتباط أسماء ملوك الآراميين بأسماء إلههم القوي,حيث نجد: بر حدد ، حدد عزر، حدد يسعى,كذلك حفلت الأسماء الشخصية الآرامية بهذا الأمر.
وقد ورد حدد في الأكدية بـ : أدد – أدّا – أدّو,وفي الأجاريتية ح د د,وفي الآرامية كذلك.
وكان يمثل عند الأكديين إلهاً للطقس,وهو إله القوى الطبيعية الخيرة والتي تغضب في آن واحد .
فهو القادر على إنبات المزروعات,وفي نفس الوقت,بإمكانه إتلافها عبر الفيضانات والعواصف,وعندما يحبس الأمطار يجتاح البلاد الجفاف والمجاعات.
وقد وصف بأنه : سيد حواجز السماء ..(5)
كتابنا - نشوء فكرة الألوهة -