الفيلم الإيراني
إخوة ليلى Leila’s Brothers
عاماً بعد عام ، و يوماً بعد يوم ، تتقدم السينما الإيرانية نحو واجهة السينما العالمية ، حاضرةً في المهرجانات الدولية أو مُلفتةً الأنتباه الى أفلامها أو خاطفةً الجوائز أو يترأس مخرجوها لجان التحكيم في المهرجانات السينمائية الدولية . و بات عددٌ من هؤلاء المخرجين معروفين و يشكلون حضوراً لافتاً في الأوساط السينمائية العالمية ، ولكنهم وجدوا أنفسهم يعملون على جبهتين : جبهة ينتجون فيها أفلاماً ممتازة مثيرة لإنتباه العالم المَعنيِّ بالسينما ، و جبهة يقاومون فيها توجهات النظام الإيراني المتشددة التي تريد أن تفرض عليهم إرادة سياسية ــ دينية ــ إجتماعية بعيدة كل البعد عن روح الفن . فقد شهدت السنوات الأخيرة الكثيرَ من المضايقات التي تعرض لها المخرجون السينمائيون الإيرانيون على يد عناصر السلطة الرقابية ، كحجب أفلامهم أو التدخل في رسم مسارات الأفلام أو منع المخرجين من السفر و المشاركة في المهرجانات التي أشركت أفلامهم في مسابقاتها أو عروضها ، بل حتى تعريض هؤلاء المخرجين الى المحاكمة و السَجن تحت هذه الذريعة أو تلك ، و مع ذلك فإن أفلامهم تتخطى الحواجز و تفوز بالجوائز ، و ربما تعمد بعض هذه المهرجانات الى تكريم هؤلاء المخرجين الإيرانيين و منح أفلامهم جوائزَها نكاية بالنظام الإيراني ، كضرب من ضروب توثيق المواقف ضد النظام الذي لم يكن ودوداً تجاه هؤلاء المخرجين الذين أبرزوا إسم إيران في المشهد السينمائي العالمي .
سنتحدث عن فيلم ( إخوة ليلى ) المنتج عام 2022 للمخرج " سعيد روستايي " ، و الذي فاز بجائزة النقاد في مهرجان ( كان ) السينمائي الدولي في دورة عام 2023 . و هو فيلم روائي طويل ، هو الرابع للمخرج ، المولود عام 1989 ، بعد أفلامه ( حياة و يوم ) ، و ( المتر بستة و نصف ) ، و ( قانون طهران ) الذي أطلق شهرة " سعيد روستايي " و هو فيلم بوليسي يتناول تجارة المخدرات .
أثار فوز فيلم ( إخوة ليلى ) بجائزة من مهرجان ( كان ) غضب النظام الإيراني ، فأصدرت إحدى محاكمه حكماً بسَجن المخرج " روستايي " و منتج الفيلم " جواد نوروزبيكي " مدة ستة أشهر يقضيان منها تسعة أيام في الحبس على أن لا يمارسا أي نشاط سينمائي و يُمنعا من أي تواصل مع الأوساط السينمائية طوال خمس سنوات ، و التهمة هي أن مضمون الفيلم يتطابق مع توجهات المعارضة للجمهورية الإسلامية ، وأن المخرج لم يأخذ بملاحظات اللجنة السينمائية المختصة حول الفيلم ، كما أنه شارك بفيلمه في مهرجان ( كان ) دون موافقة اللجنة .
و يبدو أن المخرج لم يُقم اعتباراً لهذه اللجنة و لا للسلطات عموماً بدليل أنه لم يستهل فيلمه بكلمة ( بإسم خُدا ) ــ بالفارسية أو ( بسم الله الرحمن الرحيم ) التي فرضت سلطات النظام على المخرجين استهلال أفلامهم بها .
من جانب آخر كتب كتبَةُ النظام أن الفيلم أساء للمجتمع المدني الإيراني ، و أساء لمكانة الوالدين في العائلة الإيرانية و وجّه الفيلم إهانة للأب الذي له مقام بالغ الإحترام لدى المجتمع ، كما أنه قدم صورة مشوهة عن حقيقة و واقع الأسرة في إيران .
ولكننا عندما نتفحص الفيلم سنجد أنه كان مفرطاً في واقعيته و تغلغل الى قاع الحياة الإجتماعية و نقل صورة حقيقية بلا زوائد عن هذه الحياة .
تبدأ أحداث الفيلم في الفترة التي بدأت فيها نتائج العقوبات الأمريكية ــ في عهد الرئيس " ترامب " ــ بالإنعكاس على الإقتصاد الإيراني .
يبدأ الفيلم بمشهد يظهر فيه الأب العجوز " إسماعيل جورابلو " و هو يدخن و ينظر الى يساره لتنتقل الكاميرا فتصور مشهداً هوليوودياً لم يظهر في السينما الإيرانية من قبل ، فنرى جموعاً من العمال في مصنع للصُلب و يظهر رجال السلطة وهم يأمرون العمال بالتوقف عن العمل و لملمة أغراضهم و مغادرة المعمل ، لأنه في طريقه الى الغلق ، ما يعني تسريح آلاف العمال ، و يعني ــ بالتالي ــ عجزاً في النظام الإقتصادي الإيراني نتيجة العقوبات الأمريكية ، و ربما اعتبرت السلطات هذا الأمر مثلبة أمام الإعلام و فضيحة لا يجوز للفيلم طرحُها .
سنجد أن للفيلم قطبين هما : الأب " إسماعيل جورابلو " ( لعب دورَه الممثلُ المخضرم " سعيد بور صميمي " ــ 80 عاماً ) و إبنته " ليلى " ( لعبت دورها " ترانة علي دوستي " ، و هي نفسها كانت قد تم اعتقالها بعد أن أعلنت مناهضتها للإعتقالات التي تعرض لها المتظاهرون المحتجون على مقتل الشابة الكردية " مهسا أميني” ) . و بين قطبي الأب " إسماعيل " و إبنته " ليلى " تدور حركة إخوة ليلى و أمهم ، و هي حركة تدور في فلك البطالة التي ينكر النظام أنها تلف حياة الشبان الإيرانيين و يستنكر على الفيلم أنه التقطها و سلط الضوء عليها . ذلك أن غضب السلطات على المخرج و فيلمه كان بسبب كشفه المستور من قاع المجتمع الإيراني . و هذا ليس غريباً على المخرج " سعيد روستايي " ، ففي فيلمه ( قانون طهران ) كان قد كشف ما هو أعظم و أفظع .
ثم نتعرف على الأب ، فنكتشف أنه ضعيف الشخصية ، متملق ، ذو طموح رخيص ، غير مهتم بكرامته أمام طموحه الشكلي في أن يحل محل شيخ عشيرة ( جورابلو ) المتوفى ، كونه الأكبر سناً ، و قد أدى الممثل " بورصميمي " دوره بإحترافية عالية .
قطبٌ " ليلى " قطبٌ لولبي يلف الجميع ، نعم الجميع ، إذ تتمتع بفطنة عالية و بحكمة و واقعية و شدة مراقبة و قوة رصد صامت ، و هي الأخت الوحيدة لأخوانها الأربعة العاطلين عن العمل و الباحثين عنه . و بدا الأبُ أنانياً عاطلاً عن العطاء الأبوي ، لإدمانه على الإفيون و لإنشغاله بهَم المشيخة السخيف على حساب محنة الأبناء الذين كان ماكراً و كاذباً معهم ، فيما ظهرت الأم سلبية تجاه أبنائها و غير فاعلة في حياة العائلة . و سنكتشف سلبية هذين الأبوين تجاه ابنائهما مشهداً بعد آخر ، فالأم لم تُظهر أي عطف تجاه أبنائها في أي مشهد من مشاهد الفيلم ، بل كانت شديدة التبرم ، و خصوصاً تجاه " ليلى " التي كانت تتحمل الجهد الأكبر في أعالة العائلة ، فيما كان الأبُ المُضرَّ الأول لإبنته الوحيدة حين سدّ الطريق أمام زواجها ، فيما كان يخفي عن أبنائه ذهباً كان يدخره ليوم تنصيبه شيخاً للعشيرة ، فيما كانت العشيرة تنبذه طوال حياته ، بل إنه حين علم أن أبناءه سرقوا الذهب ، و وقعوا عقداً لشراء محل في مجمع تجاري لتعتاش منه العائلة ، زعم أمام أبنائه أنه رهن المنزل من أجل قِطع الذهب تلك ، ولكن سرعان ما تكشف " ليلى " كذبه . غير أنه ما أن ألغى الأبناءُ عقدَ شراء المحل حتى اكتشفوا اضطراب سوق العملة و سوق الذهب بعد العقوبات التي فرضها ــ حينها ــ الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " على إيران .
و على الرغم من تعاسة معيشة العائلة في منزل ضيّـق ، لم يفت المخرج أن يضفي بعضاً من نكهة الفكاهة للتخفيف على المُشاهد ، أما أفخم المَشاهد التي بدت غريبة على الفيلم ، و ربما حتى على السينما الإيرانية ، هو مشهد زواج حفيد شيخ عشيرة ( جورابلو ) المتوفى ، فهو مشهد باذخ الفخامة و الأناقة و الثراء .
جميع ممثلي الفيلم ــ على الإطلاق ــ كانوا بارعين في أدائهم التمثيلي ، و كان المخرج بارعاً في تنفيذ السيناريو الذي كتبه بنفسه و في إدارة كادر فيلمه . و في هذا الفيلم رسّخ " سعيد روستايي " مكانته كمخرج لن تستطيع السلطات محو إسمه من ذاكرة السينما الإيرانية .
في هذا الفيلم ــ الذي بدا متسارعاً في بعض مَشاهده ــ حافظ " روستايي " على الواقعية الآسرة التي عُرفت بها السينما الإيرانية .. ولكنه قدّمها بصورة مختلفة هذه المرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
إخوة ليلى Leila’s Brothers
عاماً بعد عام ، و يوماً بعد يوم ، تتقدم السينما الإيرانية نحو واجهة السينما العالمية ، حاضرةً في المهرجانات الدولية أو مُلفتةً الأنتباه الى أفلامها أو خاطفةً الجوائز أو يترأس مخرجوها لجان التحكيم في المهرجانات السينمائية الدولية . و بات عددٌ من هؤلاء المخرجين معروفين و يشكلون حضوراً لافتاً في الأوساط السينمائية العالمية ، ولكنهم وجدوا أنفسهم يعملون على جبهتين : جبهة ينتجون فيها أفلاماً ممتازة مثيرة لإنتباه العالم المَعنيِّ بالسينما ، و جبهة يقاومون فيها توجهات النظام الإيراني المتشددة التي تريد أن تفرض عليهم إرادة سياسية ــ دينية ــ إجتماعية بعيدة كل البعد عن روح الفن . فقد شهدت السنوات الأخيرة الكثيرَ من المضايقات التي تعرض لها المخرجون السينمائيون الإيرانيون على يد عناصر السلطة الرقابية ، كحجب أفلامهم أو التدخل في رسم مسارات الأفلام أو منع المخرجين من السفر و المشاركة في المهرجانات التي أشركت أفلامهم في مسابقاتها أو عروضها ، بل حتى تعريض هؤلاء المخرجين الى المحاكمة و السَجن تحت هذه الذريعة أو تلك ، و مع ذلك فإن أفلامهم تتخطى الحواجز و تفوز بالجوائز ، و ربما تعمد بعض هذه المهرجانات الى تكريم هؤلاء المخرجين الإيرانيين و منح أفلامهم جوائزَها نكاية بالنظام الإيراني ، كضرب من ضروب توثيق المواقف ضد النظام الذي لم يكن ودوداً تجاه هؤلاء المخرجين الذين أبرزوا إسم إيران في المشهد السينمائي العالمي .
سنتحدث عن فيلم ( إخوة ليلى ) المنتج عام 2022 للمخرج " سعيد روستايي " ، و الذي فاز بجائزة النقاد في مهرجان ( كان ) السينمائي الدولي في دورة عام 2023 . و هو فيلم روائي طويل ، هو الرابع للمخرج ، المولود عام 1989 ، بعد أفلامه ( حياة و يوم ) ، و ( المتر بستة و نصف ) ، و ( قانون طهران ) الذي أطلق شهرة " سعيد روستايي " و هو فيلم بوليسي يتناول تجارة المخدرات .
أثار فوز فيلم ( إخوة ليلى ) بجائزة من مهرجان ( كان ) غضب النظام الإيراني ، فأصدرت إحدى محاكمه حكماً بسَجن المخرج " روستايي " و منتج الفيلم " جواد نوروزبيكي " مدة ستة أشهر يقضيان منها تسعة أيام في الحبس على أن لا يمارسا أي نشاط سينمائي و يُمنعا من أي تواصل مع الأوساط السينمائية طوال خمس سنوات ، و التهمة هي أن مضمون الفيلم يتطابق مع توجهات المعارضة للجمهورية الإسلامية ، وأن المخرج لم يأخذ بملاحظات اللجنة السينمائية المختصة حول الفيلم ، كما أنه شارك بفيلمه في مهرجان ( كان ) دون موافقة اللجنة .
و يبدو أن المخرج لم يُقم اعتباراً لهذه اللجنة و لا للسلطات عموماً بدليل أنه لم يستهل فيلمه بكلمة ( بإسم خُدا ) ــ بالفارسية أو ( بسم الله الرحمن الرحيم ) التي فرضت سلطات النظام على المخرجين استهلال أفلامهم بها .
من جانب آخر كتب كتبَةُ النظام أن الفيلم أساء للمجتمع المدني الإيراني ، و أساء لمكانة الوالدين في العائلة الإيرانية و وجّه الفيلم إهانة للأب الذي له مقام بالغ الإحترام لدى المجتمع ، كما أنه قدم صورة مشوهة عن حقيقة و واقع الأسرة في إيران .
ولكننا عندما نتفحص الفيلم سنجد أنه كان مفرطاً في واقعيته و تغلغل الى قاع الحياة الإجتماعية و نقل صورة حقيقية بلا زوائد عن هذه الحياة .
تبدأ أحداث الفيلم في الفترة التي بدأت فيها نتائج العقوبات الأمريكية ــ في عهد الرئيس " ترامب " ــ بالإنعكاس على الإقتصاد الإيراني .
يبدأ الفيلم بمشهد يظهر فيه الأب العجوز " إسماعيل جورابلو " و هو يدخن و ينظر الى يساره لتنتقل الكاميرا فتصور مشهداً هوليوودياً لم يظهر في السينما الإيرانية من قبل ، فنرى جموعاً من العمال في مصنع للصُلب و يظهر رجال السلطة وهم يأمرون العمال بالتوقف عن العمل و لملمة أغراضهم و مغادرة المعمل ، لأنه في طريقه الى الغلق ، ما يعني تسريح آلاف العمال ، و يعني ــ بالتالي ــ عجزاً في النظام الإقتصادي الإيراني نتيجة العقوبات الأمريكية ، و ربما اعتبرت السلطات هذا الأمر مثلبة أمام الإعلام و فضيحة لا يجوز للفيلم طرحُها .
سنجد أن للفيلم قطبين هما : الأب " إسماعيل جورابلو " ( لعب دورَه الممثلُ المخضرم " سعيد بور صميمي " ــ 80 عاماً ) و إبنته " ليلى " ( لعبت دورها " ترانة علي دوستي " ، و هي نفسها كانت قد تم اعتقالها بعد أن أعلنت مناهضتها للإعتقالات التي تعرض لها المتظاهرون المحتجون على مقتل الشابة الكردية " مهسا أميني” ) . و بين قطبي الأب " إسماعيل " و إبنته " ليلى " تدور حركة إخوة ليلى و أمهم ، و هي حركة تدور في فلك البطالة التي ينكر النظام أنها تلف حياة الشبان الإيرانيين و يستنكر على الفيلم أنه التقطها و سلط الضوء عليها . ذلك أن غضب السلطات على المخرج و فيلمه كان بسبب كشفه المستور من قاع المجتمع الإيراني . و هذا ليس غريباً على المخرج " سعيد روستايي " ، ففي فيلمه ( قانون طهران ) كان قد كشف ما هو أعظم و أفظع .
ثم نتعرف على الأب ، فنكتشف أنه ضعيف الشخصية ، متملق ، ذو طموح رخيص ، غير مهتم بكرامته أمام طموحه الشكلي في أن يحل محل شيخ عشيرة ( جورابلو ) المتوفى ، كونه الأكبر سناً ، و قد أدى الممثل " بورصميمي " دوره بإحترافية عالية .
قطبٌ " ليلى " قطبٌ لولبي يلف الجميع ، نعم الجميع ، إذ تتمتع بفطنة عالية و بحكمة و واقعية و شدة مراقبة و قوة رصد صامت ، و هي الأخت الوحيدة لأخوانها الأربعة العاطلين عن العمل و الباحثين عنه . و بدا الأبُ أنانياً عاطلاً عن العطاء الأبوي ، لإدمانه على الإفيون و لإنشغاله بهَم المشيخة السخيف على حساب محنة الأبناء الذين كان ماكراً و كاذباً معهم ، فيما ظهرت الأم سلبية تجاه أبنائها و غير فاعلة في حياة العائلة . و سنكتشف سلبية هذين الأبوين تجاه ابنائهما مشهداً بعد آخر ، فالأم لم تُظهر أي عطف تجاه أبنائها في أي مشهد من مشاهد الفيلم ، بل كانت شديدة التبرم ، و خصوصاً تجاه " ليلى " التي كانت تتحمل الجهد الأكبر في أعالة العائلة ، فيما كان الأبُ المُضرَّ الأول لإبنته الوحيدة حين سدّ الطريق أمام زواجها ، فيما كان يخفي عن أبنائه ذهباً كان يدخره ليوم تنصيبه شيخاً للعشيرة ، فيما كانت العشيرة تنبذه طوال حياته ، بل إنه حين علم أن أبناءه سرقوا الذهب ، و وقعوا عقداً لشراء محل في مجمع تجاري لتعتاش منه العائلة ، زعم أمام أبنائه أنه رهن المنزل من أجل قِطع الذهب تلك ، ولكن سرعان ما تكشف " ليلى " كذبه . غير أنه ما أن ألغى الأبناءُ عقدَ شراء المحل حتى اكتشفوا اضطراب سوق العملة و سوق الذهب بعد العقوبات التي فرضها ــ حينها ــ الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " على إيران .
و على الرغم من تعاسة معيشة العائلة في منزل ضيّـق ، لم يفت المخرج أن يضفي بعضاً من نكهة الفكاهة للتخفيف على المُشاهد ، أما أفخم المَشاهد التي بدت غريبة على الفيلم ، و ربما حتى على السينما الإيرانية ، هو مشهد زواج حفيد شيخ عشيرة ( جورابلو ) المتوفى ، فهو مشهد باذخ الفخامة و الأناقة و الثراء .
جميع ممثلي الفيلم ــ على الإطلاق ــ كانوا بارعين في أدائهم التمثيلي ، و كان المخرج بارعاً في تنفيذ السيناريو الذي كتبه بنفسه و في إدارة كادر فيلمه . و في هذا الفيلم رسّخ " سعيد روستايي " مكانته كمخرج لن تستطيع السلطات محو إسمه من ذاكرة السينما الإيرانية .
في هذا الفيلم ــ الذي بدا متسارعاً في بعض مَشاهده ــ حافظ " روستايي " على الواقعية الآسرة التي عُرفت بها السينما الإيرانية .. ولكنه قدّمها بصورة مختلفة هذه المرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ