السفينة أبولو ١١ يتقاطع مسارها ومدار القمر حول الأرض
وتبلغ السفينة مدار القمر حول الأرض بعد زمن من اطلاقها من فلوردة يتراوح بين ٦٢ و ٧٦ ساعة ( ٣ أيام = ۷۲ ساعة ) وقد بلغته سفينة أبولو ١١ هذه فعلا في ٧٥ ساعة و ٥٧ دقيقة ، متأخرة ٣ دقائق عن الموعد وهي ساعات ، قضاها رجالها ، في غير ما ذكرنا من أعمال ، في النوم والطعام ، وممارسة العيش قدر الامكان ، ثم المداومة على اختبار أجهزة السفينة ، ثم اختبارها ، والاتصال لاسلكيا بمركز المراقبة في بلدة هوستن بالولايات المتحدة . وهذا الاتصال لاسلكيا المحسوب بالأرض ، على هذا المدى البعيد ، بعض الأعاجيب .
ويسمع رجال المراقبة أصواتهم واضحة ، كما لو سمعوها من قريب . وكذلك يسمع رجال السفينة رجال الأرض. ويتهيأ رجال السفينة للدوران في فلك يختارونه حول القمر .
- النزول بالسفينة الفضائية الى مدار حول القمر :
ان السفينة الفضائية وصلت الى القمر وهي تسير . بسرعة ٩٠٠٠ كيلومتر في الساعة .
ولكي تدور السفينة حول القمر ، وفي فلك قريب من سطحه ، وجب تخفيض هذه السرعة الى السرعة التي تتفق والفلك الذي نريده للسفينة . فالمعروف بالطبع أن السرعة كلما نقصت ، ضاقت دورة الفلك ، وكلما زادت ، اتسعت دورة الفلك .
وللنزول بالسفينة الى فلك يرتفع عن القمر ۱۱۲ كيلومترا وجب النزول بسرعة الى سرعة ٥٨٠٠ كيلومتر في الساعة .
فكيف نصنع ذلك ؟
صنعوه بالمحرك الصاروخي الذي هو داخل وحدة الخدمة المتصلة بمركبة المراقبة . انهم اشعلوه ليدفع السفينة في عكس الاتجاه الذي هي ماضية فيه ، أي والسفينة في وضع يجعل الصاروخ ينزل بسرعتها لا يزيدها . انه بذلك عمل عمل المحرك الصاروخي الكابح.
وحصلوا على مدار اهليلج أي بيضاوي . وأعادوا اشعال الصاروخ فحصلوا منه في المرة الثانية على مدار حول القمر أقرب الى الدائرة ، ارتفاعه ۱۱۲ کیلومترا وتراءى القمر للرجال عندئذ واضحا . انه لا هواء فيه ولا سحب تحول دون وضوح الصور . وظلوا ينقلون ما رأوا الى أهل الأرض ، عبر مركز المراقبة على الأرض ، كما سبق أن فعلوا وسوف يفعلون . ونقلوا كذلك صورا من القمر بالتلفاز الى الأرض .
وبعد الاستيقان مما بلغوه ، والوضع الذي هم فيه خرج اثنان من الرواد ، هما أرمسترنج والدرين من مركبة القيادة الى المركبة القمرية عبر النفق الذي بينهما ، واطمأنا الى أن كل الأجهزة فيها تعمل ، وأمداها بالضغط اللازم والتكييف ، اعدادا لها وللنزول بها . ثم غادراها وعادا الى المركبة الأم يأكلون وينامون . لقد كان التعب بلغ بهم ما بلغ .
انهما دارا حول القمر مرارا . واطلعا رأي العين على ذلك الجانب من القمر الذي لا يراه أهل الأرض أبدا . وهم كلما داروا اليه انقطع ما بينهم وبين الأرض من اتصال ، فجسم القمر يقطع اللاسلكي ويحجبه ، وتصبح السفينة ورجالها في عزلة تامة .
- الهبوط على سطح القمر :
وتقترب اللحظة الحاسمة .
يعود الرجلان ، أرمسترنج والدرين ، الى المركبة القمرية ، استعدادا للنزول بها الى سطح القمر ، ويظل الرائد كولنز في مركبة القيادة ، المركبة الأم ، لا ينزل الى القمر أبدا . انه يظل يفلك بها حول القمر حتى يعود اليه الرائدان .
( النصف الأعلى من المركبة القمرية ، وفيه الرائدان القمريان أرمسترنج والدرين ، وقد اشتعل صاروخه ، ففصله عن نصف المركبة الأسفل الذي بقي على سطح القمر ، وارتفع النصف الأعلى ليدور في فلك حول القمر مرة أخرى للالتحام بمركبة القيادة التي ما زالت هناك تفلك )
وتنفصل المركبتان عندما تشتعل الصواريخ في المركبة القمرية فتدفع بها بعيدا عن المركبة الأم . وتسير المركبتان معا نحو ربع دورة قمرية ، وبينهما عشرات الأمتار .
ثم يطلق رجال المركبة القمرية الصاروخ المسمى بصاروخ النزول ( اي الذي يسبب نزولها الى القمر )
يطلقونه طلقة قصيرة ، فيعمل ضد سير المركبة ، فهو اذن ينقص من سرعتها ، واذن يصغر من فلكها ، واذن هي تقترب من سطح القمر .
ان الصواريخ عندما تطلق تزيد في السرعة اذا عملت مع مسيرة الجسم ، وهي تقلل منها اذا عملت ضد مسيرة الجسم وعندئذ تعمل عمل الفرملة الكابحة ، كما سبق أن ذكرنا .
وتبلغ السفينة القمرية في هبوطها الى ارتفاع ١٥٠٠ متر من سطح القمر . عندئذ يعود قائدها فيشعل صاروخ النزول بها ليزيدها هبوطا . وهنا ينظر الرائدان ليتعرفا على البقعة التي يريدان النزول عليها من سطح القمر ، الأربع ان كان عندهما سابق علم بها ، أو هما يتخيرانها مبسوطة بعيدة عن المخاطر .
واذ تبلغ المركبة سطح القمر تكون أرجلها اعتدلت واستقامت فتحط على السطح بلطف وفي هوادة و تمسه مسا رفيقا .
- اللحظة الحاسمة :
كنا عند ذلك في عاصمة الولايات المتحدة .
و فرغت الطرقات من المارة أو كادت .
ذلك أن كلا جلس الى مستقبلة تلفازية يرى و يسمع ، و ذو المنزل هرع الى منزله ، وذو الفندق أسرع الى فندقه . وذو النادي الى ناديه .
لا في واشنطن فحسب ، ولا في أمريكا فحسب ، ولكن في أوروبا ، وفي آسيا ، وفي كل قطر دبروا لحمل الصور القمرية اليه حملا حيا ..
وضربوا لنا هناك موعدا في الثانية بعد منتصف الليل ، يبدأ فيه مركز المراقبة ، في بلدة هوستن ، بوصل أهل القمر ، ورحاب القمر ، بأهل الأرض ، ورحاب الأرض .
وأخيرا تلطفوا فجعلوا الموعد العاشرة مساء. وعلمنا أن ذلك حدث بسبب أن المفروض كان أن ينام رجلا القمر ، في مركبة القمر ، على سطح القمر ، ساعتين أو أكثر ليستريحا قبل الخروج منها للذي أصابهما من اجهاد ، لعله كان اجهاد أعصاب أكثر من اجهاد أجساد . ولكنهما لم يستطيعا أن يصبرا وهذا سطح القمر حاضر يدعوهما الى تسجيل حدث التاريخ الأكبر .
( ترى في هذه الصورة رجل الفضاء ادوين الدرين Edwin Aldrin وهو يمشي على سطح القمر ، وترى في مقدمة الصورة آثار اقدامه مرسومة على تربة القمر . وترى كذلك ما انعكس في واجهة الخوذة التي يلبسها رجل الفضاء من أشياء ، منها رجل الفضاء الأول ( نيل آرمسترنج ) Neil Armstrong ، وكمرته الفوتغرافية ، وكذلك علم الولايات المتحدة ، وكمرة التلفاز غير الملون ، وجزء من المركبة القمرية التي حطت على القمر ، وذلك في الهبوط التاريخي عليه الذي وقع في ۲۰ يوليو ١٩٦٩ وفقا لمشروع أبولو ۱۱ )
وقضينا الفترة من بعد الفترة ، نستمع الى الحديث الذي كان يجري بين رجال مركز المراقبة على الأرض ، ورجال المركبة فوق القمر . ويخيم الصمت ، ثم يعود الحديث . وترقبنا حتى بدأ القلق يحل محل الترقب .
وبغتة ظهرت المركبة القمرية وعليها شيء يتحرك انه سلمها المؤدي الى القمر ، وانه رجل الفضاء ظهر لنا ظهره وهو يخطو بقدم من بعد أخرى هابطا على مدارج السلم ، ولكن في حذر شديد . واذ اقترب من السطح نزل بقدمه اليه ، وخلناه يتحسسه في بطء ثم اذا هو يمسه .
وعندئذ صاح صائح التلفاز صيحة مدوية ، زادت النظارة ما هم فيه من توتر اعصاب . صاح : هذي هي اللحظة التاريخية الحاسمة . انها قدم اول انسان تمس سطح القمر .
ودار رجل القمر حول نفسه ينظر فيما حوله قبل أن يخطو خطوة ثانية . ورويدا رويدا يمرن على السير فيسهل السير . ورأينا حذاءه يطبع آثار نعله الثقيل على التربة . وتمضي فترات طويلة وكأنها لمحات .
وينزل رجل القمر الثاني من المركبة القمرية فيلتقي الرجلان على سطح القمر . ويتحدثان معا باللاسلكي ، فليس على القمر هواء يحمل الصوت ويتحدثان مع مركز المراقبة على الأرض . ونسمع كل هذا الحديث .
ويرتاد الرجلان ما حولهما من أرض أغلبها البسيط سوى كتل من حجر هنا وهناك ، وعدة من تقر ليست بالعميقة . ويصوران . ويوزعان الأجهزة العلمية هنا وهنا ، وهم تاركوها لتعمل وترسل بنتائجها الى الأرض بالأمواج الكهربائية المغناطيسية . وعلم الولايات المتحدة يغرزون عصاه في أرض القمر . وشيء آخر لعله أعظم خطرا ، ذلك جمع عينات من تربة القمر ومن حجره ، ارطالا ، يحملونها الى التحاليل في مختبرات الأرض .
( الصعود فوق سطح القمر : المركبة القمرية التي كانت هبطت على القمر ، تتراءى في الصورة وهي تصعد فوق سطح القمر ، وفقا لبرنامج أبولو ١١ ، وقد حملت رجلي الفضاء أرمسترنج والدرين ، لتلحق بمركبة القيادة التي ظلت تدور في فلك لها حول القمر ، وبها رجل الفضاء ميكل كولنز Michael Collins كان هذا في ٢١ يولية ١٩٦٩ .
وفي الصورة تراءت صورة الأرض ، وكأنها وجه من وجوه القمر وقد تنصف . ولا يفوتنا أن نقول ان المركبة القمرية هذه صعدت بنصفها الأعلى فقط عن سطح القمر وتركت على هذا السطح النصف الثاني الأسفل وذلك للفراغ من الحاجة اليه )
( رجل الفضاء ادوين الدرين وهو يهبط بواسطة سلم المركبة القمرية الى سطح القمر ، وقد كاد يطوه بقدمه . أخذ هذه الصورة رجل الفضاء أرمسترنج اثناء وجوده على سطح القمر )
( في الصورة يظهر رجل الفضاء لأبولو ۱۱ ، ادوين الدرين ، وقد حمل الصرة التي تحتوي على أجهزة التجارب السسمية ( الارتجاجية ) ، وحمل في يده اليسرى العاكس اللازاري Laser ، وذلك لتوزيعها على سطح القمر . والذي أخذ هذه الصورة رجل الفضاء الآخر نيل ار مسترنج . وهما تركا هذه الأجهزة على سطح القمر يوم انطلقا عن سطح القمر يوم ٢١ يوليو ليلتقيا برجل الفضاء الثالث ، میکل کولنز الذي بقي في مركبة القيادة )
( حيث هبطت المركبة القمرية لأبولو ۱۱ : هذا منظر شاهده رجال الفضاء من المركبة القمرية ، وهي لا تزال مرتبطة بمركبة القيادة ، وهما يدوران معا في فلك حول القمر . والموضع الذي هبطت فيه المركبة يوجد في الصورة ، في أوسط أعلاها ، حيث يبدأ الظلام . وترى الفوهة المسماة مشكلين Maslelyne Crater في أقصى اليمين من أسفل . أما الوادي هاباتيا Hypatia Rille ( U.S.I ) فيوجد في الأوسط اليساري العلوي ، والى بمينه مباشرة فوهة ملتكه Miltke . ويمتد كل من وادي سیدوندر Sidewinder Rille ووادي ديامندباك Diamondback Rillo من اليسار الى اليمين عبر الوسط . وهذا الجزء الجنوبي الغربي من بحر الهدوء Sea of Tranquility يقع في عمومه في الجهة الغربية من القمر )
( رجل الفضاء ادوين الدرب ن يمشي على سطح القمر قرب رجل من ارجل المركبة القمرية اثناء رحلة أبولو ۱۱. أخذ هذه الصورة رجل الفضاء أرمسترنج ، لاحظ آثار الأقدام الواضحة في مقدمة الصورة )
( صورة رائد الفضاء ادوين الدرين وقد وقف الى جوار علم الولايات المتحدة بعد دكه في سطح القمر في رحلة أبولو ۱۱ ، وترى المركبة القمرية أمام رجل الفضاء ، كما ترى آثار أقدامه واضحة وضوحا بينا في مقدمة الصورة . أما الذي أخذ الصورة فهو رجل الفضاء أرمسترنج ) .
وتبلغ السفينة مدار القمر حول الأرض بعد زمن من اطلاقها من فلوردة يتراوح بين ٦٢ و ٧٦ ساعة ( ٣ أيام = ۷۲ ساعة ) وقد بلغته سفينة أبولو ١١ هذه فعلا في ٧٥ ساعة و ٥٧ دقيقة ، متأخرة ٣ دقائق عن الموعد وهي ساعات ، قضاها رجالها ، في غير ما ذكرنا من أعمال ، في النوم والطعام ، وممارسة العيش قدر الامكان ، ثم المداومة على اختبار أجهزة السفينة ، ثم اختبارها ، والاتصال لاسلكيا بمركز المراقبة في بلدة هوستن بالولايات المتحدة . وهذا الاتصال لاسلكيا المحسوب بالأرض ، على هذا المدى البعيد ، بعض الأعاجيب .
ويسمع رجال المراقبة أصواتهم واضحة ، كما لو سمعوها من قريب . وكذلك يسمع رجال السفينة رجال الأرض. ويتهيأ رجال السفينة للدوران في فلك يختارونه حول القمر .
- النزول بالسفينة الفضائية الى مدار حول القمر :
ان السفينة الفضائية وصلت الى القمر وهي تسير . بسرعة ٩٠٠٠ كيلومتر في الساعة .
ولكي تدور السفينة حول القمر ، وفي فلك قريب من سطحه ، وجب تخفيض هذه السرعة الى السرعة التي تتفق والفلك الذي نريده للسفينة . فالمعروف بالطبع أن السرعة كلما نقصت ، ضاقت دورة الفلك ، وكلما زادت ، اتسعت دورة الفلك .
وللنزول بالسفينة الى فلك يرتفع عن القمر ۱۱۲ كيلومترا وجب النزول بسرعة الى سرعة ٥٨٠٠ كيلومتر في الساعة .
فكيف نصنع ذلك ؟
صنعوه بالمحرك الصاروخي الذي هو داخل وحدة الخدمة المتصلة بمركبة المراقبة . انهم اشعلوه ليدفع السفينة في عكس الاتجاه الذي هي ماضية فيه ، أي والسفينة في وضع يجعل الصاروخ ينزل بسرعتها لا يزيدها . انه بذلك عمل عمل المحرك الصاروخي الكابح.
وحصلوا على مدار اهليلج أي بيضاوي . وأعادوا اشعال الصاروخ فحصلوا منه في المرة الثانية على مدار حول القمر أقرب الى الدائرة ، ارتفاعه ۱۱۲ کیلومترا وتراءى القمر للرجال عندئذ واضحا . انه لا هواء فيه ولا سحب تحول دون وضوح الصور . وظلوا ينقلون ما رأوا الى أهل الأرض ، عبر مركز المراقبة على الأرض ، كما سبق أن فعلوا وسوف يفعلون . ونقلوا كذلك صورا من القمر بالتلفاز الى الأرض .
وبعد الاستيقان مما بلغوه ، والوضع الذي هم فيه خرج اثنان من الرواد ، هما أرمسترنج والدرين من مركبة القيادة الى المركبة القمرية عبر النفق الذي بينهما ، واطمأنا الى أن كل الأجهزة فيها تعمل ، وأمداها بالضغط اللازم والتكييف ، اعدادا لها وللنزول بها . ثم غادراها وعادا الى المركبة الأم يأكلون وينامون . لقد كان التعب بلغ بهم ما بلغ .
انهما دارا حول القمر مرارا . واطلعا رأي العين على ذلك الجانب من القمر الذي لا يراه أهل الأرض أبدا . وهم كلما داروا اليه انقطع ما بينهم وبين الأرض من اتصال ، فجسم القمر يقطع اللاسلكي ويحجبه ، وتصبح السفينة ورجالها في عزلة تامة .
- الهبوط على سطح القمر :
وتقترب اللحظة الحاسمة .
يعود الرجلان ، أرمسترنج والدرين ، الى المركبة القمرية ، استعدادا للنزول بها الى سطح القمر ، ويظل الرائد كولنز في مركبة القيادة ، المركبة الأم ، لا ينزل الى القمر أبدا . انه يظل يفلك بها حول القمر حتى يعود اليه الرائدان .
( النصف الأعلى من المركبة القمرية ، وفيه الرائدان القمريان أرمسترنج والدرين ، وقد اشتعل صاروخه ، ففصله عن نصف المركبة الأسفل الذي بقي على سطح القمر ، وارتفع النصف الأعلى ليدور في فلك حول القمر مرة أخرى للالتحام بمركبة القيادة التي ما زالت هناك تفلك )
وتنفصل المركبتان عندما تشتعل الصواريخ في المركبة القمرية فتدفع بها بعيدا عن المركبة الأم . وتسير المركبتان معا نحو ربع دورة قمرية ، وبينهما عشرات الأمتار .
ثم يطلق رجال المركبة القمرية الصاروخ المسمى بصاروخ النزول ( اي الذي يسبب نزولها الى القمر )
يطلقونه طلقة قصيرة ، فيعمل ضد سير المركبة ، فهو اذن ينقص من سرعتها ، واذن يصغر من فلكها ، واذن هي تقترب من سطح القمر .
ان الصواريخ عندما تطلق تزيد في السرعة اذا عملت مع مسيرة الجسم ، وهي تقلل منها اذا عملت ضد مسيرة الجسم وعندئذ تعمل عمل الفرملة الكابحة ، كما سبق أن ذكرنا .
وتبلغ السفينة القمرية في هبوطها الى ارتفاع ١٥٠٠ متر من سطح القمر . عندئذ يعود قائدها فيشعل صاروخ النزول بها ليزيدها هبوطا . وهنا ينظر الرائدان ليتعرفا على البقعة التي يريدان النزول عليها من سطح القمر ، الأربع ان كان عندهما سابق علم بها ، أو هما يتخيرانها مبسوطة بعيدة عن المخاطر .
واذ تبلغ المركبة سطح القمر تكون أرجلها اعتدلت واستقامت فتحط على السطح بلطف وفي هوادة و تمسه مسا رفيقا .
- اللحظة الحاسمة :
كنا عند ذلك في عاصمة الولايات المتحدة .
و فرغت الطرقات من المارة أو كادت .
ذلك أن كلا جلس الى مستقبلة تلفازية يرى و يسمع ، و ذو المنزل هرع الى منزله ، وذو الفندق أسرع الى فندقه . وذو النادي الى ناديه .
لا في واشنطن فحسب ، ولا في أمريكا فحسب ، ولكن في أوروبا ، وفي آسيا ، وفي كل قطر دبروا لحمل الصور القمرية اليه حملا حيا ..
وضربوا لنا هناك موعدا في الثانية بعد منتصف الليل ، يبدأ فيه مركز المراقبة ، في بلدة هوستن ، بوصل أهل القمر ، ورحاب القمر ، بأهل الأرض ، ورحاب الأرض .
وأخيرا تلطفوا فجعلوا الموعد العاشرة مساء. وعلمنا أن ذلك حدث بسبب أن المفروض كان أن ينام رجلا القمر ، في مركبة القمر ، على سطح القمر ، ساعتين أو أكثر ليستريحا قبل الخروج منها للذي أصابهما من اجهاد ، لعله كان اجهاد أعصاب أكثر من اجهاد أجساد . ولكنهما لم يستطيعا أن يصبرا وهذا سطح القمر حاضر يدعوهما الى تسجيل حدث التاريخ الأكبر .
( ترى في هذه الصورة رجل الفضاء ادوين الدرين Edwin Aldrin وهو يمشي على سطح القمر ، وترى في مقدمة الصورة آثار اقدامه مرسومة على تربة القمر . وترى كذلك ما انعكس في واجهة الخوذة التي يلبسها رجل الفضاء من أشياء ، منها رجل الفضاء الأول ( نيل آرمسترنج ) Neil Armstrong ، وكمرته الفوتغرافية ، وكذلك علم الولايات المتحدة ، وكمرة التلفاز غير الملون ، وجزء من المركبة القمرية التي حطت على القمر ، وذلك في الهبوط التاريخي عليه الذي وقع في ۲۰ يوليو ١٩٦٩ وفقا لمشروع أبولو ۱۱ )
وقضينا الفترة من بعد الفترة ، نستمع الى الحديث الذي كان يجري بين رجال مركز المراقبة على الأرض ، ورجال المركبة فوق القمر . ويخيم الصمت ، ثم يعود الحديث . وترقبنا حتى بدأ القلق يحل محل الترقب .
وبغتة ظهرت المركبة القمرية وعليها شيء يتحرك انه سلمها المؤدي الى القمر ، وانه رجل الفضاء ظهر لنا ظهره وهو يخطو بقدم من بعد أخرى هابطا على مدارج السلم ، ولكن في حذر شديد . واذ اقترب من السطح نزل بقدمه اليه ، وخلناه يتحسسه في بطء ثم اذا هو يمسه .
وعندئذ صاح صائح التلفاز صيحة مدوية ، زادت النظارة ما هم فيه من توتر اعصاب . صاح : هذي هي اللحظة التاريخية الحاسمة . انها قدم اول انسان تمس سطح القمر .
ودار رجل القمر حول نفسه ينظر فيما حوله قبل أن يخطو خطوة ثانية . ورويدا رويدا يمرن على السير فيسهل السير . ورأينا حذاءه يطبع آثار نعله الثقيل على التربة . وتمضي فترات طويلة وكأنها لمحات .
وينزل رجل القمر الثاني من المركبة القمرية فيلتقي الرجلان على سطح القمر . ويتحدثان معا باللاسلكي ، فليس على القمر هواء يحمل الصوت ويتحدثان مع مركز المراقبة على الأرض . ونسمع كل هذا الحديث .
ويرتاد الرجلان ما حولهما من أرض أغلبها البسيط سوى كتل من حجر هنا وهناك ، وعدة من تقر ليست بالعميقة . ويصوران . ويوزعان الأجهزة العلمية هنا وهنا ، وهم تاركوها لتعمل وترسل بنتائجها الى الأرض بالأمواج الكهربائية المغناطيسية . وعلم الولايات المتحدة يغرزون عصاه في أرض القمر . وشيء آخر لعله أعظم خطرا ، ذلك جمع عينات من تربة القمر ومن حجره ، ارطالا ، يحملونها الى التحاليل في مختبرات الأرض .
( الصعود فوق سطح القمر : المركبة القمرية التي كانت هبطت على القمر ، تتراءى في الصورة وهي تصعد فوق سطح القمر ، وفقا لبرنامج أبولو ١١ ، وقد حملت رجلي الفضاء أرمسترنج والدرين ، لتلحق بمركبة القيادة التي ظلت تدور في فلك لها حول القمر ، وبها رجل الفضاء ميكل كولنز Michael Collins كان هذا في ٢١ يولية ١٩٦٩ .
وفي الصورة تراءت صورة الأرض ، وكأنها وجه من وجوه القمر وقد تنصف . ولا يفوتنا أن نقول ان المركبة القمرية هذه صعدت بنصفها الأعلى فقط عن سطح القمر وتركت على هذا السطح النصف الثاني الأسفل وذلك للفراغ من الحاجة اليه )
( رجل الفضاء ادوين الدرين وهو يهبط بواسطة سلم المركبة القمرية الى سطح القمر ، وقد كاد يطوه بقدمه . أخذ هذه الصورة رجل الفضاء أرمسترنج اثناء وجوده على سطح القمر )
( في الصورة يظهر رجل الفضاء لأبولو ۱۱ ، ادوين الدرين ، وقد حمل الصرة التي تحتوي على أجهزة التجارب السسمية ( الارتجاجية ) ، وحمل في يده اليسرى العاكس اللازاري Laser ، وذلك لتوزيعها على سطح القمر . والذي أخذ هذه الصورة رجل الفضاء الآخر نيل ار مسترنج . وهما تركا هذه الأجهزة على سطح القمر يوم انطلقا عن سطح القمر يوم ٢١ يوليو ليلتقيا برجل الفضاء الثالث ، میکل کولنز الذي بقي في مركبة القيادة )
( حيث هبطت المركبة القمرية لأبولو ۱۱ : هذا منظر شاهده رجال الفضاء من المركبة القمرية ، وهي لا تزال مرتبطة بمركبة القيادة ، وهما يدوران معا في فلك حول القمر . والموضع الذي هبطت فيه المركبة يوجد في الصورة ، في أوسط أعلاها ، حيث يبدأ الظلام . وترى الفوهة المسماة مشكلين Maslelyne Crater في أقصى اليمين من أسفل . أما الوادي هاباتيا Hypatia Rille ( U.S.I ) فيوجد في الأوسط اليساري العلوي ، والى بمينه مباشرة فوهة ملتكه Miltke . ويمتد كل من وادي سیدوندر Sidewinder Rille ووادي ديامندباك Diamondback Rillo من اليسار الى اليمين عبر الوسط . وهذا الجزء الجنوبي الغربي من بحر الهدوء Sea of Tranquility يقع في عمومه في الجهة الغربية من القمر )
( رجل الفضاء ادوين الدرب ن يمشي على سطح القمر قرب رجل من ارجل المركبة القمرية اثناء رحلة أبولو ۱۱. أخذ هذه الصورة رجل الفضاء أرمسترنج ، لاحظ آثار الأقدام الواضحة في مقدمة الصورة )
( صورة رائد الفضاء ادوين الدرين وقد وقف الى جوار علم الولايات المتحدة بعد دكه في سطح القمر في رحلة أبولو ۱۱ ، وترى المركبة القمرية أمام رجل الفضاء ، كما ترى آثار أقدامه واضحة وضوحا بينا في مقدمة الصورة . أما الذي أخذ الصورة فهو رجل الفضاء أرمسترنج ) .
تعليق