أول إنسان دَقْت قَدَمَاهُ سَطِحَ القمر
وَتَفَقَّدُوهُ فَوَجَدُوهُ : خلاء .. وفراغاً .. وَصَمْتا وَوَحْشَةً رَهِيبَةٌ مَدِيدَةٌ .. فوق ترَابِ وَحَجَر .
انت سألت : متى فتح الترك القسطنطينية .
وجدت الجواب حاضرا ، انه عام ١٤٥٣ .
واذا انت سألت : متى فجر الانسان القنبلة الأولى الذرية ، وجدت الجواب حاضرا ، انه عام ١٩٤٥ .
واذا انت سألت : متى كشف كولمبس امريكا. وجدت الجواب حاضرا ، انه عام ١٤٩٢ .
احداث خطيرة كثيرة ، لعل هذه الثلاثة ليست اخطرها ، كان من شأنها تغيير مجرى الحياة على هذه الأرض .
ولا احسب انه كان لها هذه الخطورة الكبيرة يوم حدثت ، ولكنها خطورة تكشفت بمرور السنين ، ومرور الأحقاب والقرون .
وعامنا هذا المنصرم ، عام ١٩٦٩ ، لا شك قيده المقيدون في التاريخ بين تلك السنين ذات الأحداث الكبيرة.
ويكفيه خطرا أن الذي حدث فيه ، فوق انه لم يسبقه حدث مثله في تاريخ الانسان ، فهو حدث لا يرتبط بعلاقة الانسان بالانسان ، ولا بعلاقة الانسان بالأرض ، ولا الأرض بالانسان ، ولكنه حدث خرج عن هذه الكرة الأرضية اتصالا . انه أول وصلة للانسان بالسماء. وهي ليست وصال فكر ، ولا وصال خيال ، ولكن وصال اقدام . قدم الانسان دقت سطح القمر ، فلو أن للقمر روحا لذعر . فهذه أول مرة ، منذ الخليقة ، يحر القمر بأن على سطحه شيئا يجري له روح ، وهو ما عرف قط ما الروح . ما عرف ما الحياة ، وقد حرمه الله مقومات الحياة جميعا .
ان نزول الانسان على القمر حدث من أحداث الدنيا
عظيم ، ولعله ، فيما بين الانسان والطبيعة ، هو أكبر حدث عرفه الانسان الى الآن . انه باب السماء انفتح. ومن يدري فقد تتفتح السماء من بعد هذا الباب أبواب .
ولقد احسست بهذا الفتح، أن قد انفتحت في قلبي كوة دخل منها اليه بصيص من نور. ولقد كنت سبق أن قلت ، وانا أتحدث عن مخاطر القمر قبل الوصول اليه بسنين : من ذا الذي لا يود أن يرى القمر بعينيه، ويحس ترابه بيديه ، ثم لا يموت فوق ذاك التراب هادئا هانئا .
انه الغموض الذي يحيط بالانسان الذي اشتبك جسما وطعاما ولباسا ومعاشا بتروس هذه المكنة الدوارة العظمى ، مكنة هذا الكون ، فأصبح لا ينتشه منها الا الكثير من الفهم ، والكثير من العلم ، ولا فهم كفهم العين التي ترى ، واليد التي تحس .
واذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ، قال : أو لم نؤمن ، قال بلى ، ولكن ليطمئن قلبي (٢٦٠ سورة البقرة ) .
واليوم القمر ، وغدا المريخ ، وبعد المريخ المشتري، وزحل .
وتكشف القمر ، وتكشف المريخ ، فما كان أشبه المريخ بالقمر .
نقر في حجر .
وكأني بكل الكواكب الشمسية كشفت عن وجهها فكانت كلها يباباً ، وكانت سرابا .
وَتَفَقَّدُوهُ فَوَجَدُوهُ : خلاء .. وفراغاً .. وَصَمْتا وَوَحْشَةً رَهِيبَةٌ مَدِيدَةٌ .. فوق ترَابِ وَحَجَر .
انت سألت : متى فتح الترك القسطنطينية .
وجدت الجواب حاضرا ، انه عام ١٤٥٣ .
واذا انت سألت : متى فجر الانسان القنبلة الأولى الذرية ، وجدت الجواب حاضرا ، انه عام ١٩٤٥ .
واذا انت سألت : متى كشف كولمبس امريكا. وجدت الجواب حاضرا ، انه عام ١٤٩٢ .
احداث خطيرة كثيرة ، لعل هذه الثلاثة ليست اخطرها ، كان من شأنها تغيير مجرى الحياة على هذه الأرض .
ولا احسب انه كان لها هذه الخطورة الكبيرة يوم حدثت ، ولكنها خطورة تكشفت بمرور السنين ، ومرور الأحقاب والقرون .
وعامنا هذا المنصرم ، عام ١٩٦٩ ، لا شك قيده المقيدون في التاريخ بين تلك السنين ذات الأحداث الكبيرة.
ويكفيه خطرا أن الذي حدث فيه ، فوق انه لم يسبقه حدث مثله في تاريخ الانسان ، فهو حدث لا يرتبط بعلاقة الانسان بالانسان ، ولا بعلاقة الانسان بالأرض ، ولا الأرض بالانسان ، ولكنه حدث خرج عن هذه الكرة الأرضية اتصالا . انه أول وصلة للانسان بالسماء. وهي ليست وصال فكر ، ولا وصال خيال ، ولكن وصال اقدام . قدم الانسان دقت سطح القمر ، فلو أن للقمر روحا لذعر . فهذه أول مرة ، منذ الخليقة ، يحر القمر بأن على سطحه شيئا يجري له روح ، وهو ما عرف قط ما الروح . ما عرف ما الحياة ، وقد حرمه الله مقومات الحياة جميعا .
ان نزول الانسان على القمر حدث من أحداث الدنيا
عظيم ، ولعله ، فيما بين الانسان والطبيعة ، هو أكبر حدث عرفه الانسان الى الآن . انه باب السماء انفتح. ومن يدري فقد تتفتح السماء من بعد هذا الباب أبواب .
ولقد احسست بهذا الفتح، أن قد انفتحت في قلبي كوة دخل منها اليه بصيص من نور. ولقد كنت سبق أن قلت ، وانا أتحدث عن مخاطر القمر قبل الوصول اليه بسنين : من ذا الذي لا يود أن يرى القمر بعينيه، ويحس ترابه بيديه ، ثم لا يموت فوق ذاك التراب هادئا هانئا .
انه الغموض الذي يحيط بالانسان الذي اشتبك جسما وطعاما ولباسا ومعاشا بتروس هذه المكنة الدوارة العظمى ، مكنة هذا الكون ، فأصبح لا ينتشه منها الا الكثير من الفهم ، والكثير من العلم ، ولا فهم كفهم العين التي ترى ، واليد التي تحس .
واذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ، قال : أو لم نؤمن ، قال بلى ، ولكن ليطمئن قلبي (٢٦٠ سورة البقرة ) .
واليوم القمر ، وغدا المريخ ، وبعد المريخ المشتري، وزحل .
وتكشف القمر ، وتكشف المريخ ، فما كان أشبه المريخ بالقمر .
نقر في حجر .
وكأني بكل الكواكب الشمسية كشفت عن وجهها فكانت كلها يباباً ، وكانت سرابا .
تعليق