El-Sayed Abo El-Naga
القصة بدأت مع المؤرخ الإغريقي القديم هيردوتس في سردها (حوالي 450 ق.م) ؛ إلا أنها كانت معروفة كذلك لدي الرومان إذ سردت كذلك من طرف المؤرخ الروماني بلني الأكبر (في القرن الأول الميلادي) ؛ وسردها آيضاً المؤرخ ديودر الصقلي (في القرن الأول قبل الميلاد) وسترابوا الإغريقي وكلهم مؤرخين من العصور القديمة ولكلٍ منهم مصادره الخاصة إذ سمعوها من عده قصص محلية من عدة شعوب .
وكل تلك المواضيع المكتوبة تدور عن مَلك مصري قديم دُمرت كافة آثاره بعد موته ؛ ذاك الملك كان له الفضل الأول في إنشاء مؤسسة العسكرية المصرية في شكلها الإمبراطوري ؛ بل وكذلك نظم الإقتصاد المصري والعلاقات الإجتماعية المختلفة الخاصة بالمناصب الإدارية .
فبحسب بلني الأكبر فإن المصريين عرفوا ذلك الملك بإسم "سيزوستريس" بينما عرفه العرب بإسم "باكوس" ويعني "العظيم" وأطلق عليه الكلدانيين إسم "بيلوس" وهو ما معناه في لغتهم الإله أو الملك الأعظم ؛ وناداه التراقيين والفريجين بإسم "فاليانت و مارس" .. (والتراقيين والفريجين هم شعوب سكنوا وسط أوروبا وغربي الأناضول) ؛ كما عُرف أيضاً من قبل الإغريق بإسم "اوزيريس" .
مشهوراً بإنجازاته العسكرية ؛ فقد حدد هيردوتس ان سيزوستريس قاد بنفسه حملات عسكرية الي الأناضول ثم من هناك توجه الي جنوب روسيا حيث لقي السكوثين وأخضعهم وبعد ذلك توجه الي التراقيين (عند بلغاريا في أوروبا) وبعد أن هزمهم عسكرياً أكمل مسيرته الي بلاد الإغريق جنوباً من التراقيين ؛
وبلني الأكبر إضافاً الي ما حدده هيردوتس ؛ فقد حدد ان الملك أرسل ثلاث حملات آخريات وآدوا الي إحتلال كلاً من مناطق ؛
- الجزيرة العربية
- والهند (بعد السيطرة علي وادي السند وفارس وكلدان وآشور) ،
- وآخيراً حمله الي شمال إفريقيا وجزيرة آيبيريا (اسبانيا والبرتغال) .
هذا بينما حدد ديودر الصقلي والمؤرخ سترابو الإغريقي أن سيزوستريس أخضغ "جميع العالم" بأكمله ؛
وإكمالاً في السرد فقد حدد هيردوتس ان احد الجيوش في حملته علي أوروبا قد قاتل بضعف شديد ؛ فسخر الملك منهم بأن نحت مجسم علي شكل الأعضاء التناسلية الأنثوية في عاصمتهم بعد الإحتلال ؛ دليلا علي انهم حاربوا كالنساء ..
كما أنه كان أول الملوك الذي نشر مستوطنين مصريين في القوقاز ؛ ليحفظوا السيطرة المصرية هناك ،
وقد كون أولائك المصريين فيما بعد حضارة "الكولخيس" التي قامت في جورجيا وأبخازيا لاحقا ؛ وكان معروفاً عن الكولخاسييين انهم مارسوا عدد من نفس عادات المصريين وكان أشهرها الختان ؛ .
وبالرغم من تلك الإنجازات العسكرية الصخمة ؛ فقد كان الملك سيزوستريس هو أول ملك حسب هيردوتس الذي إستطاع إيصال الماء للمصريين الساكنين في مدن بعيدة في قلب الصحراء (ويقصد مصريوا الواحات) .
بالرغم من كونه أسطورة الا ان جميع أثار هذا الملك تدمرت بشكل عام دون أن يتم ذكر السبب كما حدد هيردوتس ؛ إلا أنه بالرغم من ذلك فقد أستطاع هيردوتس بنفسه رؤية بعض أثاره التي خلدها في بلاد التراقيين والفريجيين واخري من جنوب غرب آسيا بعد الإنتصارات العسكرية ضدهم ..
وما قرآتموه قبل قليل يعتبر السرد الدراماتيكي لسيرة الملك سيزوستريس حسبما وصل من كتابات ودلائل المؤرخين القدماء .. والتي عليها حاول علماء المصريات بعد تطبيق تلك المقولات والدلائل في علم الآثريات الي التعرف علي هوية هذا الملك ؛ فبعضهم ربط الملك هذا مع الملك "سينوسرت الثالث" إذ عرف الملك سنوسرت بتسديده ضربات عسكرية لحتي الأناضول كمثل ما حدد David silverman ؛
إلا أن صفات سيزوسريس لا تطابق بشكل كلي مع سنوسرت ؛ وفي خضم خلاف بين العلماء علي هويته فقد حدد بعض علماء المصريات انه لربما تدمرت آثار هذا الملك بفعل خصومه داخل البلاد فعلا ؛ وهو ما آدي الي محو ذكري ملك بهذه العظمة نهائيا من التاريخ ..