الزُّهَرَة عِلْمٌ عَنْهَا جَدِيدٌ
بحوث الفضاء بحوث طويلة ، والاستعداد لها يطول ، فاذا أطلق الصاروخ مطلقوه ، بالعربة الى القمر أو الى الكوكب، وأرسلت العربة باللاسلكي الى أهل الأرض مما وجدت ما أرسلت طال انتظار أهل الأرض حتى يفرغ العلماء من استخراج النتائج من الصور والأرقام والرموز الكثيرة المعقدة التي حصلوا عليها . وكثير منها لا يدل على ما يريدون ، ولكن باللف والدوران حوله ، وبالحساب ، قد يستخرج العلماء منه ما يريدون .
ومن هذا ما وقع للزهرة .
وحديثاً عكر على الزهرة سكونها ووحدتها زائران من الأرض ، الأول مركبة الفضاء الروسية ( الزهرة رقم ) 4 Venera ، وهي تهبط هبوطا رخيا على سطح القمر ، والزائر الآخر مركبة الفضاء الأمريكية ( البحار رقم ه ) ، وقد مرت بالكوكب مرورا خاطفا ، واقتربت وسجلت .
وظهرت أول النتائج التي استخرجها العلماء .
والظن القديم كان أن الزهرة توام الأرض ، تقاربا حجما وشكلا ، وتباعدا عن الشمس بعدا متشابها . وكان المظنون أن يلبس كل منهما من الأجواء يلفها حوله جوا واحدا ، ثم اختلفت الظنون . ونحن هنا نأتي بالنتائج خالصة ولا ندل على
مصدرها ، ولا كيف جاءته اختصارا للقول .
- دوران الزهرة حول نفسها :
كان من الصعب جدا ، والزهرة يلفها جو سميك ، أن ترى التلسكوبات لها وجها ، تراه يدور ، فتستدل من ذلك على كم هي تدور حول نفسها . حتى الفلكيون المشتغلون بالردي Radio Astronomers لم يوفقوا أول الأمر في الكشف عن ذلك . ثم توصلوا الى رقم صحيح يعتمد عليه في السنة الماضية فقط ، سنة ١٩٦٧ ، ذلك أن الزهرة تدور حول نفسها مرة واحدة كل ٢٤٥ يوما ، وفي اتجاه عكسي ، فأين هذا من الأرض ، وهي تدور حول نفسها مرة كل ٢٤ ساعة .
- مغناطيسية الزهرة :
وتكشفت مغناطيسية الزهرة عن قدر صغير يتفق مع دورانها هذا البطيء . ان مغناطيسيتها تساوي جزءا من ۱۵۰۰ جزء من مغناطيسية الأرض .
ومغناطيسية الأرض تعزى الى أن قلب الأرض منصهر ، موصل ، وهو يدور بدوران الأرض ، فتنتج من ذلك التيارات الكهربائية التي تنتج المجالات المغناطيسية . والزهرة ، ودورانها ما علمنا ، ضعفت اذن مغناطيسيتها لضعف دورانها .
- جو الزهرة :
هو جو كثيف لا شك في هذا .
ويتكون أكثره من غاز ثاني أكسيد الكربون . ووجد الروس أن به ما بين ٩٠ الى ٩٥ في المائة من هذا الغاز .
هكذا وجدوه في الـ ٢٥ كيلومترا التي قطعتها مركبتهم في هذا الجو وهي هابطة الى سطح الزهرة .
ووجد الأمريكان آن به ما بین ٦٩ الى ٨٧ في المائة من هذا الغاز ما بين ٦٠ الى ٧٠ كيلومترا من السطح .
وكلا الطائفتين من البحاث أثبتتا أن الأكسجين يوجد بكميات لا تكاد تذكر . وكذا بخار الماء .. وكلاهما كشف عن وجود هالة خارجة من الادروجين يمكن مقارنتها بتلك التي توجد حول الجو الأرضي . وانفرد الروس بأنهم لم يجدوا للآزوت أثرا .
- الضغط الجوي على ظهر الزهرة :
وسجل الروس لجو الزهرة ضغطا جويا ارتفع عند سطحها الى ما لا يقل عن ۲۲ ضغطا جويا أرضيا .
وسجلوا درجة حرارة ارتفعت من ٤٠ درجة مئوية الى ۲۸۰ درجة . وذلك اثناء قطع المركبة الى سطح الزهرة مسافة ٢٥ كيلومترا ، وازدادت بالطبع درجة الحرارة كلما اقتربت المركبة من سطح الكوكب .
- العلاقة بين الحرارة عند سطح الزهرة والجو الذي يحيطها :
ان جو الزهرة فيه الكثير الأكثر من غاز ثاني أكسيد الكربون ، وهذا الغاز شفاف لأشعة الشمس ، تلك الأشعة التي تراها العين ، وتلك الأخرى الفوق البنفسجية ( هواء الجو الأرضي يمتص هذه فلا يصل الى سطح الأرض الا قليلا ) . ولكن هذا الفاز يمتص الأشعة دون الحمراء من الطيف الشمسي التي هي الحرارة .
فهو اذن يحبس هذه الأشعة عندما تنعكس على صخور سطح الزهرة وتريد العودة . وبهذا ترتفع الحرارة هناك.
( صورة من المركبة الروسية 3 Venera وهي تشبه تماما صورة المركبة التي أرسلها الروس الى الزهرة 4 Venera ، وذلك في يونيو عام ١٩٦٧ ، فلما جاءت الكوكب ، اخترقت جوه عبر ۲۵ کیلومترا ، ثم هبطت على سطحه الجامد هبوطا لينا . وفي أثناء ذلك سجلت آلاتها العلمية ما سجلت ، وأرسلت بنتائجها رموزا لها معانيها
عند العلماء الروس على الأرض )
وهذه الحرارة المرتفعة لا بد هي التي سببت تبخر الماء الذي قد كان محتملا وجوده عند سطح الزهرة فهذا الماء لو أنه ظل هناك ولم يتبخر ، لأذاب من ثاني أكسيد الكربون ما أذاب ، ولا تحد هذا بصخور الزهرة فانجمد كما انجمد في الصخور بسطح الأرض ، ككربونات الكلسيوم ( الحجر الجيري مثلا ) .
- قلة الأكسجين والماء ماذا تعني ؟
وكشفت المركبة الروسية عن وجود ما لا يزيد عن ١ ١/٢ في المائة من الأكسجين والماء في جو الزهرة . فماذا تعني هذه القلة .
انها تعني ، فيما تعني ، أن الزهرة لا حياة فيها . فأساس الحياة النبات ، والنبات يبنى جرمه من ثاني أكسيد الكربون ، وهو كثير هناك . وذلك بالعملية التي سميناها بالتمثيل. ان النبات يأخذ من هذا الأكسيد كربونه ، وبه مع الماء يبني نفسه ، ويطلق الأكسجين في الجو ، فيكثر فيه الأكسجين ، فحيث لا نبات بقي اكسيد الكربون كما هو ، وخلا الجو من الأكسجين أو كاد والماء ، ان صح أنه كان موجودا ، تبخر بسخونة الجو ، ولم تستطع جاذبية الزهرة أن تحبسه ، فذهب في الفضاء بددا .
- ظواهر لعلها جميعا نشأت من بطء دوران الزهرة حول نفسها :
كل هذه الظواهر ، التي منعت الزهرة أن تلاحق أرضها ، التوأم ، من أن لا حياة على ظهرها ، ولا ماء ، ولا أكسجين ، ومن كثرة أكسيد الكربون ، كلها قد ترد آخر الأمر الى بطء دورانها حول نفسها ، حول محورها. دورة واحدة كل ٢٤٥ يوما من أيام الأرض ! !
( صورة المركبة الأمريكية الملاح رقم ٥ 5 Mariner تلك التي أطلقت في أكتوبر الماضي وغايتها كوكب الزهرة لتكشف ما تستطيع من أموره و اقتربت من سطحه بنحو ٤٠٠٠ کيلومتر وسجلت من هذا البعد ما سجلت ، والى الأرض بنتائجها أرسلت . وترى في صورة المركبة أربعة أجنحة ، هي في الواقع بطاريات ضوئية كهربائية تأخذ من الشمس طاقتها ، وهي من نور ، وتحولها الى كهرباء ، تدير ما بالمركبة من أجهزة )
بحوث الفضاء بحوث طويلة ، والاستعداد لها يطول ، فاذا أطلق الصاروخ مطلقوه ، بالعربة الى القمر أو الى الكوكب، وأرسلت العربة باللاسلكي الى أهل الأرض مما وجدت ما أرسلت طال انتظار أهل الأرض حتى يفرغ العلماء من استخراج النتائج من الصور والأرقام والرموز الكثيرة المعقدة التي حصلوا عليها . وكثير منها لا يدل على ما يريدون ، ولكن باللف والدوران حوله ، وبالحساب ، قد يستخرج العلماء منه ما يريدون .
ومن هذا ما وقع للزهرة .
وحديثاً عكر على الزهرة سكونها ووحدتها زائران من الأرض ، الأول مركبة الفضاء الروسية ( الزهرة رقم ) 4 Venera ، وهي تهبط هبوطا رخيا على سطح القمر ، والزائر الآخر مركبة الفضاء الأمريكية ( البحار رقم ه ) ، وقد مرت بالكوكب مرورا خاطفا ، واقتربت وسجلت .
وظهرت أول النتائج التي استخرجها العلماء .
والظن القديم كان أن الزهرة توام الأرض ، تقاربا حجما وشكلا ، وتباعدا عن الشمس بعدا متشابها . وكان المظنون أن يلبس كل منهما من الأجواء يلفها حوله جوا واحدا ، ثم اختلفت الظنون . ونحن هنا نأتي بالنتائج خالصة ولا ندل على
مصدرها ، ولا كيف جاءته اختصارا للقول .
- دوران الزهرة حول نفسها :
كان من الصعب جدا ، والزهرة يلفها جو سميك ، أن ترى التلسكوبات لها وجها ، تراه يدور ، فتستدل من ذلك على كم هي تدور حول نفسها . حتى الفلكيون المشتغلون بالردي Radio Astronomers لم يوفقوا أول الأمر في الكشف عن ذلك . ثم توصلوا الى رقم صحيح يعتمد عليه في السنة الماضية فقط ، سنة ١٩٦٧ ، ذلك أن الزهرة تدور حول نفسها مرة واحدة كل ٢٤٥ يوما ، وفي اتجاه عكسي ، فأين هذا من الأرض ، وهي تدور حول نفسها مرة كل ٢٤ ساعة .
- مغناطيسية الزهرة :
وتكشفت مغناطيسية الزهرة عن قدر صغير يتفق مع دورانها هذا البطيء . ان مغناطيسيتها تساوي جزءا من ۱۵۰۰ جزء من مغناطيسية الأرض .
ومغناطيسية الأرض تعزى الى أن قلب الأرض منصهر ، موصل ، وهو يدور بدوران الأرض ، فتنتج من ذلك التيارات الكهربائية التي تنتج المجالات المغناطيسية . والزهرة ، ودورانها ما علمنا ، ضعفت اذن مغناطيسيتها لضعف دورانها .
- جو الزهرة :
هو جو كثيف لا شك في هذا .
ويتكون أكثره من غاز ثاني أكسيد الكربون . ووجد الروس أن به ما بين ٩٠ الى ٩٥ في المائة من هذا الغاز .
هكذا وجدوه في الـ ٢٥ كيلومترا التي قطعتها مركبتهم في هذا الجو وهي هابطة الى سطح الزهرة .
ووجد الأمريكان آن به ما بین ٦٩ الى ٨٧ في المائة من هذا الغاز ما بين ٦٠ الى ٧٠ كيلومترا من السطح .
وكلا الطائفتين من البحاث أثبتتا أن الأكسجين يوجد بكميات لا تكاد تذكر . وكذا بخار الماء .. وكلاهما كشف عن وجود هالة خارجة من الادروجين يمكن مقارنتها بتلك التي توجد حول الجو الأرضي . وانفرد الروس بأنهم لم يجدوا للآزوت أثرا .
- الضغط الجوي على ظهر الزهرة :
وسجل الروس لجو الزهرة ضغطا جويا ارتفع عند سطحها الى ما لا يقل عن ۲۲ ضغطا جويا أرضيا .
وسجلوا درجة حرارة ارتفعت من ٤٠ درجة مئوية الى ۲۸۰ درجة . وذلك اثناء قطع المركبة الى سطح الزهرة مسافة ٢٥ كيلومترا ، وازدادت بالطبع درجة الحرارة كلما اقتربت المركبة من سطح الكوكب .
- العلاقة بين الحرارة عند سطح الزهرة والجو الذي يحيطها :
ان جو الزهرة فيه الكثير الأكثر من غاز ثاني أكسيد الكربون ، وهذا الغاز شفاف لأشعة الشمس ، تلك الأشعة التي تراها العين ، وتلك الأخرى الفوق البنفسجية ( هواء الجو الأرضي يمتص هذه فلا يصل الى سطح الأرض الا قليلا ) . ولكن هذا الفاز يمتص الأشعة دون الحمراء من الطيف الشمسي التي هي الحرارة .
فهو اذن يحبس هذه الأشعة عندما تنعكس على صخور سطح الزهرة وتريد العودة . وبهذا ترتفع الحرارة هناك.
( صورة من المركبة الروسية 3 Venera وهي تشبه تماما صورة المركبة التي أرسلها الروس الى الزهرة 4 Venera ، وذلك في يونيو عام ١٩٦٧ ، فلما جاءت الكوكب ، اخترقت جوه عبر ۲۵ کیلومترا ، ثم هبطت على سطحه الجامد هبوطا لينا . وفي أثناء ذلك سجلت آلاتها العلمية ما سجلت ، وأرسلت بنتائجها رموزا لها معانيها
عند العلماء الروس على الأرض )
وهذه الحرارة المرتفعة لا بد هي التي سببت تبخر الماء الذي قد كان محتملا وجوده عند سطح الزهرة فهذا الماء لو أنه ظل هناك ولم يتبخر ، لأذاب من ثاني أكسيد الكربون ما أذاب ، ولا تحد هذا بصخور الزهرة فانجمد كما انجمد في الصخور بسطح الأرض ، ككربونات الكلسيوم ( الحجر الجيري مثلا ) .
- قلة الأكسجين والماء ماذا تعني ؟
وكشفت المركبة الروسية عن وجود ما لا يزيد عن ١ ١/٢ في المائة من الأكسجين والماء في جو الزهرة . فماذا تعني هذه القلة .
انها تعني ، فيما تعني ، أن الزهرة لا حياة فيها . فأساس الحياة النبات ، والنبات يبنى جرمه من ثاني أكسيد الكربون ، وهو كثير هناك . وذلك بالعملية التي سميناها بالتمثيل. ان النبات يأخذ من هذا الأكسيد كربونه ، وبه مع الماء يبني نفسه ، ويطلق الأكسجين في الجو ، فيكثر فيه الأكسجين ، فحيث لا نبات بقي اكسيد الكربون كما هو ، وخلا الجو من الأكسجين أو كاد والماء ، ان صح أنه كان موجودا ، تبخر بسخونة الجو ، ولم تستطع جاذبية الزهرة أن تحبسه ، فذهب في الفضاء بددا .
- ظواهر لعلها جميعا نشأت من بطء دوران الزهرة حول نفسها :
كل هذه الظواهر ، التي منعت الزهرة أن تلاحق أرضها ، التوأم ، من أن لا حياة على ظهرها ، ولا ماء ، ولا أكسجين ، ومن كثرة أكسيد الكربون ، كلها قد ترد آخر الأمر الى بطء دورانها حول نفسها ، حول محورها. دورة واحدة كل ٢٤٥ يوما من أيام الأرض ! !
( صورة المركبة الأمريكية الملاح رقم ٥ 5 Mariner تلك التي أطلقت في أكتوبر الماضي وغايتها كوكب الزهرة لتكشف ما تستطيع من أموره و اقتربت من سطحه بنحو ٤٠٠٠ کيلومتر وسجلت من هذا البعد ما سجلت ، والى الأرض بنتائجها أرسلت . وترى في صورة المركبة أربعة أجنحة ، هي في الواقع بطاريات ضوئية كهربائية تأخذ من الشمس طاقتها ، وهي من نور ، وتحولها الى كهرباء ، تدير ما بالمركبة من أجهزة )
تعليق