El-Sayed Abo El-Naga
#اسطورة_نجاة_البشر
كان المصريين القدماء ، كما لغيرهم من الشعوب القديمة أساطير عن كيفية خلق العالم ونشاة الحيـاة فيها ، وكان لهم مثل الشعوب الأخرى قصة تحدثنا عن خلق الآله الأعظم للناس ، ثم عصيان هؤلاء الناس وعدم طاعتهم لمن خلقهم فيرسل عليهم مايكــاد يهلكهم ، ثم تأخذه الشفقة بهم فينجى بعضهم للمستمر حياة الناس على الأرض ويكون ماحدث لمن قبلـهـم عبرة لهم وتذكيرا بقوة الخالق على الدوام، ونقرأ في الأساطير السومرية أن الخالق ارسل طوفانا جارفـا ولم ينج من الناس الا أحد الكهنة الذي لجا هو واهله إلى سفينة كبيرة ، جمع فيـها كـل انـواع الحيوان والطيور وكل بذور الحياة ، ولم ينج هذا الكاهن ومـن معه من الهلاك الا بعد أن بذل الآلهة الآخرون مابذلوا من استعطاف واسترضاء ، حتى قبل الاله الأعظـم أن يستمر البشر على الأرض،
ولكن الأسطورة المصرية عن نجاة البشر أختلفـت كثيرا عن أسطورة بلاد الرافدين ، ونحن تعرفها منـذ وقت طويل وقد نقلت في مقبرتين من مقابر الدولة الحديثة ، إحداهما مقيرة سيتي الأول في وادي الملوك في طيبة ، وأقدم نسخة معروفة لها في النسخة التـى وردت على أحد نواويس الملك توت عنخ أمـون مـن ملوك الأسرة الثامنة عشرة وها هي ذي بدايتها:
"عندما كان رع ، الاله الذي خلق نفسه ، ملكا على الناس والآلهة على السواء دبر البشر شرا، لقد أصبح جلالته كبير السن وتحولت عظمة إلى فضة ، ولحمه إلى ذهب ، وشعره إلى لازورد. وعرف جلالته بما كان يدبره البشر ضده فقال جلالته لمن كان يمشـى وراءه أرجو أن تدعو إلى عينى (أي الآلهة حاتحور) (وتدعو لی شو و تفنوت" و "جب و نوت ومعهم الآباء والأمهات الذين كانوا معى عندما كنت فـي لـ نون" وكذلك الهي نون ذاته ودعوه يحضر معه حاشيته احضرهم سرا حتى لايراهم البشر فترتعد قلوبهم، احضرهـم إلى في القصر الكبير ليقدموا في تصالحهم
وهكذا جئ بهؤلاء الآلهة واقترب هؤلاء الألهـة منه ، ولمسوا الأرض بجهباهم أمام جلالته حتى يقـول مايريد قوله أمام أب الآلهة العظام ، ذلك الذي خلـق البشر المتوج ملكا على الناس، وقال الآلهة لجلالته تكلم قليلا حتى نسمع (ماتريده)" وقال رع مخاطبـا مون : يا أيها الآله الأكبر الذي جنئت منـه إلـى الوجود ويايها الآلهة الكبار : انظروا أولئك البشر الذين خلقوا من عيني انهم يدبرون شيئا ضدي
(المرجع )
*موسوعة الحضارة المصرية القديمة / د- سمير اديب / ص ٩٦ ص