كتب الأديب:إبراهيم حسون..الى الشاعر :]حافظ أحمد شنبرتي.أحد أهم صعاليك القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الأديب:إبراهيم حسون..الى الشاعر :]حافظ أحمد شنبرتي.أحد أهم صعاليك القرن العشرين

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٤٠٤٠٩-١٩١٥٣٢_Facebook.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	41.8 كيلوبايت 
الهوية:	201777
    إلى روح _______ الشاعر حافظ أحمد شنبرتي _____

    أحد أهم صعاليك القرن العشرين، وإلى أن ينفخ متمردٌ آخر بجمر القهر الذي حمله أبا بكر على كتفيه ، ما غادرهما قط، إلى أن لاقاهما تعيسٌ آخر، حمٓل عزرائيل في مقدمة سيارته ، وعلى باب " جبلة " قبضه متلبساً ، يحمل باقة بنفسج وقصيدة لجدائل الشمس .
    قتل عزرائيل أبا بكر ، وترك القهر يصول ويجول ، يدق أبواب المقهورين في أعالي تلك القرى المشرورة على اطراف السماء ، متخمة بالجوع والحرمان والتشرد ، الملعونة منذ الأزل وإلى أن يقضي ربها أمراً كان مفعولا ؛ ليشاركهم أعراس التمزق والتشرد والحنين .. أولائي .. المترفون بخبزه المر ، ومدامه المدمى .. المحشو بغصصه .. أولائي .. المستسلمون حتى الهباء ، الشاكرون حتى الغباء

    انت أيها القهر
    يا غجريٓة شعري
    وبوحي
    ونصف زماني
    ونصف لأمٓك _ أعني الخطايا _
    أنا لست إلا :
    قيلادة قهر

    <><><>

    طويلٌ ... طويل
    خريف الفقراء
    شديدٌ ... شديد
    شتاء الشريد

    باكراً تأبط قهره وغرٓب إلى منعرج القوافي ، وشرٓق إلى مدارات الشمس ، وشمٓل عند مفارق الشمل ، وقبٓل فاخذته القبيلة إلى قبلة الروح " شنبرتي "

    هنيئا لمن لا يزال
    يعاقر تلك الينابيع

    خذوا كتبي
    وقصائد قهري
    خذوا كل شيء
    من الياء إلى الياء
    إني مللت النداء
    وأدمنت في البرٓ
    والبحر
    واليسر
    والفقر
    كل صنوف البكاء
    خذوا ما تشاؤون إلا بكائي

    حافظ أحمد .. أحد صعاليك هذا الزمن ، المتفردين ، الفريدين ، بكل شيء ، وحتى الثمالة ، امتشق تمرده ، وغادر حضن أمه و " شنبرتي " مسقط رأسه وهي احد أحياء " حرف المساترة " والتي أضافها إلى نسبه ليفيها حقاً لها ما نسيه يوما ، غادرهما سارحاً في بيدائها .. كل شيء يفتح امامه ساحة حرب ...

    وهذا أنا
    قارب أتعبته الرياح
    وأثقل جمجمته المفسدون
    فلا الشعر يمنحني قبلة الصباح
    ولا الفكر منٓ عليٓ بأغطية في المساء
    أنا ... دمعة للبكاء
    أنا ... ملك الضياع

    هكذا .. ركب أبا بكر تشرده وغزٓ السير .. ودائما عكس التيار ، يمتطي مهرته بالمقلوب .. وعند كل مفترق يكرع كأسه ، ويتمدد قليلا في بحر قصيدة .. قبيل إبحار جديد
    الشاعر حافظ أحمد شنبرتي ، كان دائما متصالحا مع نفسه ، صادقا مع التناقضات ، فيه وفي مجتمعه ، جريئا على نفسه وعلى مجتمعه ؛ لدرجة الاعتراف العلني ..وعكس أغلبنا .. حيث يقول ما لا نستطيع قوله ، واصفاً موته ودفنه .....

    أهالوا عليٓ التراب
    على عجلة
    ودٓعوني
    برعب
    وحب
    وحزن
    وخوف
    وقالوا :
    لقد كان شهما
    كريما
    شجاعا
    حصيفا
    طهورا
    وما كنت كذلك
    كنت ودودا إلى الأقوياء
    قويا على الضعفاء
    كريما على العابرات
    بخيلا على أمٓ ابني
    وخمس بنات
    أراقبهن
    أحاسبهن
    على كل نقلة كل رجل
    ومضغة حب
    واشتاق قيسا
    لأبعث فيه الجنون

    غادر أبا بكر ساحة المعركة وهو آسف عليها ،رغم القهر والظلم ، والتشرد ، والضياع ، والحرمان ، فهي بنظره ، جميلة وتستحق أن تُعاش
    رحل قبيل الفجر .. فجر زهراته التي أينعت وهيأت الجناح لتطير
    ها قد تأبطٓ شوقك وشرقت إلى حيث كنت تُهنئ

    هنيئا لمن لا يزال
    يعاقر الينابيع
    يجدل بعض السنابل
    قبل اليباس
    يتيه مع الطير
    بين الحفافي
    يقاوم حرٓ الظهيرة
    بالفيء
    برد الشتاء
    بنار المواقد
    جوع المراعي
    بخبز وتين

    ها قد عدت إلى حضن الأم ... إلى شنبرتي .. وها هو منزلك الجديد .. كتبوا عليه .. كما اوصيت

    لقد صار لي مسكن
    لا يزاحمني فيه
    حتى الهواء
    وصرت جريئا
    أغامر حتى بروحي
    وما عدت احتاج
    خمرا
    وتبغا
    وليلا
    لأكتب
    سوف أسطر ملحمتي
    من هنا
    إن نومي يداهمني
    مرحبا بالسبات
    الذي لا يخون
    فلا توقظوني

    كل عام ، وانت الشاعر الذي تشتاقه القصائد ، ( ولا ينساه الأصدقاء )
    ************
    *إبراهيم حسون
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1712679348972.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	7.1 كيلوبايت 
الهوية:	201778
يعمل...
X