أفلام مختارة
فيلم "عن شميدت - About Schmidt"
***
يُعرف أسلوب الكسندر باين الإخراجي بالتركيز على الواقعية وبخلق توازن صعب بين الجد والهزل فهو يستخدم الفكاهة للتعمق بشكل أكبر في دواخل الفرد ثم الكشف عن حقيقتها والتمعن في تعقيدات الطبيعة البشرية إلى جانب تشريح طبيعة المجتمع الأميركي نفسه.
يتناول فيلم "عن شميدت" فترة من حياة وارن شميدت تبدأ بتقاعده حيث نرى رجلا شبه ضائع لا يعرف ماذا يفعل بأيامه ويحاول أن يجد لنفسه مستقرا هنا أو هناك وأن يمارس تأثيرا جديدا على حياة هذا وذاك.
فيلم "عن شميدت" عن ترك العمل والشيخوخة والحزن والبحث عن معنى لحياة مرت سريعا بطريقة جعلت صاحبها يشعر أنه فقد الكثير وأن عليه الحفاظ على ما تبقى من أيام واستغلالها بأفضل طريقة.
الفيلم بطئ بعض الشئ وقد يكون هذا هو المأخذ الوحيد على المخرج باين الذي ربما أراد أن يعكس بهذا البطء حالة الملل والضياع التي يشعر بها شميدت وقد أدى دوره القدير جاك نيكلسون بطريقة ملفتة للنظر أكدت قدراته الكبيرة حتى أن واحدا من بين أهم النقاد السينمائيين وهو روجر ايبرت كتب يقول إن فيلم شميدت يعرض صورة لرجل لا يملك الكثير من المواصفات والخصال ويبدو في حاجة دائمة إلى الآخرين وهو يشعر بالحيرة إزاء مشاعر المحيطين به واحتياجاتهم، ومع ذلك نجح نيكلسون في جعل قصة هذا الرجل جديرة بالمشاهدة وهو ما يؤكد مهارته بل ويعزز سمعته الاسطورية.
لجاك نيكلسون شخصية مختلفة تماما عن شميدت ومع ذلك تمكن من أداء شخصية الأخير معبرا عن المأساة التي يعيشها هذا الرجل وطباعه السلبية وردود فعله البائسة، وهنا تكمن قدرته.
في الفيلم فكاهة سوداء قد لا تعجب الجميع وتتعارض إلى حد ما مع الفكرة العميقة التي يتابعها المخرج عبر الشخصية الرئيسية.
ومن النقاط الأخرى التي جعلت النقاد مترددين بعض الشئ هي نهاية الفيلم التي تبدو مفتوحة وغير واضحة تماما.
ومع كل ما قيل وما يقال عن هذا الفيلم تبقى شخصية شميدت، المتقاعد الغاضب وقليل الأهمية بالنسبة للجميع والذي لم يشعر بأنه أضاع حياته إلا بعد أن تقاعد، ستترك أثرا لدى كل مشاهد. إنها قدرة المخرج المعروفة على الخلط بين الجد والهزل وإرفاق كل مشهد واقعي نتابعه بملاحظة لا مرئية تقول: هاهاها .. أنظروا كيف يتصرفون ويتحدثون !!!!
ترشح الفيلم لجائزتي أوسكار إحداها لنيكلسون لأفضل ممثل في دور رئيسي والأخرى لكاثي بيتز لأفضل ممثلة في دور ثانوي. ترشح الفيلم أيضا لجوائز أخرى عديدة وفاز بجوائز عديدة أيضا منها جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل في دور رئيسي في فيلم دراما تسلمها جاك نيكلسون بالطبع وجائزة غولدن غلوب أخرى لأفضل قصة.
بعد تسلمه جائزته قال نيكلسون "أنا متفاجئ، كنت أعتقد أن الفيلم كان كوميديا".
يُروى أيضا أن المخرج الكسندر باين قال لنيكلسون وهما يناقشان الفيلم ودوره فيه قبل بدء التصوير "جاك، لدي جملة واحدة لك وهي: أريدك أن تؤدي دور رجل بائس وقليل الشأن".
أترككم مع فيلم "عن شميدت" وهو من إنتاج 2002.
فيلم "عن شميدت - About Schmidt"
***
يُعرف أسلوب الكسندر باين الإخراجي بالتركيز على الواقعية وبخلق توازن صعب بين الجد والهزل فهو يستخدم الفكاهة للتعمق بشكل أكبر في دواخل الفرد ثم الكشف عن حقيقتها والتمعن في تعقيدات الطبيعة البشرية إلى جانب تشريح طبيعة المجتمع الأميركي نفسه.
يتناول فيلم "عن شميدت" فترة من حياة وارن شميدت تبدأ بتقاعده حيث نرى رجلا شبه ضائع لا يعرف ماذا يفعل بأيامه ويحاول أن يجد لنفسه مستقرا هنا أو هناك وأن يمارس تأثيرا جديدا على حياة هذا وذاك.
فيلم "عن شميدت" عن ترك العمل والشيخوخة والحزن والبحث عن معنى لحياة مرت سريعا بطريقة جعلت صاحبها يشعر أنه فقد الكثير وأن عليه الحفاظ على ما تبقى من أيام واستغلالها بأفضل طريقة.
الفيلم بطئ بعض الشئ وقد يكون هذا هو المأخذ الوحيد على المخرج باين الذي ربما أراد أن يعكس بهذا البطء حالة الملل والضياع التي يشعر بها شميدت وقد أدى دوره القدير جاك نيكلسون بطريقة ملفتة للنظر أكدت قدراته الكبيرة حتى أن واحدا من بين أهم النقاد السينمائيين وهو روجر ايبرت كتب يقول إن فيلم شميدت يعرض صورة لرجل لا يملك الكثير من المواصفات والخصال ويبدو في حاجة دائمة إلى الآخرين وهو يشعر بالحيرة إزاء مشاعر المحيطين به واحتياجاتهم، ومع ذلك نجح نيكلسون في جعل قصة هذا الرجل جديرة بالمشاهدة وهو ما يؤكد مهارته بل ويعزز سمعته الاسطورية.
لجاك نيكلسون شخصية مختلفة تماما عن شميدت ومع ذلك تمكن من أداء شخصية الأخير معبرا عن المأساة التي يعيشها هذا الرجل وطباعه السلبية وردود فعله البائسة، وهنا تكمن قدرته.
في الفيلم فكاهة سوداء قد لا تعجب الجميع وتتعارض إلى حد ما مع الفكرة العميقة التي يتابعها المخرج عبر الشخصية الرئيسية.
ومن النقاط الأخرى التي جعلت النقاد مترددين بعض الشئ هي نهاية الفيلم التي تبدو مفتوحة وغير واضحة تماما.
ومع كل ما قيل وما يقال عن هذا الفيلم تبقى شخصية شميدت، المتقاعد الغاضب وقليل الأهمية بالنسبة للجميع والذي لم يشعر بأنه أضاع حياته إلا بعد أن تقاعد، ستترك أثرا لدى كل مشاهد. إنها قدرة المخرج المعروفة على الخلط بين الجد والهزل وإرفاق كل مشهد واقعي نتابعه بملاحظة لا مرئية تقول: هاهاها .. أنظروا كيف يتصرفون ويتحدثون !!!!
ترشح الفيلم لجائزتي أوسكار إحداها لنيكلسون لأفضل ممثل في دور رئيسي والأخرى لكاثي بيتز لأفضل ممثلة في دور ثانوي. ترشح الفيلم أيضا لجوائز أخرى عديدة وفاز بجوائز عديدة أيضا منها جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل في دور رئيسي في فيلم دراما تسلمها جاك نيكلسون بالطبع وجائزة غولدن غلوب أخرى لأفضل قصة.
بعد تسلمه جائزته قال نيكلسون "أنا متفاجئ، كنت أعتقد أن الفيلم كان كوميديا".
يُروى أيضا أن المخرج الكسندر باين قال لنيكلسون وهما يناقشان الفيلم ودوره فيه قبل بدء التصوير "جاك، لدي جملة واحدة لك وهي: أريدك أن تؤدي دور رجل بائس وقليل الشأن".
أترككم مع فيلم "عن شميدت" وهو من إنتاج 2002.