مسك أيدي بعضنا بعضاً يقلل الألم ويخفف الجهد
تاريخ النشر: الثلاثاء, 19-03-2024
تشرين:
هناك أسباب نفسية وبيولوجية لمسك البشر أيدي بعضهم بعضاً، ولذلك تأثيرات وفوائد مذهلة على حالتنا العاطفية، خاصة عندما نكون مع شريك رومانسي، حسبما يشير تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية. فالمسك بأيدي بعضنا بعضاً يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم، وتقليل الألم، وتخفيف التجارب المجهدة، كما يمكن أن يحد من تأثير التوتر في نظامنا العصبي اللاإرادي، الذي ينظم وظائف الجسم اللاواعية مثل اتساع حدقة العين.
وفي عام 2021، كشفت تجربة عن التأثير المهدئ للمسك بيد الزوج أثناء مشاهدة مشاهد من أفلام الرعب، إضافة لذلك عندما يشعر الناس بأنهم تحت التهديد، فإن المسك بيد أحد أفراد أسرته يهدئ أجزاء الدماغ المسؤولة عن اليقظة والاستجابة العاطفية، وفق دراسة علمية.
من جانبه، قال مدير معهد علم النفس السريري بمختبر علم الأعصاب العاطفي في جامعة فيرجينيا، جيمس كوان: إذا فهمت حقاً مسك اليد ما هو وكيف يكون له آثاره، فإنك ستبدأ في فهم كل جانب من جوانب ما يعنيه أن تكون إنساناً، مضيفاً: إن المسك بالأيدي يعبر عن كل الأشياء التي نمثلها لبعضنا بعضاً.
وأجرى كوان وفريقه عدة تجارب حول تأثيرات المسك بالأيدي، وشملت المجموعة الأولى 16 امرأة متزوجة تم إخضاعهن لفحص الدماغ بالرنين المغناطيسي وواجهن خطر التعرض لصدمة كهربائية.
وأظهرت فحوصات الدماغ أنه عندما تمسك هؤلاء النساء بيد شخص غريب، فإن ذلك يقلل من التوتر الناتج عن الصدمة، لكن التأثير كان أكثر وضوحاً عندما أمسكنّ بأيدي أزواجهن.
وكانت فائدة مسك الأيدي أقوى بين النساء اللاتي حصلن على أعلى الدرجات في اختبارات الجودة الزوجية.
وتشير نتائج الدراسات إلى أن مسك الأيدي يساعد الدماغ على مواجهة التوتر، وعندما تمد يدك لتمسك بيد أحد أحبائك في وقت صعب، يبدو الأمر كما لو كنت تشاركه العبء.
وقال كوان: بالنسبة للعقل البشري، يقدم العالم سلسلة من المشكلات التي يتعين حلها، واتضح أن كونك وحيداً يمثل مشكلة.
وقد أطلق على هذه الظاهرة اسم “نظرية خط الأساس الاجتماعي” وتشير إلى أن العقل البشري يتوقع الوصول إلى العلاقات والاعتماد المتبادل لأنه من دونها تصبح مشكلات العالم ضخمة ونحتاج إلى بذل المزيد من الجهد الفسيولوجي والنفسي، ولكن عندما نعلم أننا لسنا وحدنا، كما يظهر من خلال مسك الأيدي، يبدو الأمر أكثر سهولة.
وتعد الأيدي جزءاً أساسياً من كيفية استكشافنا للعالم منذ لحظة ولادتنا، وقبل أن نطور أي مهارات حركية يمكن لليد معالجة المعلومات الحسية عندما تلامس الأشياء من حولنا.
هذا، وتشكل راحة اليد جزءاً صغيراً من إجمالي مساحة سطح بشرتنا، ومع ذلك فهي تحتوي على حوالي 15 % من أليافنا العصبية اللمسية، كما تحتوي راحة اليد، وخاصة أطراف الأصابع، على نهايات عصبية خاصة تسمى “جسيمات مايسنر”، وهذا يمنح راحة اليد القدرة على الاستجابة لأدق اللمسات.
ويستخدم الإنسان حاسة اللمس لتوصيل مشاعره أيضاً، وفي دراسة حديثة من جامعة لندن تمكن المشاركون من التعرف بشكل صحيح على مشاعر شخص آخر بمجرد النظر إلى يديه من دون رؤية وجهه.