من امرأة الدعسوقة إلى الدمى الفنانة التشكيلية راميا حامد: هذه حكايتي مع الألوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من امرأة الدعسوقة إلى الدمى الفنانة التشكيلية راميا حامد: هذه حكايتي مع الألوان


    من امرأة الدعسوقة إلى الدمى الفنانة التشكيلية راميا حامد: هذه حكايتي مع الألوان

    تاريخ النشر: الخميس, 04-04-2024
    تشرين- وصال سلوم:

    أجمل ما قيل عن الفن جاء على لسان الأديب العالمي جبران خليل جبران حين قال:”الفن خطوة من المعروف الظاهر نحو المجهول الخفي”.. وما أصعب وأبلغ تحقيقه إذا ما ناظرناه بعين التعريف الجبرانية وكيفية تمكين وصقل الموهبة لإبراز ما هو غير ممكن في صورة الممكن.. يحتاج اجتهاداً روحياً، فالفرق شاسع بين من يستطيع تحويل الشمس لبقعة صفراء، وبين من يحول البقعة الصفراء شمساً وإن كان الرسم موهبة يثقلها العمل، فلن يبدع فيها إلّا من تماهى حباً وخيالاً وفكراً لينجز فناً.

    “راميا حامد” فنانة تشكيلية سوريّة استطاعت تحقيق ما هو غير ممكن وتميزت بخطها اللوني وتأثرت بزرقة بحر اللاذقية، وبالقاني من شقائق النعمان، وحددت عن سابق إصرار وحب مسيرتها الفنية فكان اختلافها أميز صفاتها..

    أقلام التلوين والطبشور

    عن حكايتها مع الألوان تقول راميا حامد لـ(تشرين): بدأَ شغفي بالرّسم منذ الطفولة، فلم أكنْ أحلم كأطفال جيلي أن أصبحَ طبيبة أو مهندسة أو معلمة، كان حلمي أن أكونَ فنّانةً تشكيليّةً،أذكر أني كنت أدخر مصروفي لشراء علب الألوان الخشبية والطباشير الملون،أرسمُ في كلِّ مكان ، على كتبي ودفاتري حتّى على مقعدي المدرسي.. وتضيف: في طفولتي تجسّدت فكرة الرّسم لدي من خلال رسمي للأميرات بأثوابٍ جميلة ملونة وتيجان براقة، أما في المرحلة الإعداديّة والثّانوية فقد تطورت هذه الفكرة وبدأت تستهويني فكرةُ رسم الوجوه وتصميم الأزياء بشكل خاصّ لذلك قمت بإنشاء مشروعي الخاصّ وأنا في السنة الجامعيّة الأولى وكان ” Atelier” لتصميم الأزياء، لكن هذا المشروع توقّف بسبب سفري خارج سورية.. بعد عودتي تغيّرت نظرتي للفن التشكيلي، أصبحتُ أعمق وأكثر جدية، لذلك قرّرتُ دراسته بشكل احترافي، ومن ثم اكتشفت أنه شغفي الحقيقيّ وكل أحلامي تنصب داخله..

    حقوق الرسم

    وفي إرهاصات هذه التجربة الفنية اللافتة تذكر حامد: رغم دراستي في كليّة الحقوق إلّا أني لم أجدْ نفسي وشغفي في هذا المجال لذلك اتجهت لدراسة الفنّ التّشكيلي دراسةً خاصّة، ثم تقدمت لمسابقة الفن التشكيلي، وكان أن تمّ قبولي وانتسبت إلى نقابة الفنّانين التّشكيليّين السوريين وأصبحت عضواً فيها، من هنا بدأ مشواري الفنّي الذي اعتمدت فيه على منهج التجريب المدروس.. وتكمل: أنا ضد أن يتمسك الفنان بمنجزه المرحلي وأن يخضع لأسلوب فني محدد أو يكون امتداداً لأحد، لذلك لم أحدد نفسي بمدرسة فنية معينة فأنا لدي رغبة شديدة في خوض تجارب فنيّة متعددة بكلّ أبعادها بسبب عشقي للرسم..

    ولادة الموهبة

    وعن بداية هذه التجربة الفنية؛ تقول: بدايتي كانت مع تجربة المرأة الّتي اخترتُها كموضوع أساسي لمعرضي الفرديّ الأوّل، فقد كانت حاضرة في كلِّ لوحاتي بحالاتها الإنسانية وبشغفها وحزنها وانكساراتها ، حيث قمت بربطها مع طائر الحسّون وخلق حالة خاصة ورومانسيّة بينهما كبديل عن الرجل، قدمْتها بحالة جماليّة عالية و بأسلوبٍ واقعي يميل في بعضِ اللوحات إلى التعبيرية وبعضها قد يلامس السوريالية ، مع الوقت أوجدْت قرائن أخرى كالغزال والدعسوقة ، هذه التجربة أفرزتْ تجربة جديدةً وهي فن العرائس “الماريونيت “.

    من الدعسوقة إلى الدمى

    وفي حديثها عن تطور تجربتها الفنية تقول حامد: أحالتني من مرحلة رسم النّساء الجميلات إلى رسم الدمى الصغيرة الملونة، ولشدّة شغفي وتأثري بهذه التّجربة كنت أعيشُ حالاتها النفسية والجسدية قبل أن أقوم برسمها على القماش، جيث أتّخذُ هذه الوضعيات جميعها لأستطيع ملامسةَ الحالة وتجسيدها بكلّ شفافية ، لقد لامست من خلالها الكثير من القضايا الإنسانية والاجتماعية الّتي نعانيها بمجتمعاتِنا كالغيرة والتّملّك والفضول والفوضى، ثم انتقلت الآن لتجربة جديدة وهي “artdeco ” في الحقيقة هذه التجربة تستحوذ على كلِّ تفكيري ومشاعري حالياً، ولدي رغبة في تكريس حالة خاصة خلالها

    الصعوبات والدعم

    الإنسان ابن بيئته مهما انتمى للعالم الكبير ، هو ينتمي إلى محيطه ويستلهم منه الكثير من المفردات ، عندما يمتلك الإنسان موهبة حقيقية فالبيئة هي من أهم العوامل التي تؤدي لتطوير موهبته ودفعها للنور ، تقول حامد: ولدت في أسرة منفتحة على الفنون والآداب ، لذلك لم أواجه أيّ صعوبات بل على العكس أسرتي هي الداعم الكبير لي ومازال هذا الدعم مستمراً حتى الآن .. ومن الأمور التي ساعدتني في مجال الرسم هي القراءة فلدي شغف كبير للقراءة وهي أساسية وضرورية لتطوير موهبة الفنان والارتقاء بها نحو فضاءات واسعة ومتجددة ، وفي مراحل عمري السابقة كنت أقرأ كل أنواع الكتب ولكن بعد دخولي عالم الفن التشكيلي أصبحت انتقائية أكثر وحالتي المزاجية تسيطر على اختياري لمحتوى الكتب، واليوم أميل الآن لقراءة كل ما يتعلق بالفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي وتاريخ الفنون ، أقرأ عن تجارب الفنانين القدماء والمعاصرين ، كما أخصص وقتاً بشكل يومي لمشاهدة أعمال فنية قديمة.
يعمل...
X