كتاب "حرافيش القاهرة" للباحث التاريخي والأديب عبد المنعم شميس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب "حرافيش القاهرة" للباحث التاريخي والأديب عبد المنعم شميس




    Raseef22 رصيفــ22

    بعيداً عن الرواية الرسمية للتاريخ، المُكرسة أبداً لسيرة الملوك والقادة، وعلى مقربة من الحكايات الهامشية وأبطالها المجهولين، الذين عادة ما يسقطون من حسبة المؤرخين، جاء كتاب "حرافيش القاهرة" للباحث التاريخي والأديب عبد المنعم شميس (1919-1991)، ليُشكل في مجمله جدارية مزهرة، مفعمة بالحياة وعنفوانها، لأحد أشهر أحياء القاهرة ،حي عابدين، في أوائل القرن الماضي
    *************************
    حرافيش القاهرة.. شهادات وشخصيات


    المصدر:السيد نجم - التاريخ: 10 يناير 2014

    يصور وينقل كتاب "حرافيش القاهرة"، لمؤلفه عبد المنعم شميس، مشاهد وشهادات شخصيات مجهولة، تعيش في القاهرة (القديمة نسبياً)، خلال القرن الميلادي الماضي، وما قبله بقليل.

    ويعرفنا المؤلف إلى أشهر آغا (الآغا هو الرجل الخصي)، وهو "خليل آغا"، الخادم الخاص للخديوي إسماعيل، الذي لقي قبول والدة الخديوي، حتى أصبح من أثرياء مصر، إذ كان له زي خاص، وانتشرت موضة الأغوات في قصور الأثرياء، حيث يجلسون عند أبواب القصور لاستقبال الضيوف، وتروى عنهم الأقاصيص.

    ولعل خليل آغا، كما يذكر شميس، هو أشهرهم، كذلك، بعد الآغا كافور الإخشيدى، الذي تولى ملك مصر، وكانت له مع المتنبي وقائع شهيرة، فقال فيه القصيدة الشهيرة التي تتضمن: لا تشتر العبد إلا والعصا معه/ إن العبيد لأنجاس مناكيد

    ويطلعنا شميس، أيضاً، على مظهر آخر من مظاهر الحرافيش في القاهرة، إذ إنه في عهد الخديوي إسماعيل، شيد خمسين صنبوراً للمياه، عند رأس الشوارع، وبجوار كل منها، كشك خشبي لمراقبة الصنبور، الذي يوفر المياه بالمجان. وهو ما تسبب في تعطل طائفة السقايين، وهم من يتولون توصيل المياه من نهر النيل إلى المنازل، فكانت النتيجة أن اعتادوا الوقوف إلى جوار تلك الصنابير، وسقاية الناس، مقابل ملاليم صدقة.

    وهم من تعاطف معهم الفنان سيد درويش، وألف لهم لحن السقايين الشهير، تعاطفاً مع تلك الطائفة، التي تندثر، والطريف أن لأحدهم تمثالاً من النحاس في أحد الميادين بالقاهرة. وذلك حدث عندما أراد الخديوي إسماعيل تكريم محمد بك لاظوغلي، بعد وفاته، وهو من كان من المقربين من جده محمد علي، لكن لم يجدوا صورة للرجل، فلما كان أحد السقايين يسير في الشارع، أمسكوا به لشدة الشبه بينه وبين لاظوغلي باشا، وفعلًا عمل التمثال للسقاء!

    يتناول المؤلف، بعدها، طرفة لا تزال حاضرة وتتردد على جنبات شوارع القاهرة، تحت عنوان "عربة زينب هانم"، أما زينب هانم فهي ابنه الخديوي إسماعيل، وقيل عنها الكثير من النوادر، ويطلعنا على جملة مواقف وقصص عن شرائح من هذا القبيل في القاهرة، ويرسم معها، لوحة جميلة للحياة الاجتماعية في مصر..

    وفي القاهرة تحديداً، ففي داخل قصور البشوات كانت هناك طائفة، تعمل على خدمتهم مع كل صباح بعد الفجر، ولا تقيم في قصورهم، ومن هؤلاء "المزين" أو الحلاق، فهو أول من يذهب إلى القصر، قبل أن يفتح محله، حيث يهذب شارب الباشا وذقنه، مبكراً، وأيضا كان "السقا" يوفر المياه قبل بداية النهار، ثم هناك ماسح الأحذية، الذي لا يقل أهمية عمن سبقوه.

    ثم يستعرض المؤلف، بعض الشخصيات التي يظن أنها اختفت من القاهرة، أو في طريقها إلى الاختفاء، ومنها: صانع "المركوب" والمركوب (وهو ما يرتديه المرء في قدمه، ولا هو حذاء كامل ولا "شبشب")، وهناك أيضاً مهنة "العجلاتى":

    صاحب محل تأجير الدراجات للصبية، كما كانت توجد فئة، بعدد حوالي أربعة آلاف فرد، يسمي أفرادها أنفسهم بـ"حرافيش القاهرة"، وتاريخهم يعود إلى فترة حكم المماليك، ويعرف عنهم عادة الوقوف عند أسوار القلعة، وطلب "العادة"، وهي المنحة، التي يهبها السلطان لهم.

    المؤلف في سطور

    عبدالمنعم شميس (1919-1991م)، باحث وأديب لديه مقالات ومؤلفات عديدة، منها: القاهرة والجبرتي، المسلمون والإسلام، قهاوي الأدب والفن، كما أنه كان قد حصل على وسام الجمهورية، ووسام الاستحقاق في مصر، وقدم، أيضاً، بعض الأعمال الدرامية.
    الكتاب: حرافيش القاهرة

    تأليف: عبد المنعم شميس

    الناشر: هيئة الكتاب المصرية - القاهرة 2013م

    الصفحات: 166 صفحة

    القطع: المتوسط

    ​​​​​​​
يعمل...
X