القصة بدأت من هنا . بلاد الرافدين
يقول جورج رو في كتابه العراق القديم عن الحضارة السومرية ؛
بوسعنا ان نلمس هنا احدى الاوجه المميزة المدهشة لهذه الحضارة . فالمجتمع السومري لعصر فجر السلالات كان ابعد مايكون عن البدائية فقد ساده التنظيم المتكامل ,بل وحتى الزائد عن اللزوم .
وكان الشعب السومري شعبا صارما ذا عقلية بيروقراطية فـ ترك لنا الالاف من السجلات والقوائم والقسائم والعقود التي ترهق الباحث على الرغم من كونها مصدرا ثمينا للمعلومات .
حيث تخبرنا النصوص الاقتصادية التي عثر عليها في لكش وشروباك، بانخراط كافة السكان العاملين في تلك المدينتين (نقابات) (اتحادات) متنوعة , بعضها صغير القاعدة ويعكس تخصصا دقيقا . مثلا وجد رعاة للحمير يختصون بالذكور وقسم اخر يختصون بالاناث . كما كانت هناك تجمعات منفصلة للسماكين تبعا لمكان صيدهم (المياه العذبة -او الشبه مالحة- او البحر) .. حتى سحرة الافاعي صارت لهم حرفة يترأسهم ساحر الافاعي الاول ,وكان التجار والحرفيون ينظمون بشكل مشابه ويعملون تارة لحسابهم وتارة لفائدة المعبد الذي كان المنظم الوحيد للعلاقات الخارجية .
ووجد جيش من الكتبة والمفتشين والملاحظين والمنظمين وغيرهم من الموظفين في خدمة المعبد ، يوجههم مفتش عام (نو- باندا) ،وناظر (اكَريكـَ) وكلاهما تحت امرة كاهن المعبد الاعلى ( سانكَا) الذي يسير ويدير الة الدولة الضخمة هذه .
Wissam