حنان السبتي - تراث البصرة ????
٣٠ أبريل، الساعة ٤:٣٥ م ·
الـبـصـرة كـمـا عـرفتها
في بداية القرن كان هناك أسطول من البواخر النهرية والجنائب تنتقل من البصرة الى بغداد وبالعكس
وكانت هناك شركه بريطانية تسمى (بيت لنج) وأخرى تعود الى عبد القادر الخضيري واهم بواخره (القادري) لنقل المسافرين والبضائع ..
توقفت بواخر المسافرين تدريجيا وبقت الملاحة النهرية لنقل البضائع فقط، وقد امتلكت شركات حنا الشيخ وعبد الجبار الخضيري ثم ولده عبد الكريم بعده وعبد المنعم الخضيري إخوته بواخر صغيرة وجنائب لهذا الغرض ..
وكانت تستعمل في شط العرب الزوارق السريعة الخشبية (الماطورات) والسفن الشراعية الكبيرة (المهيلات) والزوارق لنقل الأشخاص والتنزه وهو البلم العشاري الذي يسير أما بالمجاذيف أحدهما مجذاف طويل أمامي مربوط بجانب الزورق ويتحكم به البلام والذي يجلس في القسم الأمامي من الزورق والبلام الأخر يجلس في القسم الخلفي من الزورق وبيده مجذاف صغير يسمى الغرافة لتوجيه مسار الزورق يمينا ويساراً حيث لا توجد دفه توجهه وعندما يكون تيار الماء شديدا حيث لا ينفع به التجذيف يستعمل البلامة المردي وهو عود طويل من القصب القوي المستورد من الخارج يركزه الملاح الأمامي والخلفي في قعر النهر ويدفع به البلم الى الأمام.
ويقال ان كلمه المردي هي كلمه سومريه، ويغطى البلم العشاري الذي يتسع عاده لأربعه ركاب بغطاء طويل يظلل الركاب وكذلك يمكن انزال ستائر من الجانبين .. وهناك (الدوسة) وهي لوحه من الخشب تستعمل لمشي البلام الأمامي عليها ذهابا وايابا عند استعماله المردي كذلك لأنزال الركاب على الرصيف .. وكان محل جلوس الركاب مجهز بوسائد مريحه (مخدات) ذات الوان زاهيه ..
وكانت تشاهد على شط العرب المشاحيف القادمة من الأهوار وهي زوارق صغيره من الخشب مغطاه بالقار، قاعها مسطح تستعمل في الأهوار وتأتي للبصرة لبيع الحليب ومشتقاته من الأجبان او الزبدة والكريمة (القيمر) الى اهل البصرة او الى البواخر الراسية
في شط العرب وكان في العادة تقودها النساء القادمات من مناطق الهور (المعيديات) اللاتي يبعن مشتقات الحليب في شوارع العشار وأزقتها. وهذه المشاحيف يرجع تأريخها الى العهد السومري حيث شاهدتها في المتحف العراقي ومتاحف هولندا.
اما بالنسبة للسفن الشراعية الكبيرة (المهيلات) فكانت عند توقف الرياح، تسحب بواسطة حبل يربط في مقدمتها والطرف الأخر يربط بالملاحين وهم يقومون بسحب السفينة من على ضفاف النهر ..
سطور من قلم
د٠ طلعت الخضيري
بتصرف
تعليق